تسابق دولة الكويت الزمن الخليجي من أجل ضمان شروط انعقاد القمة العربية في نهاية شهر مارس الجاري. وكشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية علي راشد عن وجود «مساعٍ كويتية لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر فيما بين الدول الخليجية الثلاث، وهي السعودية والبحرين والإمارات العربية من جهة، وقطر من جهة ثانية، على خلفية سحب سفرائها منها». وذكرت نفس المصادر عن تفهم الأبعاد والأسباب التي أدت لهذه الخطوة» . وتحتفظ الدولة المضيفة للقمة العربية في اتخاذ موقف من النزاع بين دول التعاون الخليجي، مركزة في الوقت ذاته، على الحديث عن المصالحة بين الدول الخليجية. وتميل التقارير الإخبارية المتابعة للقمة إلى التأكيد على حل مشاكل الدول المعنية داخل مجلس التعاون الخليجي قبل القمة «وستحل هذه المشاكل أو لا تحل في إطار المجلس«. وبالتالي فهو غير مطروح على جدول الجامعة العربية من هذه الزاوية. ومن جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وجود اتصالات في الخفاء لتنقية الأجواء بين الدول العربية، مضيفا أن عقد القمة في موعدها سيساعد على حل المشاكل قبل جلوس القادة مع بعضهم البعض، وهو ما فسرته عدة مصادر باحتمال» أجندة زمنية مغايرة «. ولا تشكل قضية قطر وجيرانها النقطة الوحيدة أمام القادة العرب في القمة التي تستضيفها الكويت يومي 25 - 26 مارس الجاري ، حيث من المنتظر أن تغطي قضية سوريا بدورها على اللقاء بالرغم من اتفاق القادة المختلفين في مجلس الخليج من دعم المعارضة السياسية منها والمسلحة، ومن ذلك مقعد سوريا في القمة الذي مازال محط مشاورات.وقد شرح الأمين العام لجامعة الدول العربية تفاصيل القضية في لقاء أجراه مع الصحافة بداية الأسبوع، قائلا: «لقد سبق أن ذهبنا إلى قمة الدوحة في 2012 وجلس وفد المعارضة على المقعد السوري، وفي آخر اجتماع للوزراء العرب دعيت الأمانة العامة إلى مواصلة مشاوراتها مع الائتلاف السوري، ونحن الآن في إطار المشاورات، ولم يتسلم الائتلاف المقعد بعد». إلى ذلك تواجه القمة قضايا الإرهاب وتبادل الاتهامات بالتورط فيه، لا سيما من طرف العراق التي تعيش على إيقاع التفجيرات. وهو ما قد يزيد من حدة الأجواء ويصعب المصالحة على دولة الكويت التي تعتبرها مصادر خليجية من آخر «احتياطي للمصالحة في الخليج والشرق الأوسط اليوم». ومن القضايا الأخرى قضية تجريم تنظيم الاخوان المسلمين من دول مركزية في الجامعة العربية، منها مصر والسعودية، وهو ما يعطي للقضية أبعادا غير مسبوقة ويشكل نقط خلاف بين الدول الحاضرة... وأكدت مصادر كويتية أن وزير الخارجية، الذي يشغل في الوقت ذاته النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد لم» يتطرق في حديث له إلى أي من التنظيمات السياسية التي وضعتها بعض دول الخليج على قائمة الإرهاب «. ومن المنتظر أن تتناول القمة تطورات القضية الفلسطينية و نتائج لقاءات عباس أبو مازن مع الإدارة الامريكية. ويعول الفلسطينيون على تحول كبير في أولويات القمة، وهو ما ليس مؤكدا.