خلال زيارته للحاضرة الإدريسية، عبر الوفد البرازيلي عن إعجابه وانبهاره لعبقرية الصانع التقليدي ولجمال فاس الشامخة بمعالمها وآثارها العمرانية الشاهدة على عظمتها عبر التاريخ، وبمساجدها ومدارسها وأسوارها وأبوابها الخشبية والنحاسية الضخمة، التي تتحدث اليوم عن نفسها من خلال طابعها المعماري المغربي المتميز، وهو يقف عند أبواب تحمل أغلبها أسماء تعود إلى فترة حكم الأدارسة والزناتيين، باب الفتوح، وباب الجيزيين (باب الحمراء حاليا)، وباب أبي الجنود، باب بني مسافر (باب سيدي بوجيدة حاليا)، وباب الشريعة ( باب المحروق حاليا)، وباب السلسلة، وباب العجيسة (الكيسة حاليا)، وباب الكنيسة ( باب الخوخة حاليا)، وباب السجمة (السكمة حاليا)، وباب الحديد، وباب الجديد، وباب السمارين، وباب الشمس، وباب المكينة، وباب الدكاكين، وباب سيدي العواد، وباب الجياف، باب لآمر، باب البوجات، باب ريافة، باب المكنة (نسبة إلى الساعة الحائطية المثبتة على جدران الباب)، وغيرها.. المحاطة بأسوار لحمايتها في مختلف المراحل التاريخية، وخير شاهد وناطق على عظمة ملوكها، باعتبارها مدخلا منفتحا لأزقة كبيرة تؤدي من وإلى وسط المدينة القديمة وقلبها النابض، وإلى أحيائها الجذابة ودورها الفاخرة وأسواقها الواسعة الأخاذة ومعالمها التاريخية ومنشآتها العمرانية، وكأنها توحي بلوحات فنية رائعة ومدهشة، بإبداعاتها ونقوشها الذهبية المتنوعة المزركشة، وبأقواسها التي تروي تاريخها في صمت، مما جعل الوفد خلال حفل الاستقبال، الذي نظمه المجلس الجهوي للسياحة بحضور نائب عمدة فاس، على شرف الضيوف البرازيليين، يرتدي لباسا أبيض موحدا كعربون عشق لمدينة حبها منذ النظرة الأولى، كما جاء في توضيحات إحدى السيدات البرازيليات التي حضرت الحفل، حيث كلما ذُكرت فاس وإلا قام الوفد وردد بهتافات وتصفيقات جماعية «فاس، فاس،...». وتدخل زيارة هذا الوفد البرازيلي، المكون من 240 مشاركا يمثلون أشهر وكالات الأسفار البرازيلية والوكالات الصحافية، ضمن انطلاق برنامج ثلاث رحلات سياحية ما بين البيضاء وساوباولو من طرف الخطوط الملكية المغربية، في أفق انطلاق ثلاثة خطوط أخرى تربط مابين لشبونة وفاس.