سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد توفيق المعلم: أتذكر 'نزاهات' الملحون بقنطرة بنطاطو وأشجار سيدنا موسى بمارستان سيدي افريج قال إن حي سيدي بوجيدة تخرج منه عدد من المبدعين والأطر العليا في كل المجالات
التحقت بحي سيدي بوجيدة وعمري ثماني سنوات قادما إليه من منطقة خريبكة، وترعرعت وتربيت وتابعت دراستي للمرحلة الابتدائية والإعدادية في هذا الحي الذي تخرج منه العديد من النجوم في كل المجالات"، هكذا أجاب محمد توفيق. المعلم "المغربية" لما سألته عن علاقته بحي سيدي بوجيدة بفاس، قبل أن يضيف ساردا لائحة طويلة لأسماء مبدعين في كل الميادين تخرجوا من هذا الحي، مثل علي الحداني، الملحن الكبير، والشاعرة فاطمة بوهراكة، مؤلفة موسوعتين للشعراء العرب والتي حظيت بتهنئة خاصة من طرف صاحب الجلالة، والفنانون التشكيليون سعيد العفاسي وطه بنعكادة ورشيد السليماني، والعداءان نور الدين العلوي والكعال، وبطل المغرب مرتين في رياضة فنون الحرب كريم تيتة، ومحمد الشرقاوي، وصيف بطل العالم بتونس ل2012 في رياضة المصارعة الصينية ورئيس جمعية المجد للملاكمة الصينية بحي سيدي بوجيدة، وفي رياضة كرة القدم تحدث محمد توفيق المعلم عن العديد من الأسماء التي قال إنها لمعت في الساحة الكروية المحلية والوطنية، مثل عبد الفتاح الغياتي وعبد الرفيع المشهور بالتيمومي، وإبراهيم خربوش وسعيد الرمال وسعيد البرجة، وقبلهم سطع نجم اللاعب التازي وعبد السلام بونو والزهراوي وأحمد كريلة وأحمد خاي وقيبس وحسن سكوف وعلي اجميدات والشوح. وسألت "المغربية" محمد توفيق المعلم عن السر الكامن في تخرج هذا العدد الكبير من النجوم من حي سيدي بوجيدة، فأرجع ذلك إلى العزيمة والإصرار والإرادة والدعم الذي قدمه عدد من المواطنين الشرفاء إلى أبناء الحي، كما هو الشأن بالنسبة لبا عمر المعروفي وبا الخمار وعبد العزيز الدباغ وعبد العزيز لحلو وعبد السلام ازليجة، "لقد أسدى هؤلاء الرجال خدمات جليلة للشباب دون مقابل وبشكل تطوعي، وحاليا تأسست مجموعة من المدارس والجمعيات في مختلف المجالات الثقافية والفنية والرياضية لاستقطاب المواهب، ونحن نفكر بجدية في مشروع لصناعة البطل لتبقى منطقة سيدي بوجيدة مصدرا أساسيا لتخريج الأبطال والنجوم"، يضيف محمد توفيق المعلم. ويقسم متحدث "المغربية" حي سيدي بوجيدة إلى قسمين، قسم يوجد داخل الأسوار العتيقة لفاس وقسم يمتد خارج الأسوار، فحي سيدي بوجيدة الأصل هو المكان الذي يحتضن ضريح سيدي بوجيدة المدفون بجنان مكوار، أما بقية الأحياء والمعروفة بالجنانات فهي كانت عبارة عن حدائق (اجنانات)، قبل إعمارها خلال سنوات السبعينيات، "ولما نقول هناك إعمار سكاني نقول إن هناك إبداعا"، حسبما يرى محمد توفيق المعلم، الذي يعتبر بأن حي سيدي بوجيدة كحي شعبي عانى التهميش لسنوات طويلة قبل أن يتم إعادة الاعتبار إليه في السنوات الأخيرة، حيث عرف تطورا مهما بعد التقسيم الإداري لسنة 2003 الذي جاء بنظام المقاطعات، "فأصبح المستشارون الذين يمثلون السكان من أبناء الحي، وهم على دراية بهموم السكان المحليين، كما هو الشأن بالنسبة للهم الثقافي، فأصبح الحي يحتضن تظاهرات رياضية وفنية وثقافية مهمة، مثل ملتقى جنان الورد للإبداع السينمائي، ومهرجان الطفل، ومهرجان شاعر الورد، وهي مهرجانات تستضيف مبدعين من حي سيدي بوجيدة ومن خارجه"، يضيف محمد توفيق المعلم. وأبدى محمد توفيق المعلم حنينه إلى درب "الكنيف" بحي سيدي بوجيدة بصفته واحدا من أبناء هذا الدرب، الذي تحيط به مجموعة من الأماكن المعروفة مثل حومة الكدان، وبني مسافر، ودرب اسطايرة، والحبييل، وباب سيدي بوجيدة، وزنقة الراعي، وباب احرايقي، "كنا نلعب في هذه الأزقة، كما كنا نجتمع لنلعب كرة القدم بساحة مولاي رشيد حاليا والتي توجد قرب ثانوية مولاي رشيد بحومة الشهداء، وهو المكان الذي توجد به مقبرة لرفات الشهداء الذين قاوموا الاستعمار، وكانت شعبية كرة القدم ازدادت بشكل غير مسبوق سنة 1976 إثر فوز المغرب بكأس إفريقيا للأمم"، يتذكر محمد توفيق المعلم، الذي أتى على ذكر معالم حي سيدي بوجيدة مثل قنطرة بنطاطو التي كانت تنظم بها "نزاهات" الملحون، والدور التي كان لها في وقفات مهمة في تاريخ المغرب، مثل دار الكتاني ودار بنزاكور ودار بلحسن الوزاني الكائنة بالحبييل، كما لم ينس محمد توفيق المعلم الحديث عن مدرسة بنكيران التي تابع فيها دراسته الابتدائية والواقعة قرب معلمة مسجد الأندلس بجوار رحبة الدجاج والتي ساهمت كثيرا في صقل شخصيته، وهي مدرسة كانت في الأصل عبارة عن جامعة تخرج منها وزراء ومستشارون ملكيون، بحيث كانت الدراسة بها تخضع لنظام صارم، كما لم ينس محمد توفيق المعلم، أيضا، استحضار أيام زمان لما كان حي سيدي بوجيدة يحتضن مارستان سيدي افريج للأمراض العقلية، الذي كانت حديقته غنية بأشجار سيدنا موسى، وهي من الأشجار النادرة. يذكر أن الممثل محمد توفيق المعلم شارك في أزيد من 60 عملا فنيا سينمائيا ومسرحيا، من بينها مشاركته في الشريط التلفزي "الطاحونة" للمخرج رضوان قاسمي، وتشخيصه لأحد الأدوار السينمائية في فيلم "وراء الأبواب المغلقة" لمخرجه محمد عهد بنسودة، والذي يتطرق لظاهرة التحرش الجنسي لرؤساء العمل بموظفاتهم، وهو عمل سينمائي قيد التوضيب، كما شارك أخيرا في الشريط السينمائي"البايرة" والسلسلة التلفزية "الحسين والصافية" لمخرجهما عبد الرحمان التازي، وشريط "موسم المشاوشة" للمخرج محمد عهد بنسودة، أما في المسرح فعاد محمد توفيق المعلم خلال الفترة الأخيرة ليشارك في ملحمة "الملحون ذاكرة شعب" مع المخرج حميد الرضواني.