احتضن مقر نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل مساء أول أمس الأربعاء 29 يناير الجاري، لقاء موسعا بحضور ممثلين عن عدد من التنظيمات السياسية من مختلف التوجهات الايديولوجية، ومنظمات المجتمع المدني، والجمعيات الحقوقية، وأساتذة من مختلف الأسلاك التعليمية، ومفتشين، وممثلين عن هيئة المحامين، والحركات الاجتماعية والشبابية. اللقاء جاء على إثر الدعوة التي أطلقها عدد من الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، بهدف الدعوة لمبادرة تهدف إلى فتح النقاش حول المسألة التعليمية بالمغرب وذلك على إثر التحركات الأخيرة التي عرفتها وما تزال الحركة التلاميذية في جميع المدن المغربية، احتجاجا على برنامج مسار الذي أقرته وزارة التربية الوطنية. في بداية هذا الاجتماع تناولت الكلمة حنان رحاب عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي حضرت اللقاء رفقة وحيد مبارك عضو اللجنة الإدارية للحزب، التي أكدت على أن هذا اللقاء التشاوري يأتي في سياق الرغبة في خلق مبادرة وطنية للدفاع عن التلميذ المغربي والمدرسة العمومية من خلال نقاش مجتمعي واسع وهادف، مستعرضة أهم تفاصيل الأحداث المتسارعة التي عرفتها المؤسسات التعليمية في الآونة الأخيرة. عقب ذلك أعطيت الكلمة لمسير اللقاء الأخ حسام هاب الكاتب الإقليمي للقطاع الطلابي الاتحادي بجهة الدارالبيضاء الكبرى الذي قدم أفكارا رئيسية حول الهدف من اللقاء، وأسباب نزوله، مشيرا إلى أن هذه المبادرة غير مرتبطة ببرنامج مسار في حد ذاته، بل أن الهدف منها هو فتح النقاش حول الشأن التعليمي في المغرب من خلال إعادة النظر في السياسات التعليمية التي تقرها الدولة، والدفاع عن حقوق التلميذ المغربي، باعتباره العنصر الأكثر تهميشا في المنظومة التعليمية، ومن أجل رفع لواء حماية المدرسة العمومية أمام موجة خوصصة التعليم التي تقودها لوبيات الفساد والاغتناء من أموال المغاربة، مؤكدا على أن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال فتح نقاش مجتمعي تنخرط فيه جميع مكونات المجتمع المغربي والفاعلين الأساسيين في الحقل التعليمي لوضع آليات وبدائل تجعل من المجتمع المدني والسياسي قوة للترافع من أجل إصلاح المنظومة التعليمية. على إثر ذلك فتح النقاش بين جميع الحاضرين في هذا اللقاء التشاوري، الذين أكدت تدخلاتهم على أن الوقت قد حان للانتقال من رد الفعل ضد سياسات الدولة في الحقل التعليمي والتي أثبتت فشلها الذريع من الاستقلال إلى اليوم خاصة مع الخطاب الملكي، إلى مستوى الفعل الميداني دون الخوض في التشخيص والتفصيل فيه لأن الجميع يعرف مكامن الضعف والخلل في المنظمة التعليمية. فالمشكل حسب جميع التدخلات يكمن في أن المدرسة المغربية أصبح حقلا للتجارب المستوردة من بلدان غربية دون الأخذ بعين الاعتبار الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمغرب، ودون إشراك للفاعلين المرتبطين بشكل عضوي بالحقل التعليمي، الشيء الذي يساهم في إنتاج تلميذ وطالب دون مستوى معرفي وثقافي محترم. كما دعا المتدخلون إلى ضرورة العمل على تأطير الحركة التلاميذية باعتبارها فاعلا أساسيا في أي تغيير حقيقي للنظام التعليمي في المغرب بعيدا عن أي حسابات سياسوية ضيقة، والعمل أيضا خلق مبادرات مجتمعية وبدائل تساهم في نشر الوعي داخل فئات المجتمع مشددين على أن التعليم ليس قضية سيادية بل هو قضية مجتمعية يجب أن يتأسس إصلاحها على نقاش مجتمعي هادف وديمقراطي. وخلال نهاية اللقاء تم الاتفاق على تشكيل لجنة سيشرف على تنسيقها حسام هاب وتتكون من ممثلين عن التنظيمات الحاضرة في اللقاء وهم: سلمى تهبوش، وأحمد عبد الغني، ولحسن مجدي، ومولاي رشيد الإدريسي، ومراد حطاب، ومليكة براجي، ويوسف العروي، حيث ستنكب هذه اللجنة على إعداد أرضية حول خلفيات المبادرة وأهدافها وآليات عملها، والإعداد للقاء موسع الأسبوع المقبل سيتم خلاله توسيع المنخرطين في هذه المبادرة واستدعاء جميع الفعاليات المهتمة بالشأن التعليمي في أفق وضع استراتيجية عمل هذه المبادرة على المستوى الجهوي والوطني. وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء حضره ممثلون عن الشبيبة الاتحادية، منظمة الشباب الاتحادي، الشبيبة الاستقلالية، شبيبة العدل والإحسان، الشبيبة المدرسية، الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، اتحاد التلاميذ والطلبة من أجل تغير النظام التعليمي، منظمة بدائل للطفولة والشباب، المنظمة المغربية لمكافحة الهدر المدرسي، جمعية اتحاد آنفا، وفاعلون مستقلون ...