يبدو منير بربوشي الذي أصبح منذ الفاتح من غشت 2013 المشرف الأول على الإدارة الوطنية التقنية لرياضة الملاكمة, شابا في مقتبل العمر لا يوحي سنه بما يحمله من خبرة طويلة في ميدان التأطير التقني في الملاكمة على أعلى مستوى. ونحن نلتقيه في شهر دجنبر الماضي, لم نصدق أنه هو نهسه منير بربوشي الذي قاد الإدارة التقنية للملاكمة في فرنسا لفترة قاربت العشرين سنة, فترة نسج خلالها علاقات وطيدة مع عالم الملاكمة في كل أرجاء المعمور, وكسب فيها تجارب وخبرات من المؤكد أن الملاكمة المغربية ستكون المستفيد الأول من إيجابياتها. في الحوار التالي, يطرح منير بربوشي كل الخطوط العريضة للبرنامج الذي وضعه لفائدة الملاكمة المغربية ولقى تجاوبا وتشجيعا من طرف الرئيس جواد بلحاج وثقة كافة أعضاء المكتب المديري للجامعة. { فرنسي الجنسية ومستقر في فرنسا, كيف جاءت فكرة العودة للمغرب والتعاقد مع جامعة الملاكمة؟ بالفعل , عشت طفولتي وشبابي بفرنسا, وكنت أزور بلدي الأصلي المغرب من حين لآخر, فعلاقتي بجذوري لا يمكن أن تنقطع. كنت دائما متعلقا ببلدي الأم ولا غرابة أني كنت متتبع عن قرب وباهتمام لكل منافسات الملاكمة الدولية التي يكون المغرب حاضرا فيها.ونتيجة لذلك, نسجت علاقات صداقة مع مجموعة من مكونات أسرة الملاكمة المغربية. وفي إحدى التظاهرات الدولية وكنت حينها أشرف تقنيا على الملاكمة الفرنسية, فتح معي أحد مسؤولي الجامعة المغربية موضوع الاشتغال في المغرب, لم أتردد رغبة مني في العمل في بلدي الأم, وانتقلت بالفعل قبل توقيعي عقد ارتباطي بالجامعة للمغرب حيث تابعت بعض المنافسات الوطنية وكونت فكرة عامة على مستوى ملاكمينا, وهاأنذا اليوم مديرا تقنيا بعقد يمتد لسنتين قابل للتجديد. { قبل التطرق للبرنامج الذي سطرته, كيف كان تشخيصك وتقييمك لرياضة الملاكمة المغربية؟ الملاكمة معروفة عالميا بمستواها الجيد وبما تختزله من طاقات ونجوم ومواهب صاعدة, وبحكم تجربتي في الميدان, ممكن أن أقول أن الملاكمة المغربية تحتاج فقط لبعض الأمور لتستعيد مكانتها التي تستحقها. صحيح لدينا ملاكمين في المستوى الكبير, ولدينا أطر تقنية متحمسة وطموحة, زلدينا كذلك طاقم إداري ملم وقادر على قيادة سفينة الملاكمة باقتدار, لكن يجب أن نعترف بوجود اختلالات تؤثر بشكل سلبي على السير العادي للملاكمة وأبرزها النقص الحاصل في البنية التحتية والخصاص في الجانب المالي, وكذا ضعف التكوين بمختلف مستوياته. { والعمل؟ هل هناك برنامج لاستعادة الثقة في ملاكمتنا المغربية؟ بالطبع لسطرنا برنامجا واضحا بتوافق مع رئيس الجامعة, حددنا من خلاله مجموعة من الأهداف تتوزع كالتالي: -المدى القصير: إعادة تأهيل وتنشيط كل منتخباتنا الوطنية في كل الفئات, كبار, شباب, إناث وذكور. على المدى المتوسط: إعداد وتحضير ملاكمينا ذكورا وإناثا وتأهيل أكبر عدد منهم لأولمبياد ريو جانيرو 2016. على المدى البعيد: تأطير الجامعة تقنيا عبر توطيد علاقاتها التقنية بالعصب الجهوية مع إعطاء الأولوية لتكوين كل المرخصين المنتمين للجامعة. { نفهم من ذلك أنك كمدير تقني ستشرف على عدة قطاعات في الجامعة؟ هي تحديدا ثلاثة جوانب, وكلها على نفس الأهمية, هناك جانب التكوين, التأهيل وملاكمي الصفوة. { بالنسبة للمنتخب الوطني, ماهو تصوركم؟ وضعنا تصورا واضح الملامح ومحدد الأهداف بخصوص المنتخب الوطني. حددنا للمنتخب الوطني ثلاثة مستويات للتنافس, ريو جانيرو 2016 سيدات وريو جانيرو 2016 ذكور, وطوكيو 2016. وضعنا تخطيطا كذلك لسنة 2014, حيث من المفروض أن تتاح لملاكمينا الفرصة لخوض العديد من المباريات من أجل الاحتكاك وتطوير الإمكانيات. في هذا الإطار, نواجه مشكلة الحصول على هذه الفرصة لتطوير إمكانيات ملاكمينا, وفي هذا الصدد, يجب أن نذكر أن عدة دول رائدة في رياضة الملاكمة أبدت رغبتها في التعاون والاشتغال مع المغرب وذلك بفضل العلاقات الجيدة التي تربطنا مع بعض مسؤولي الملاكمة في هذه الدول. للإشارة, فمن أجل تكوين منتخب قادر على الوصول إلى المستوى العالي, يجب انتظار سنتين متتاليتين مليئتين بالمنافسات والمباريات الدولية عالية المستوى. { يعني ذلك أن هناك مشاكل حقيقية تعترض برنامج إعداد منتخب قوي تنافسي؟ أول مشكلة تعترضنا في هذا السياق, تتعلق بكون ملاكمينا لم يجتمعوا في تربص إعدادي منذ عودتهم من أولمبياد لندن 2012 سوى مرة واحدة فقط, وكانت في شهر شتنبر الماضي,وثلاثة منهم فقط شاركوا في بطولة العالم الماضية. لكن كل هذا لا يخيفنا, نحن نحتاج لدعم الوزارة الوصية حتى نتمكن من السير وفق البرنامج الذي سطرناه, وهو بشكل أكيد, برنامج ممكن أن نعتمده لزرع الثقة والخبرة والإيقاع لملاكمينا, خاصة أن سنة 2014 ستتميز بإجراء بطولة العالم للشبان في شهر أبريل ببلغاريا, وبطولة العالم للملاكمة النسوية في شهر أكتوبر بكندا.. ونحن بكل تأكيد, متفائلون. { بالنسبة للتكوين, ما هو تصوركم؟ فيما يتعلق بجانب التكوين, فرئيس الجامعة كلفني بوضع وخلق إدارة وطنية للتكوين, لأجل ذلك, قمنا بإخضاع مجموعة من الأطر التقنية لإعادة التكوين, كما قمت بتأطير تكوين الأطر المكونة والمدرسة.نعمل كذلك على تنظيم ثلاثة فئات من التكوين في الإدارة التقنية, الفئة الأولى ستكون بشراكة مع معهد مولاي رشيد, والثانية مرتبطة بالتكوين التابع للاتحاد الدولي للملاكمة,أما الثالثة فتتعلق بالتكوين المستمر لفائدة العصب الجهوية. هذه الأخيرة, ستكون مطالبة بتوقيع عقود اتفاقيات مع الإدارة الوطنية التقنية وعقد اجتماعات معها من حين لآخر.