سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لشكر يدعو الشباب الاتحادي إلىخوض المعارك السياسية من أجل الشعب ، وفي مقدمتها القضية الوطنية هناك من يريد إرجاع المغاربة إلى القرون الوسطى عبر سياسة الجمود والانغلاق
دعا إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحزب الذي يقود الحكومة وشبيبته إلى الاقتداء بحزب النهضة التونسي الذي دخل في توافقات حداثية مع كل مكونات المجتمع التونسي، ليصلوا إلى صيغة أكثر حداثية وديمقراطية في الدستور الذي صادق عليه الشعب التونسي مؤخرا. وفي لغة لا تخلو من مقارنة لحزب النهضة التونسي وحزب المصباح المغربي ، في كلمة له بمناسبة انعقاد المؤتمر الجهوي للشبيبة الاتحادية بجهة الرباطسلا زمور زعير يوم أول أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط، عدد لشكر بعض هذه القضايا التي تبناها حزب النهضة التونسي الإسلامي في الدستور كتعدد الزوجات وإقرار المساواة، وتجريم التكفير متسائلا في هذا السياق :هل هؤلاء أي حزب النهضة ليسوا مسلمين ينطقون شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله، أو إن البعض من إسلاميي المغرب يريدون أن يرجعوا بنا الى القرون الوسطى؟ وطالب لشكر خلال هذا المؤتمر الجهوي الذي حضره أكثر من 317 مؤتمرا وأعضاء من المكتب السياسي ومسؤولون إقليميون ومحليون للتنظيمات المحلية والإقليمية بالجهة، بأن يتشبعوا بالأفكار الحداثية المتنورة والتقدمية، محذرا إياهم كي لا ينجروا وراء التضليلات والمغالطات الديماغوجية تحت غلاف الدين. وساق أمثلة في هذا الباب على أن هناك عددا كبيرا من الطلبة في شعب الدراسات الإسلامية أو دار الحديث لهم رسائل جامعية أو أبحاث علمية وفقهية جد متنورة. ودعا الشكر في هذا الصدد الشبيبة الاتحادية الى اتخاذ مبادرات سياسية جريئة وهذا ليس بغريب على تاريخها النضالي والمعارك التي خاضتها، مؤكدا على إقدامها على فتح حوارات سياسية هنا وهناك في عدد من القضايا التي تهم الشعب المغربي، وفي مقدمتها القضية الوطنية خاصة ان الشبيبة الاتحادية قد فتحت هذا الملف عبر حوارات عديدة مع الشباب الصحراوي بتندوف من خلال منتديات دولية، أو خلال زيارتها إلى تندوف. وذكر لشكر أن انعقاد هذا المؤتمر الجهوي للشبيبة الاتحادية بجهة الرباطسلا زمور زعير يأتي في إطار الدينامية التنظيمية التي أطلقها الحزب بعد المؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي رفع شعار «من أجل استعادة المبادرة وتملكها داخل المشهد السياسي» ، ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة بناء الحزب والنهوض بجميع قطاعاته الحزبية وإخراجها من حالة الجمود والركود التنظيمي الذي عاشته خلال سنوات. وأشار الكاتب الأول للحزب إلى أن القيادة الحزبية أكثر من سنة وهي تشتغل على قدم وساق من أجل إعادة البناء الحزب، وأطلقت هذه المسيرة التنظيمية بإرادة قوية من أجل بلوغ الأهداف التي سطرها الاتحاديون والاتحاديات خلال المؤتمر الوطني الأخير، منبها في هذا السياق إلى أن هذه المسيرة لم تكن مفروشة بالورود حيث ووجهت بالعديد من العراقيل والمثبطات الذاتية والموضوعية. ففي الوقت الذي كانت في القيادة الحزبية تعمل في عدد من الواجهات كإعادة البناء والاشتغال على مستوى العلاقات الخارجية والدفاع عن القضية الوطنية، ولم العائلة الاتحادية، وتقريب وجهات نظر المركزيات النقابية للتنسيق في ما بينها وخلق جبهة اجتماعية وبشكل عام إعادة الأمل لدى جميع المناضلين الاتحاديين، كان البعض الذين لايزال لديهم مرض في نفوسهم يناورون لإفشال مجهودات الاتحاد وإعادة بنائه. وفي نوع من الأسف والمرارة التي تعصر دواخل الكاتب الأول، قال كنا «نجد دائما مبررات لخصومنا السياسيين وأعدائنا في الساحة السياسية لأن ذلك تفرضه عليهم قواعد المنافسة السياسية، لكن لم نكن نتفهم ما يجرؤ البعض من إخواننا من الإقدام عليه من محاولات التخريب والنيل من الحزب في الوقت الذي يجب أن يكون الحزب وحدة متماسكة ومتراصة، لأن القواعد الديمقراطية تقتضي أن نناقش ونتصارع إيجابيا دخل مقراتنا وليس الطعن في بعضنا البعض خارج السقف الاتحادي، وهذا لم يكن يوما من الأخلاق والقيم الاتحادية، ونذكر أن إرادة القيادة الاتحادية قوية أكثر من أي وقت مضى من لأجل إعادة وهج الاتحاد وتملكه للمبادرة». ولم تفت لشكر الفرصة أن يتوجه إلى أولئك الذين نهشوا كالضباع في جثة الفقيد محمد كسوس بعد جنازته، خلال غيابه في مهمة حزبية تم تحديدها من قبل شهرين وتدخل الحزب الاشتراكي الاسباني في ترتيب عدد من اللقاءات الهامة مع رؤساء عدد من الحكومات المحلية ورؤساء البرلمانات المحلية خاصة منطقة الباسك، على انه قد كان حاضرا في بيت الفقيد بعد ساعة من مماته وظل قريبا ومتابعا طيلة 72 ساعة قبل سفره إلى إسبانيا. كما توجه لشكر بالشكر الجزيل إلى كل من الإخوة عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي وعبد الواحد الراضي وكل الاتحاديين والاتحاديات الذين حضروا وشيعوا جنازة الفقيد سواء من داخل الرباط أو خارجها. ودعا لشكر الشبيبة الاتحادية لأن تكون صارمة في عملها التنظيمي والقطع مع كل تسيب أو فوضى من شأنها الإخلال بتراص وحدة الشبيبة الاتحادية، متوجها في هذا الاطار الى أن كل من ينادي بالحقوق داخل الحزب، يجب أن يتساءل يوما ما : هل يؤدي كما يجب واجباته نحو حزبه وبالشكل المطلوب. ؟ وكشف إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن الاتحاد عين محامية بفرنسا للدفاع عن الحقوقي الفرنسي موريس بوتان محامي عريس الشهداء المهدي ببركة لمدة تزيد عن خمسين سنة، الذي ستتم محاكمته بسبب الشكاية التي سبق أن طالب فيها بالاستماع إلى عدد من المسؤولين المغاربة المتورطين في قضية المهدي بنبركة الذي تم اختطافه بباريس واغتيل في 29 أكتوبر 19965. وأضاف لشكر في كلمة له بمناسبة انعقاد المؤتمر الجهوي للشبيبة الاتحادية بجهة الرباطسلا زمو ز عير يوم أول أمس بالمقر المركزي للحزب بالرباط، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سوف لن يتخلى عن قضية الشهيد الرمز الاتحادي المهدي بنبركة، ولن يمل أو ييأس من المطالبة والعمل على إجلاء الحقيقة كاملة في هذا الملف السياسي والحقوقي ذي الأولوية المركزية للاتحاد. ودعا لشكر مجددا بنفس المناسبة الدولة المغربية للعمل على الاستماع والانصات إلى كل المتورطين أو الذين راجت حولهم شبهات بخصوص اختطاف واغتيال المهدي بنبركة بباريس، خاصة الذين مازالوا على قيد الحياة وكل ذلك من أجل كشف الحقيقة كاملة ، وإقرار المصالحة والإنصاف الكاملين عبر المسلسل الذي فتحته البلاد لطي صفحة الماضي نهائيا. وذكر الكاتب في ذات السياق أنه ليس من الخافي على المغاربة أن ملفات هيئة الإنصاف المصالحة التي توصلت بها، تعتبر نسبة 80 في المائة منها ملفات لاتحاديين عانوا الاعتقال والتعذيب في سنوات الرصاص، لكن هناك بعض الاتحاديين الذين مازالت قبورهم بعد مجهولة وفي مقدمتهم الشهيد المهدي بنبركة الذي مرت على قضية أكثر من خمسين سنة. وأوضح لشكر أمام هؤلاء الشباب الاتحادي الذي سيأخذ مشعل النضال في المستقبل، على أن أحد هؤلاء المتورطين والمشتبه فيهم هو من تقدم بشكاية ضد المحامي موريس بوتان، مستنكرا في هذا الصدد أن هؤلاء لم يكفهم اغتيال قائد الاتحاد الاشتراكي وقائد القارات الثلاث الذي كان يحضر مؤتمرا في تلك السنة عند اختطافه، فهاهم اليوم يحاولون إخراس محامي المهدي، لكي يتستروا على الحقيقة كاملة. كما تناول الكلمة خلال هذه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي الذي انعقد تحت شعار «الشبيبة الاتحادية طليعة النضال الديمقراطي»، محمد موطى عضو الكتابة الاقليمية لحزب الاتحاد بالرباط، دعا فيها الشباب الاتحادي لأن يتسلح بالعلم والقيم الاتحادية الأصلية المتمثلة في الأخلاق والديمقراطية والمسؤولية، والإلمام بكل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وأن يمارسوا التواصل التكنولوجي والرقمي والدفاع عن الحزب وتاريخه ومساره النضالي وكل رموزه. من جهته ذكر نوفل بلمير عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، أن انعقاد المؤتمر الوطني الجهوي يأتي في إطار الدينامية التي أطلقتها القيادة الحزبية من أجل عقد المؤتمر الوطني خلال أواخر شهر مارس، لكي تكون هذه المحطة ، لحظة تاريخية من أجل أن تستعيد الشبيبة الاتحادية أمجادها في العمل السياسي والنضالي، حيث شكلت دوما مشتلا لإنتاج النخب السياسية والقيادات الحزبية ودماء جديدة داخل الحزب. وناقش المؤتمر عدة أوراق في ورشات للمؤتمر تتعلق بالشبيبة الاتحادية والاعلام والتواصل، الشبيبة الاتحادية والعمل الجمعوي، ثم الشبيبة الاتحادية والحركة الطلابية والقطاع الطلابي، والشبيبة الاتحادية وقضايا التعليم، والشبيبة الاتحادية وسؤال التأطير والتكوين، الشبيبة الاتحادية والعلاقات الخارجية، وبعد ذلك انتخبوا بالاقتراع السري مكتبا جهويا للشبيبة الاتحادية لجهة الرباطسلا زمور زعير وتمت المصادقة على البيان الختامي للمؤتمر والذي سننشره لاحقا.