لازال «قراصنة سلا» في انتظار أن يجود عليهم ملعب بوبكر اعمار بانتصار داخل قلاعهم، فكل المباريات على أرضيته تنتهي بالتعادل، وهذا شيء أصبح لايعجب بعض المسيرين والأنصار، خاصة وأن حصيلة الإنتصارات تبقى محصورة في واحد، وكان ضد فريق المغرب الفاسي بمدينة فاس. أنصار الفريق السلاوي حضروا بكل معدات التشجيع، وكانو يمنون النفس بفرحة الإنتصار، لكن فريق «أولاد عبدون» فريق أولمبيك خريبكة، ظهر ومنذ انطلاقة المباراة بأنه لن يغامر بالهجوم وسيحصن الدفاع، لأن المدرب فؤاد الصحابي كان يستحضر جيدا بأن ظهره لن يتحمل هزيمة بمدينة سلا، خاصة في ظل الإحتجاجات التي أصبحت تطارده سواء انتصر أو انهزم. الصحابي حصن دفاع فريق أولمبيك خريبكة بأربعة مدافعين طبقوا دفاع المنطقة بطريقة كرة اليد، وكانوا لايغامرون بالهجوم، كما أن قوة عددهم كانت تزداد بعد مساندة لاعبي الوسط لهم في كل هجوم. وبما أن الصحابي يعرف جيدا بأن قوة فريق القراصنة تتجلى في اللاعب لكناوي، فإنه وفر له حراسة لصيقة، خاصة من طرف اللاعب سربوت، وبذلك منعه من كل فرص المناورة، وحد من فعاليته، خاصة وأنه اللاعب الوحيد داخل فريق الجمعية السلاوية الذي يتميز بالسرعة وبحس التهديف. هذا النهج جعل هجوم فريق الجمعية السلاوية يكون بأقل قوة عددية، فكانت كل محاولاتهم تتكسر سواء في وسط الميدان، أو على جدار الدفاع الذي كان يتقدم كثيرا حتى لايكون هناك أي خطر في مربع العمليات. فؤادالصحابي نجح كثيرا في هذا النهج، خاصة وأن عزيز الخياطي لم يحاول خلق قوة هجومية داخل مربع الحارس هشام العلوش. كما أن لاعبي فريق سلا كان ينقصهم التركيز وبناء لعب هجومي قادر على خلخلة الدفاع، فكانت حركات اللاعب كوعلاص جري فقط، وكان سيرج مشتت البال، وأهدر الكثيرمن طراوته البدنية ، كما أن تمريراته كانت في جلها خاطئة، وكانت له رغبة وحيدة هو إبراز قدراته الفردية والتي لم يتوفق فيها طيلة المباراة إلى أن تم تغييره. وحده لكناوي فطن للحصار المضروب عليه، فبدأ يغير من موقعه، لكن ذلك لم يكن مجديا، لأن التعليمات كانت أن لاينفرد لكناوي بالكرة وبلاعب واحد، وهنا بدأ البحث عن الضربات الثابتة التي نفذ الكثير منه لكناوي والتي فشل فيها جميعها.وكان التهديد الوحيد من ضربة زاوية حين تدخلت العارضة لإنقاذ مرمى الحارس هشام العلوش من هدف، ولتبقى المباراة في كل مراحلها مباراة متوسطة . تصريح عزيز الخياطي مدرب فريق الجمعية السلاوية «المباراة لم تكن سهلة خاصة وأن فريق أولمبيك خريبكة يتوفر على لاعبين متمرسين، كما أننا كنا نعاني من ضغط الرغبة في الإنتصار داخل مدينة سلا. هذا الضغط الذي لايرافقنا في مبارياتنا خارج الميدان، إذ نلعب بارتياح ونقدم عروضا جيدة. على الجمهور أن ينتظر ويصبر شيئا ما لأننا نشتغل على تكوين فريق قوي، وهذا يتطلب بعض الوقت، خاصة وأننا لم نقم بانتدابات قوية نظرا للوضع المالي لفريق الجمعية السلاوية» تصريح فؤاد الصحابي مدرب فريق أولمبيك خريبكة. «نتيجة المباراة منصفة للفريقين معا. لقد كنت أتوقع بأن المباراة ستكون صعبة نظرا لكون فريق الجمعية السلاوية كانت له رغبة لتحقيق انتصار بميدانه. خلال الشوط الأول ضيعنا بعض الفرص. نعاني نحن كذلك من ضغط الجمهور، وهذا ماجعلنا نخوض التداريب بدون حضور الجمهور، الذي يضم فئة إيجابية وفئة تزعج»...