بات الترامي على الملك العام بمدينة فاس في الآونة الأخيرة يتخذ أشكالا متعددة، حيث لا يقتصر على مؤسسة مدنية دون غيرها من الورشات الصناعية والتجارية غير المهيكلة ،كما لا يظل حكرا على معلمة أثرية أو دينية ..بما في ذلك المسجد . فالكل يترامى على قدر استطاعته والكل يتنافس على الترامي حتى بات الشارع العام عنوانا كبيرا للفوضى . أما عند بعض أرباب المقاهي فقد تحول الترامي بمنطقة سيدي بوجيدة إلى أمر تتبارى من أجله الأسماء والعلامات وتصرف في سبيله الهبات والإتاوات ، وإذا كانت كل المؤشرات والتوقعات قبيل الانتهاء من هذا الورش الإصلاحي الكبير» باب فتوح باب الكيسة» تدل على أن حليمة ستعود إلى عادتها القديمة ، فإنه لابد من القول إن ما تم استرجاعه من فضاءات في علاقة بمشروع التهيئة لم يكن لصالح المواطن بقدر ما هوفي صالح بعض أرباب المقاهي والورشات الصناعية غير المهيكلة التي تم التغاضي عن انتشارها الضار بيئيا، فيما أضحى وقوف السيارات على الجانبين بشكل عمودي ظاهرة لافتة أجهزت على فكرة الرحابة من الاصل ،نعم هناك تباطؤ ملحوظ بهذا الورش الكبير حيث وتيرة الأشغال لتهيئة الطريق باب فتوح باب الكيسة تعتريها المزاجية ، فبعد أن اكتسحت الجرافات التلال والوهاد وسوتها مع الأرض وجرفت الأسوار وأزاحت لاطيراسات فوق المقاهي مما جعل المواطنين يسجلون للسلطة عزمها وإصرارها، يمكن القول الآن أنه جاءت مرحلة السيبة لتخيب آمال وانتظارات الناس ، إذ ما يحصل على أرض الواقع هو استعادة جل المقاهي للفضاءات التي كانت تحتلها قبل انطلاق الأشغال بشكل مضاعف، واستولت وحجزت في سابقة جزءا من الإسفلت في افق ترسيخ احتلاله حيث بسطت مقاعدها لاستقطاب الزبناء في تحد لافت ، مما جعل الاحتقان يعود من جديد، وفيما تستفحل الظاهرة تبرر السلطة عجزها كون الورش لايزال مفتوحا!