تحتضن مدينة الدارالبيضاء المئات من البنايات الآيلة للسقوط الموزعة، أساسا ، بين منطقتي المدينة القديمة ودرب السلطان، والممتدة لتشمل مجموعة أحياء بيضاوية ذات مرجعية تاريخية تجعلها «أحياء عتيقة» تؤشرعلى مختلف المراحل التي مر منها المعمار البيضاوي، غير أنها ، للأسف ، أضحت تشكل تهديدا مباشرا لحياة قاطنيها، نتيجة لتقادمها وعدم صمودها في وجه تقلبات السنين! هكذا ، وعقب التساقطات المطرية الأخيرة، عادت لتطرح من جديد تخوفات وتوجسات العشرات من الأسر التي تسكن منازل تبقى مهددة بالسقوط على رؤوس أصحابها بين الفينة والاخرى، حيث بدت الشقوق واضحة على جدران العديد من المنازل بكل من درب بوشنتوف والأحياء المجاورة له بمنطقة درب السلطان كدرب الفقراء، «السباليون»، مما دفع ببعض الاسر الى المبيت خارج بيوتها عقب الامطار الاخيرة تفاديا لما قد يصيبها جراء انهيار هذه الدور التي باتت على أهبة من أمرها لاقتناص المزيد من الضحايا! فيما لم تجد غالبية الأسر بدا من مغادرة هذه المباني التي اضحت تشكل «قنبلة موقوتة» وشيكة الانهيار في ظل ظروف اجتماعية يقولون إنها أجبرتهم على تسليم أمرهم للقدر والمغامرة بأرواحهم رغم أن العديد من الدور أعطيت الأوامر بإفراغها، كما هو حال (خدوج.ب) القاطنة بدرب بوشنتوف منذ أزيد من 20 سنة تكتري شقة لاحظت في الآونة الاخيرة ظهور تصدعات وتشققات كبيرة على مستوى جدار البيت، غير انها اضطرت للقبول بالامر الواقع في غياب بديل لها نتيجة الفقر المدقع وارتفاع تكاليف الكراء. نفس المصير ينتظر مجموعة من الأسر بوسط المدينة القديمة، بفعل تواجد مجموعة بنايات اضحت آيلة للسقوط في اي وقت وحين بعدما عرت الامطار الأخيرة عن العديد من التصدعات التي وصفتها مصادر من الساكنة، بالكبيرة، حيث شهد مؤخرا درب بوطويل انهيار الواجهة الأمامية لمنزل بزنقة 1 ، وكان لوقت الحادث الأثر في تجنب المنطقة لخسائر كبيرة في الارواح خصوصا وان المكان يعج عادة بالأطفال أصيب طفل بجروح خطيرة فقد على إثرها ساقه بعد نقله للمستسفى كما أن مجموعة منازل اخرى باتت معرضة للانهيار إما بفعل تقادمها او بعض التجاوزات في الإصلاح التي تعرفها بعض البنايات بغية ترميمها او تغيير الواجهات الامامية للمنازل. من جهة أخرى أعرب عدد من المواطنين عن قلقهم لتواجد هذه الدور الآيلة للسقوط، خاصة بمنطقة كدرب السلطان، والتي تشهد رواجا تجاريا واسعا وسط الازقة الضيقة مما يهدد حياة المئات من الباعة والمتبضعين بالمنطقة. هذا وتبقى مجموعة من الدروب العتيقة بالعاصمة الاقتصادية معرضة لتزايد عدد الدور المهددة بالسقوط بفعل الرطوبة، و هي وضعية في نظر بعض الجمعيات والمهتمين بالشأن البيضاوي، تفرض على مختلف الاطراف المعنية، التدخل الفوري للحفاظ على هذه المباني العتيقة وضمان استقرار السكان الذين باتوا معرضين للتشرد والضياع في أية لحظة خاصة مع حلول موسم الشتاء الذي بات على الابواب، مع التأكيد على ان هذا التدخل يجب ان ينصب على البحث عن الموارد المالية الضرورية والكفيلة بتمويل خطة شاملة لإنقاذ الأحياء البيضاوية العتيقة والحيلولة دون سقوط منازلها فوق رؤوس قاطنيها!