«هنا سيتوقف عداد انتصارات المغرب التطواني»، «القراصنة قادرون على تأكيد الانتصار أمام المغرب الفاسي»، هي أماني رددها الكثير من عشاق الجمعية السلاوية، المنتشين بالعودة إلى قسم الصفوة. وحتى يكونوا سندا قويا لفريقهم كان لابد من حضور قوي لهم، شجعوا، رقصوا ومنهم من ارتكب حماقات، لكن الأماني حطمها فريق الحمامة البيضاء، الذي انتزع خامس انتصار له على التوالي، وبذلك يكون دخل خانة الغول المخيف بالنسبة لفرق البطولة الاحترافية. انتصار الحمامة البيضاء على القراصنة كان بهدف يتيم، من ضربة جزاء سجلها اللاعب جحوح في الدقيقة 64، بعدما تمت عرقلة اللاعب خضروف أمام مرمى الحارس عقيد. الهدف الأول، كان يمكن أن تستقبله شباك الحارس الكيناني خلال الشوط الأول، حيث لعب فريق الجمعية السلاوية بندية وقتالية، وطريقة رائعة، جمعت بين اللعب الجماعي والتقنيات الفردية، وضغط مستمر على مرمى المغرب التطواني، لأن المدرب عزيز الخياطي كان يعلم أن هدف السبق سيكون دعما نفسيا للاعبين، وسيجعل فريق الحمامة البيضاء يشك في قدرته على مواصلة الانتصارات، ولكن كل هذا كان بكثير من الحذر، حيث كانت منطقة الدفاع محصنة بأربعة مدافعين، وكان عيبهم أنهم كانوا يعتمدون على دفاع المنطقة، الذي يمكن اعتباره سيفا ذا حدين، خاصة وأن لاعبي المغرب التطواني اعتمدوا على التمريرات القصيرة والبينيات الذكية، التي كانت قادرة على تكسير خطة الدفاع الخطي. وحتى يزيد الخياطي من قوة ضغطه على دفاع المغرب التطواني، اعتمد السرعة في التمرير، وعلى ثلاثة مهاجمين قارين (أكناو، طراوري وكونان سيرج)، وكان هذا الثلاثي مصدر تهديد للحارس الكيناني في أكثر من مناسبة، وكان أكناو الأكثر خطورة سواء بتوغلاته وانسلاله وتسديده من بعيد. وقد حضر الحظ في أكثر من فرصة، وحضرت بديهة الحارس الكيناني في أكثر من مناسبة. وحتى يخفف عزيز العامري الضغط على مرماه اعتمد لعبا هجوميا صريحا، فكانت بصمة طريقة لعب فريق الحمامة البيضاء واضحة، فكانت هناك تلك الجمل الكروية الجميلة، وذلك الانسجام الكبير بين اللاعبين، حيث كانت الاستباقية في قراءة تموضع اللاعبين، وكان خضروف قوة ضاربة في الجناح، وكان جحوح قادرا على خلق المسافات في وسط الميدان، وكان زيد كروش متربصا ومنتظرا لكل هفوة في الدفاع. هذا الأسلوب في لعب الفريقين جعل من تابع المباراة يستمتع بأطوارجميلة وقوية ومشوقة، وكان كل فريق قادرا على مفاجأة الفريق الآخر. لكن المفاجأة أن الحكم يوسف الهراوي من عصبة سوس لم يعلن عن ضربة جزاء لصالح القراصنة، ولو أعلنها لما لامه أحد، لأن العرقلة كانت واضحة. وفي سيناريو غريب تأتي الدقيقة 85، حيث سيطرد الحكم الهراوي بلال مكري، وأتبعه بإنذار للاعب جحوح للمرة الثانية، لأنه احتج على قرار الحكم، وبذلك يكمل فريق المغرب التطواني المباراة منقوصا بلاعبين، لكن ماتبقى من وقت لم يكن كافيا ليحقق القراصنة تعادلا كان سيكون منصفا. الانصاف كان عبر الاشادة بطريقة لعب فريق الجمعية السلاوية، التي فيها الكثير من النضج التاكتيكي، والكثير من الجدية خاصة وأنهم كانوا أمام فريق لايرضى إلا بالعلامة الكاملة. تصريحان عزيز الخياطي، مدرب الجمعية السلاوية: «لعبنا بطريقة جيدة، لأننا كنا نقدر قوة فريق المغرب التطواني، خلقنا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا هذه المرة. ضربة الجزاء التي سجل منها المغرب التطواني هدفه، كانت ضد مجرى اللعب، وكان على الحكم أن يمنحنا نحن أيضا ضربة جزاء، ولا أعرف السبب في ذلك. ما يثلج الصدر هو أن أداء اللاعبين كان جيدا، والتعادل هو النتيجة المنصفة للفريقين.» حسن فاضل، المدرب المساعد بالمغرب التطواني: «بالرغم من كون العشب لايصلح ولا يساعد على تقديم عرض جيد، فإن المباراة كانت قوية من الفريقين. الانتصار الخامس هو دليل على المجهود الكبير الذي يبذله المدرب عزيز العامري. لقد خضنا المباراة بحماسة كبيرة، لأن اللاعبين جد مصرين على تحقيق الفوز» .