عادَ الكاتبُ الأوّلُ لحزب الاتحاد الاشتراكيّ للقوات الشعبية، إدريس لشكر، إلى طرح موضوع مَنْع تعدّد الزوجات، والمساواة بين الجنسين، الذي كان قد أثار عليه حملة واسعة من الانتقادات، عندما دعا إلى إلغاء التعدّد في فصول مدوّنة الأسرة، ومراجعة أحكام الإرث في أفق المساواة بين المرأة والرجل في الميراث. عودة لشكر إلى هذا الموضوع، جاءت، هذه المرّة، من خلال مقارنةٍ بين إسلاميي حزب العدالة والتنميّة، الذي يقود الائتلاف الحكوميّ، وبين إسلاميي حزب "النهضة" التونسي، الذي تولّى الحكم في تونس بعد سقوط نظام بنعلي؛ الكاتب الأوّل للاتحاد الاشتراكي دعا، خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر الجهوي للشبيبة الاتحادية بجهة الرباط - سلا زمور زعير، صباح اليوم بالرباط، إسلاميي حزب العدالة والتنمية، إلى الاقتداء بإسلاميي حزب "النهضة". فبعد أن تحدّث عن "جهات كانت تختبئ خلف خطاب قوى الظلام والرجعيّة، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، دون أن يذكره بالإسلام، قال لشكر "هذه مناسبة لندعو شبيبة حزب العدالة والتنمية، إلى أن تكون في مستوى شبيبة حزب النهضة التنونسيّ، وتنخرط في مسار التحديث والمساواة". واستغلّ لشكر مناسبة مخاطبته لشبيبة حزبه، التي دعاها إلى التمسّك بِقِيَم الحداثة والتنوير، ل"تقطير الشمع" على حزب العدالة والتنمية، وعاد ليصف الحزب، ب"الظلامي"، الذي طالما وصفه به في مرّات سابقة، وإن بشكل غير مباشر، إذ اكتفى بالقول "هناك مسلمون تشْرَئِبُّ أعناقهم نحو المستقبل، ونحو الحداثة"، في إشارة إلى إسلاميي حزب النهضة التونسي، "وهناك من يسعى إلى إرجاعنا أربعة عشر قرنا إلى الوراء، وإعادة إحياء عصْر السبايا وما إلى ذلك". ونوّه الكاتب الأوّل للاتحاد الاشتراكي بموقف حزب النهضة التونسيّ، إزاء قضيّة منع تعدّد الزوجات، الذي تمّ إقراره في الدستور التونسيّ الجديد، الذي صودق عليه قبل أيام، والمساواة بين الجنسين، قائلا "حزب النهضة التونسي أيضا له مرجعية إسلامية، ورغم ذلك قَبل تبنّى هذه التعديلات"، وأضاف لشكر "لقد اختاروا التوجّه نحو المستقبل، وجرّموا التكفير، ومنعوا التعدد، وأدخلوا المساواة إلى الدستور"، قبل أن يتساءل: "ألا يقول هؤلاء أيضا لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ أليسوا هم أيْضا مسلمين؟". وفيما يبْدو سعيا، نحوَ عدم ترك مجال "استغلال المرجعية الإسلامية"، لصالح حزب العدالة والتنميّة، قال لشكر، مخاطبا شبيبة حزبه، إنّ هناك أعضاء من الشبيبة الاتّحادية يدرسون في كلّيات الشريعة، داعيا إيّاهم إلى "عدم الانجرار وراء الخطاب الرّجعيّ"، والتوجّه إلى خزانة دار الحديث الحسنيّة، للإطلاع على الأطروحات المتنوّرة، والفكر المتنوّر"؛ كما دعا لشكر شبيبة حزبه إلى التسلّح بالعلم، "من أجل مواجهة التحدّيات واستعادة المبادرة". وبعد أن اعترف بأنّ الحزب بمختلف تنظيماته، "يعيش جمودا"، اختتم لشكر كلمته على وقع التفاؤل، بكسْب الرهان مستقبلا، وعلى وقع الشعار الذي رفعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إبّان حملته الانتخابية الأولى، قائلا "نعم نستطيع"، ثم أعاد ترديد الجملة التي اختارها أوباما شعارا لحملته الانتخابية، باللغة الإنجليزية "Yes we can".