في مائدة مستديرة نظمتها الشبيبة الاتحادية بأزيلال حول وضع التعليم الأستاذ والتلميذ هما معا ضحايا سياسيات تعليمية غير عادلة زهير ماعزي لم تعتد ساكنة أزيلال أن تمر إضرابات الشغيلة التعليمية بردا وسلاما، بل اعتادت أن توازيها احتجاجات التلاميذ واحتلالهم المتكرر للشارع العام. هذه المرة، اختارت التنسيقية الإقليمية للشبيبة الإتحادية أن تنقل النقاش من ظلام الإشاعات إلى نور المؤسسات وتخلق جسرا للتواصل بين مختلف الفاعلين، نقابات وإعلام ومجتمع مدني، أساتذة وتلاميذ وآباء، عبر مائدة مستديرة تحت عنوان "الوضع التعليمي بأزيلال على ضوء الإضرابات الأخيرة"، يوم الأربعاء 02 ماي 2012 بدار الشباب الشهيد الزرقطوني بازيلال. بعد ترحيبها بالحضور الكريم، قامت الأخت مريم أوحني، مسيرة اللقاء وعضوة مكتب فرع الشبيبة بأزيلال، بإعطاء الكلمة لزهير ماعزي، المنسق الإقليمي للشبيبة الاتحادية بأزيلال. بعد أن ذكر بادوار ومهام هذه المنظمة وبأنشطتها على مستوى إقليم أزيلال، تناول بالتحليل السياق العام للبلاد، حيث قال "هناك دستور جديد وحراك اجتماعي وحكومة ذات سند شعبي إلى حين لكنها معدومة الرغبة في الإصلاح إلى الآن، وهناك إضرابات فئوية وإقليمية من اجل اعتبار أزيلال منطقة نائية، وهناك وحدة النضالات النقابية لكن هناك تشتت نقابي، ودولة تعتبر نفسها أعطت كل ما يمكن أن تعطيه". وفي حديثه عن هذا النشاط، قال المنسق الإقليمي "إن فلسفة النقاش تنطلق من مقولة الشهيد المهدي بنبركة: السياسة الحقيقية هي سياسة الحقيقة، وأن هذا النشاط ليس بدافع التبرجز أو التمخزن أو 'قلة ما يدار'، ولكن من قبيل الدمقرطة والمصارحة والمكاشفة والحوار، فالشأن التعليمي هو شأن عام". محمد إزماون، منسق القطاع التلاميذي الاتحادي بأزيلال، قدم أرضية تناولت الوضع التعليمي بالتشريح والتحليل، وعدد مشاكله الكثيرة على غرار ضعف البنيات التحتية، والاكتظاظ، والهدر المدرسي، وتعدد المستويات، والانعكاس السلبي لكثرة الإضرابات في تحصيل التلميذ وتعثر الزمن الدراسي، وإعدام الجو الديمقراطي، وضعف الأنشطة الموازية، والتمثيلية الصورية للتلاميذ داخل مجلس التدبير، عدم الانفتاح على المجتمع المدني. إزماون، القيادي في الحركة التلاميذية بأزيلال، قدم قراءة للاحتجاجات المتكررة والقوية للتلاميذ. ووضع أصبعه على بعض مكامن الخلل كالانزلاق إلى العنف، وتسلل عناصر خارج الجسم التلاميذي لتمييع الاحتجاج، وإلحاق الضرر بالممتلكات العمومية، والانحراف في الشعارات (تحية نضالية للسلطة المحلية مثلا)، وضعف التأطير. كما أكد على ضرورة التحلي بروح المسؤولية، ووعي التلاميذ بمطالبهم والدفاع عنها. بدوره، السيد محمد بنتاكا، كاتب فرع الاتحاد الاشتراكي بازيلال وابن الأسرة التعليمية اعترف بوجود تقدم في قطاع التعليم مقارنة بالسابق، لكن هذا لا يمنع من أن نطالب بالمزيد. ووضح أن الإضراب يبقى حقا مشروعا للمتضرر ما دام يعاني الحيف وأمام تعطل الحوار والتماطل في الاستجابة للمطالب. وأوصى التلاميذ بعدم التهاون في التحصيل الدراسي وذكرهم أن عددا من الأطر العليا في المغرب تنتمي لهذه الجبال. وقد حاولت المائدة المستديرة التي حضرها نشطاء جمعويون وأطفال برلمانيون وأساتذة وآباء تشخيص وضعية قطاع التعليم بالإقليم، تقريب وجهات النظر بين مختلف المتدخلين في العملية التعلمية، وتم الاتفاق على أن الأستاذ والتلميذ هما معا ضحايا سياسات تعليمية غير عادلة. وفي جزء ثاني تساءلت المسيرة عن الحلول والبدائل التي تعتقد القاعة بفعاليتها للرقي بهذا القطاع في الإقليم. أول الغيث كانت توصية بتشكيل لجنة محلية للدفاع عن المدرسة العمومية التي يلجها أبناء الشعب، والتلبية الفورية للمطالب المشروعة للشغيلة التعليمية، وعدم تمييع سلاح الإضراب، وتأطير التلاميذ وتفصيل مطالبهم، وإشراك المجتمع المدني، ومحاربة الهدر المدرسي عبر توفير النقل والداخليات وبناء المدارس وتزويدها بالموارد المادية والبشرية المؤهلة، وخلق فضاء دائم للتوجيه التربوي، والتفكير في خلق نواة جامعية بالإقليم. كما أكد الحضور على ضرورة إيلاء اهتمام حكومي خاص بالإقليم الجبلي، وعلى ضرورة استمرار النضال من اجل تعليم عمومي ديمقراطي ومجاني وجيد للجميع.