انهار منزل بحي بلغازي بباب الحمراء بالمدينة العتيقة بفاس صباح يوم السبت الأخير حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا. ولم يخلف انهيار هذا المنزل رغم قربه لمدرسة ابتدائية، أي خسائر في الأرواح، لكنه أعاد مشكل الخطر الذي يهدد هذه المنازل بسبب قدمها وغياب ترميمها وإصلاحها، وجاء هذا الانهيار بعد التساقطات المطرية التي عصفت بالمدينة. هذا، وسادت حالة استنفار لدى السلطات الأمنية والمحلية بفاس، عقب الانهيار الذي تزامن مع تواجد التلاميذ داخل الحجرات المدرسية، حيث كان المكان فارغا تماما من مستعملي الطريق، من راجلين، وإلا فإن الكارثة كانت ستكون كبيرة خاصة وأنه يقع على ممر يعرف حركة كبيرة من طرف المتسوقين. طبيعة البنايات الهشة بهذه الأحياء، تجعل فاس مع كل فصل شتاء، أو مع كل التساقطات المطرية مهما كان حجمها، عرضت لموسم انهيارات بناياتها، وهي الانهيارات التي تُخلِّف، في كل مرة، ضحايا في الأرواح وخسائر مادية مهمة في ممتلكات العائلات المتضررة، سواء تعلق الأمر بالمباني التي تعود لعهد الأدارسة أو الحديثة البناء. وفور انتشار الخبر انتقلت الجريدة إلى مسرح الحادث، ووقفت عن كثب على حجم وتداعيات الانهيار، حيث أكد شهود عيان من خلال شهادات وارتسامات استقتها »الاتحاد الاشتراكي« من عين المكان، »أن الانهيار واكبه انفجار مدو، خلف حالة هلع لدى الجيران والمارة بالشارع المجاور، والتي جعلت البعض يعتقد أن زلزالا ضرب الحي السكني«. وتعتبر المنطقة مأهولة بالسكان، العامل الرئيسي لشبح الانهيارات الذي يلاحق الحاضرة الإدريسية، حيث الكثافة السكانية المرتفعة تؤدي إلى تدهور حالة المساكن في المدينة العتيقة، وما تشهده بعض المنازل من تكدس للعائلات في منزل واحد، يجعلهم يدخلون بعض التعديلات لا تحترم شروط وضوابط البناء مستعملين مواد لا تنسجم مع طبيعة مواد البناء التقليدي، مما يجعل تلك المباني ضعيفة الصمود أمام أقل الهزات والتقلبات الطبيعية، فعوامل الطقس تؤدي إلى تآكل الجدران بسبب الرطوبة وهطول الأمطار، حيث تعيش فاس القديمة على إيقاع خطر محدق وممكن الوقوع في أية لحظة، حيث أن أزيد من 7800 منزل مهدد بالسقوط بولاية فاس، وحوالي 1800 منزل بالعدوتين، وأكثر من 4000 أسرة مهددة بمآس مؤكدة ووشيكة. وتقول بعض المصادر إن أكثر من 1000 منزل تعرض للترميم سنة 2004 بدعم من اليونسكو، لكن نتائج هذه العملية ظلت محدودة بالرغم من كونها مكلفة من الناحية المادية.