في الوقت الذي استبشر عامة الناس بالتساقطات المطرية والثلجية التي همت مختلف ربوع المملكة وأنعشت الآمال في انقاذ الموسم الفلاحي من انتكاسة جديدة، ولما سيكون لها من أثر ايجابي على المغرو سات وعلى الغطاء النباتي عامة والمواشي والسدود، ولما ستخلفه من رواج اقتصادي محتمل، نجد أن هذه التساقطات الأخيرة بإقليم أزيلال وخصوصا في الأعالي، عزلت قرى بكاملها عن المحيط الخارجي، وجرفت السيول مساكنها الهشة، وطمر الطين مساكنها الضيقة، وضربت حصارا خانقا على سكانها الفقراء الذين يعيشون هشاشة مستشرية. في تلوكيت فاق منسوب الثلوج المترين خصوصا بأيت يعقوب وأيت علي ويوسف وأيت عبي والطريق الرابطة بين واويزغت وتلوكيت مقطوعة وبأنركي وأيت امحمد وزاوية احنصال وأيت بوكماز وأيت عباس ودمنات وايت امديس،ايت تمليل..... كل هذه المناطق تعاني الأمرين من نفاد مؤونتهم الغذائية ونفاد العلف بالنسبة لماشيتهم التي تنفق امام عيونهم الدامعة ليتبدد مصدر عيشهم الوحيد الذي يناورون به من أجل أن يستمروا على قيد الحياة .ومما عمق من ألم هؤلاء السكان انخفاض قياسي في درجة الحرارة في ظل غياب أغطية مقاومة وفي ظل تشدد حراس الغابات الذين يقبضون على كل من سولت له نفسه الحصول على خشب يستدفئ به، ناهيك عن الحالات المرضية المستعجلة وعن الأمهات المتألمات من شدة المخاض واللواتي يحتجن إلى تدخل طبي سريع.أما أطفال المدراس فهم في عطلة قسرية خلال هذا الموسم . مسارهم يختلف عن -مسار- وزارة التربية الوطنية المنزل خلال الأيام الأخيرة. فهل من تدخل للجهات المعنية لتخفيف معاناة هؤلاء السكان وإمدادهم بالوسائل اللازمة للبقاء فقط على قيد الحياة؟