يشارك المغرب في النسخة الرابعة والعشرين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب ، الذي افتتحت فعالياته مساء الأربعاءالماضي ، برواق يضم مؤلفات مفكرين ومبدعين مغاربة ساهموا بشكل وافر في إثراء الفكر العربي المعاصر ،و في مقدمتهم عبد الله العروي ، وطه عبد الرحمان ، والراحل محمد عابد الجابري . ويلاحظ أنه على الرغم من الصغر النسبي لمساحة الجناح المغربي في هذا المعرض، الذي تنظمه وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية بمشاركة 360 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية ، تعرض 21814 عنوانا باللغة العربية و " 5837 عنوانا أجنبيا، فإن الرواق المغربي الذي تشرف عليه وزارة الثقافة ،نجح خلال اليوم الثاني من فعاليات المعرض في استقطاب عدد كبير من الزوار بفضل عرضه لمؤلفات مفكرين ومبدعين مغاربة تجاوزت شهرتهم المغرب، وشكلوا جزءا مهما من سجل الفكر والإبداع العربيين. وعلى غرار المشاركة السابقة فقد ضم الرواق المغربي ثلاثة من أمهات المؤلفات التي أبدعها عبد الله العروي وهي على التوالي (مفهوم الدولة) و(مفهوم العقل) و(مفهوم التاريخ) علاوة على عدد من الأعمال التي ترجمها العروي من قبيل (شيخ الجماعة) لهنري دي مونترلان وكتاب (دين الفطرة) لجان جاك روسو. كما يحضر المفكر المغربي طه عبد الرحمن بعدد من مؤلفاته الشهيرة منها على الخصوص (روح الحداثة) و(تجديد المنهج في تقويم التراث) و (روح الدين) و (سؤال العمل) والتي تعتبر عصارة الفكر الفلسفي عند طه عبد الرحمن . وتؤثث الرواق المغربي أيضا الطروحات الفكرية والفلسفية للمفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري من قبيل ( تكوين العقل العربي ) و ( الدين والدولة وتطبيق الشريعة) و ( المنهاج التجريبي و تطور الفكر العلمي ) . ويضم الجناح المغربي الذي تحضره خمسة من دور النشر ، العديد من المؤلفات الصادرة عن وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وكذا وزارة الثقافة، من بينها على الخصوص (الخط المغربي الميسر) و(تاريخ مراكش من التأسيس إلى الحماية) علاوة على كتاب (الوصايا والتنزيل في الفقه الاسلامي) لمحمد التاويل. وتحضر في الرواق المغربي مؤلفات للروائيين مبارك ربيع ومحمد شكري وادريس الشرايبي علاوة على كتابات شعرية من توقيع ياسين عدنان والمهدي أخريف ومحمد الاشعري. وبحسب المشرفين عن الجناح المغربي فالهدف من المشاركة هو التعريف بالثقافة المغربية بمختلف أوجهها وروافدها لدى القارئ في المشرق العربي عموما ومنطقة الخليج على وجه الخصوص، ومد جسر ثقافي بين جناحي الوطن العربي الكبير . وأكدوا انه على الرغم من صغر الرواق المغربي في هذا المعرض ، فهو يتميز بتنوع الابداعات الفكرية التي يقدمها للزوار خاصة منهم الشغوفين بالثقافة المغربية ،والتي تجمع بين الفلسفة وعلم الاجتماع والنقد الادبي والرواية والعديد من الفنون الأدبية . وتتميز المشاركة المغربية في فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب لهذه السنة ، بحضور الأديب بنسالم حميش ، وزير الثقافة السابق ، الذي ألقى محاضرة بعنوان "أزمات تشتد ولا تنفرج" وذلك في قاعة الندوات بمركز الدوحة للمعارض . ويعتبر معرض الدوحة الدولي للكتاب ،الذي يحتفي في نسخته الحالية بالمملكة المتحدة كضيف شرف، من أكبر معارض الكتب التي تقام في المنطقة، حيث تنظم دار الكتب القطرية هذا المعرض الدولي للكتاب سنويا بعد أن كان ينظم كل سنتين. ويشهد المعرض فعالية خاصة تقيمها وزارة الثقافة القطرية ولأول مرة لفائدة الاطفال وهي "مهرجان كتاب الطفل" بهدف تعزيز مكانة أدب الطفل وكتابه في الحاضر والمستقبل، كما سيشهد تنظيم النسخة الثانية من "معرض الكاريكاتير العربي" طوال فترة المعرض. وسطر القائمون على المعرض سلسلة من الفعاليات الثقافية المصاحبة ، منها أمسية شعرية للشاعر علي ميرزا محمود والشاعر إبراهيم السادة، ومحاضرة بعنوان "الاسهام الإسلامي في علم الأديان" لمحمد دين ، نائب مدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، وأمسية شعرية للشاعر اللبناني شربل داغر ، ومحاضرة بعنوان "تحديات الرواية العربية في مواجهة عصر قلق " للروائي الجزائري واسيني الأعرج ، علاوة على محاضرة بعنوان " الفكر النقدي في الوطن العربي " لصلاح فاضل .