أصيب شخص في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، جراء انهيار سقف إحدى البنايات في فاس العتيقة. وربطت المصادر بين بدء موسم الانهيارات في المدينة العتيقة وبين التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة، وقالت إن حالة الشخص المصاب لم تكن حرجة، لكنها أشارت، في المقابل، إلى أن عددا كبيرا من المنازل المهددة بالانهيار لا تزال آهلة بالسكان. وكانت فاس قد شهدت انهيار منزلين، بداية الشهر الجاري، دون أن يسفر ذلك عن أي خسائر في الأرواح، عكس انهيارات سابقة أودت بعدد من الضحايا، كان أفظعها انهيار أودى بحياة أم وأبنائها الصغار، بينما كان الأب خارج البيت في مهمة العمل كنادل في أحد مقاهي وسط المدينة. وتعيش ساكنة فاس العتيقة أجواء من «الترقب» و«الخوف» من انهيار البنايات الآيلة للسقوط، مع بداية فصل الشتاء، حيث تكثر التساقطات المطرية. وأوردت المصادر أن وكالة إنقاذ فاس العتيقة أصبحت تعيش عجزا ماليا كبيرا في ميزانيتها، ما يجعلها غير قادرة على التدخل في «مشاريع» إنقاذ الدور المهددة بالانهيار. وربطت المصادر بين إهمال السلطات لهذه المؤسسة ذات الطبيعة الخاصة، ومشروع حكومي جديد يرمي إلى إحداث وكالة وطنية لإنقاذ المدن العتيقة في المغرب، خاصة بعد الانهيارات الصادمة التي شهدتها المنازل العتيقة في الدارالبيضاء ومكناس.. وتعمد السلطات المحلية إلى تسليم قرارات الإفراغ للأسر القاطنة في الدور المهددة بالانهيار، تفاديا ل»تحمل المسؤولية». لكن الأسر، وأغلبها من الفئات «المستضعفة»، تقول إنها لا تتوفر على إمكانيات مادية لازمة لتوفير سكن لائق يجعلها متحمسة لمغادرة الدور التي تعاني من تشققات وتصدعات بادية. وإلى جانب الدور العتيقة، تواجه عدد من البنايات العشوائية في الأحياء الشعبية، خطر الانهيارات. وقد سجل في منطقة المرينيين بفاس انهيار «عمارتين عشوائيتين» ومسجد. وأسفر حادث انهيار العمارتين عن ضحايا. وعمدت السلطات إلى تسليم قرارات الإفراغ لعدد من سكان البنايات العشوائية التي شيدت بالغش والتواطؤ والتساهل في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، فيما الدور آت على بنايات أخرى لا زالت تشيد في عدد من الأحياء الشعبية في غياب المراقبة والإجراءات التي تنص عليها قوانين التعمير.