أعدت «الشركة المتوسطية للتحليل والذكاء الإستراتيجي»، وهي مكتب الاستشارات الاستراتيجية وتدبير المخاطر المرتبطة بالعولمة يوجد مقرها بالرباط، تقريرا حول «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، يسلط الضوء على مختلف المراحل التي مر منها التنظيم قبل أن يحمل التسمية الحالية، كما اهتم التقرير بالجناح الإعلامي للتنظيم الجهادي وخصص حيزا لتحليل شريط الفيديو الذي يتابع الصحفي علي أنوزلا بسببه بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب. في يوليوز 2013، تحدثت هيلاري كلينتون عن طبيعة العلاقة بين الولاياتالمتحدة وتنظيم القاعدة بالقول: «لنتذكر أن الأشخاص الذين نحاربهم اليوم، نحن من خلقهم قبل عشرين عاما. لقد قمنا بذلك لأننا وضعنا أنفسنا في صراع مع الاتحاد السوفياتي الذي قام بغزو أفغانستان، ونحن لم نكن لنسمح له بالسيطرة على آسيا الوسطى». استقر تنظيم القاعدة في أفغانستان عندما وضع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري حجره الأساس سنة 1988 . وفي 1996، نشر بن لادن إعلانه الجهاد ضد الولاياتالمتحدة، التي كانت في نظر التنظيم، العدو رقم واحد للعالم العربي الإسلامي، الأمر الذي أسفر عن تنفيذ العديد من الهجمات التي حملت توقيع القاعدة. غير أن تاريخ 11 شتنبر 2001 كانت نقطة مفصلية في مسار التنظيم الإرهابي. فالهجمات التي استهدفت «مركز التجارة العالمي، والتي خلفت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، جعلت العالم كله يسمع بتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن. وكانت إعادة نظام الخلافة من جديد هدفا رئيسا للتنظيمات الإسلامية والجهادية التي ازدهرت في العالم العربي الإسلامي منذ تلك الهجمات. وفي المنطقة المغاربية، كان التنظيم المكلف بالإشراف على هذا المخطط هو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وكان هدفه الرئيس هو إقامة دولة إسلامية في كامل المنطقة الممتدة من المغرب إلى ليبيا، في انتظار إعلان الجهاد في المنطقة. الأحداث التي شهدتها مؤخرا منطقة الساحل، المنطقة التي ظلت لردح طويل من الزمن محط نزاعات دينية، أبرزت أهمية الموضوع. وظهور جماعات سلفية في شمال مالي، وعمليات دموية لاختطاف الرهائن في جنوبالجزائر، والحصول على رهائن في كينيا يفرض العمل على إدراك ما يحدث، وأسباب انتشار هذه الإيديولوجية في المناطق المجاورة. لمحة عن تاريخ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يعتبر تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» المجموعة الأكثر أهمية في شمال إفريقيا. تعود أصوله إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، المتمركزة في منطقة القبايل، في الشمال الشرقي للجزائر. ومر تأسيس التنظيم عبر ثلاث مراحل : أ) مرحلة متم الثمانينيات مع إحداث الجماعة الإسلامية المسلحة، المشكلة من جهاديين جزائريين استفادوا من التكوين في باكستانوأفغانستان؛ ب) إحداث الجماعة السلفية للدعوة والقتال سنة 1998؛ ج) مبايعة زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي، هاجر العديد من الجزائريين إلى باكستان بهدف محاربة النظام السوفياتي في أفغانستان. وتم تكوينهم وفق الإيديولوجية الجهادية وحسب مناهج الجهاد على يد جهاديين أفغان. ومع انهيار الاتحاد السوفياتي متم الثمانينيات، عاد أولئك الجزائريون إلى بلدهم. ومنذ ذلك الحين والجزائريون يطلقون عليهم تسمية «الجزائريون الأفغان». وفي دجنبر 1991، تمكنت الجبهة الإسلامية للإنقاذ من الفوز في الانتخابات التشريعية بأغلبية ساحقة: 82 % من الأصوات المعبر عنها. غير أن الجيش الجزائري الرافض لقيام جمهورية إسلامية في الجزائر قام بفرض انقلاب في يناير 1992، وأعلن إلغاء الانتخابات. وكانت تلك بداية اشتعال الحرب الأهلية. وقام «الجزائريون الأفغان» المناهضون للنظام الجزائري وللجيش بالتجمع في إطار حركة موحدة حملت اسم «الجماعة الإسلامية المسلحة» وذلك بتاريخ أكتوبر 1992 . لم تستمر هذه الجماعة أكثر من ست سنوات، إذ اندلعت حروب داخل الجماعة نفسها، مما أدى إلى حدوث انشقاقات في وسطها في شتنبر 1998 . وكان في قيادة هذه الانشقاقات حسن حطاب، القائد السابق للجماعة، حيث أعلن ميلاد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». واعتمدت استراتيجية حسن حطاب على جعل جماعته الأكبر والأهم في منطقة شمال إفريقيا، ولهذه الغاية، عمل على استقطاب كل من شعروا بأن «الجماعة الإسلامية المسلحة» لم تحقق مطامحهم، وهكذا ضم إلى صفه نبيل الصحراوي، الذي سيتولى زعامة الجماعة في غشت 2003، ثم عبد الملك درودكال، كما قام حطاب باستقطاب مجموعات مرتبطة بالجماعة الإسلامية المسلحة، كالفرع الصحراوي. في غشت 2003، قام حطاب بوضع نبيل الصحراوي على رأس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وفي يونيو 2004، تم قتل الصحراوي في مواجهات مع القوات الجزائرية. ليصبح عبد الملك درودكال أمير التنظيم، حيث حمل اسم أبو مصعب عبد الودود. وكان اندفاعه وراء استراتيجية الجماعة للتوسع دوليا. وكان التقارب بين شبكات تنظيم القاعدة بقيادة «أبو مصعب الزرقاوي» نقطة البداية، حيث سمح بإرسال جهاديين تابعين «للجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى العراق لقتال الولاياتالمتحدةالأمريكية. الأمر الذي مكن المقاتلين الجزائرين من الاستفادة من تكوين وتجربة على القتال. هذا التقارب كان بمثابة المرحلة الأولى لتدويل الجماعة الجزائرية مع الحفاظ على مخطط توحيد الجماعات السلفية الإقليمية في إطار حركة موحدة، كما سبق أن بادر إلى ذلك حسن خطاب. أما المرحلة الثانية فكانت في شتنبر 2006، حيث عملت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» على الالتفاف حول تنظيم بن لادن. وأصدر عبد الملك درودكال في 13 شتنبر 2006 بلاغا يعود إلى تاريخ 11 شتنبر 2006، أي في الذكرى الخامسة لهجمات نيويورك، كشف فيه أن الجهاديين الجزائريين قرروا مبايعة الشيخ أسامة بن لادن. وفي 24 يناير 2007، غيرت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»اسمها، حيث جاء في بلاغ آخر لدرودكال أنه بعد العديد من المفاوضات، قررت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» تغيير اسمها لتصبح «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وحافظ درودكال على مكانته كالرجل الأول في هذا التنظيم، وحدد هدفه في إقامة إمارة إسلامية كبرى في المنطقة المغاربية تمتد من المغرب إلى ليبيا. ولقد مكنت هذه التطورات الأخيرة من منح درودكال وتنظيمه هالة كبرى وجعلت العالم كله يتحدث عنه. كما أن علامة «القاعدة» أعطته صيتا أكبر من أجل توحيد الجماعات الجهادية في المنطقة المغاربية وفي منطقة الساحل. مع ظهور جماعات إسلامية جديدة في منطقة الساحل من قبيل «الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا» أو «أنصار الدين»، إلى جانب انطلاق العمليات العسكرية التي قادتها فرنسا في شمال مالي، تمت تصفية بعض زعماء «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». ومع هذه المعطيات الجديدة، تم إدخال تغييرات على مستوى هيكلة التنظيم الجهادي. كتائب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» من أجل تنفيذ مشروع هذا التنظيم، الرامي لإقامة إمارة إسلامية في المنطقة المغاربية، من المغرب إلى ليبيا مرورا بصحراء الساحل، قام عبد الملك درودكال على تدبير هذه المنطقة الشاسعة من خلال تقسيمها لمناطق تشرف عليها الكتائب. ويقود كل كتيبة واحد كم «أوفياء» الأمير عبد الملك درودكال، الذي يعمل على الإشراف عليهم من الجزائر. وفي ما يلي أكثر تلك الكتائب نشاطا: أ)»كتيبة الفرقان»: يقودها أبو طلحة الموريتاني، وتشرف على المنطقة الموريتانية القريبة من الحدود مع مالي. وتتشكل بالأساس من مقاتلين موريتانيين وماليين. ب)»كتيبة طارق بن زياد» أو «كتيبة الفاتحين»: تعتبر هذه الكتيبة المجموعة الأكثر تشددا في هذا التنظيم، حيث نفذت العديد من عمليات القتل والاختطاف، ويقودها في الوقت الراهن الجزائري سعيد أبو مقاتل. ج)»كتيبة الأنصار»: هذه هي الكتيبة الوحيدة التي لا يقودها جزائري. فعبد الكريم طالب من طوارق مالي، وهو أحد أفراد أسرة قيادي في تنظيم «أنصار الدين» الجهادي في شمال مالي. وتنشط هذه الكتيبة في شمال مالي وفي النيجر، وتتشكل من طوارق النيجرومالي. هل تراجع تأثير «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»؟ تم تأسيس مجموعات جديدة في شمال مالي مثل «أنصار الدين» أو الحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا» على يد أعضاء سابقين في «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، رغم أنه لا تزال ثمة روابط متينة تجمعهم بدرودكال. غير أن التراجع الكبير الذي يواجهه التنظيم يجسده مختار بلمختار، المهرب الذي يتوفر على شبكة كبيرة للتهريب في منطقة الساحل، والذي يعتبر «الخازن» الرئيسي للتنظيم. غير أن بلمختار سيؤسس كتيبة جديدة تحمل اسم «الموقعون بالدم»، وقرر التخلي عن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في دجنبر 2012، ليقدم البيعة مباشرة لأيمن الظواهري، الرجل الأول في تنظيم القاعدة. ويتوفر بلمختار على قواعد في ليبيا، حيث من المعتقد أن يكون فعلا قد قام بحشد قواته. ورغم ذلك، فإن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ما زال يستفيد من دعم عدد من الجماعات السلفية التي تنشط في منطقة الساحل والتابعة لتنظيم القاعدة. ومن بين تلك الجماعات، ثمة: أ-تنظيم «بوكو حرام»، وهو تنظيم جهادي توجد قواعده في النيجر، تم تأسيسه في يونيو 2002، ومن أهدافه إقامة نظام الشريعة في البلد. ب-تنظيم «أنصار الدين» : تنظيم إسلامي تأسس في مارس 2012 بشمال مالي، هدفه الرئيس فرض الشريعة على كامل التراب المالي. ج-تنظيم «الشباب» في الصومال: تأسس سنة 2006 في الصومال ويعمل على إقامة نظام الشريعة في البلد. د-تنظيم «أنصار الشريعة» : تنظيم للسلفيين التونسيين، تأسس سنة 2011 . آليات التواصل ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تطورت آليات التواصل التي يعتمدها «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» على مر السنوات. وثمة ثلاث مراحل لتطور مناهج الحجاج والاقناع في خطابات التنظيم وبلاغاته. المرحلة الأولى أعطى انطلاقتها حسن الخطاب مع تأسيس «الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال». المرحلة الثانية باشرها درودكال، أما الأخيرة فكانت إثر الانضمام إلى القاعدة. مع تأسيس «الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال» من طرف حسن خطاب، لم يكن التواصل أمرا استراتيجيا للتنظيم، إذ كانت الأولوية لتوحيد الحركات السلفية والجهادية في الجزائر وفي المناطق المجاورة. وتم الحفاظ على نفس الاستراتيجية مع قدوم نبيل الصحراوي. وكانت سنة 2004 نقطة مفصلية في التصور الاستراتيجي «للجماعة الإسلامية للدعوة والقتال»، فمع مجيء عبد الملك درودكال، الذي كان كثير الإعجاب بتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن الذي كان يعتمد على البروباغندا بشكل كبير، أضحى التواصل عنصرا استراتيجيا. واعتبر درودكال أن فقدان «الجماعة الإسلامية للدعوة والقتال» لتأثيرها مرده إلى نهجها التواصلي الذي يركز على محور وحيد هو الإشكاليات الجزائرية. ومن أجل توسيع تأثيره ليشمل باقي المجموعات الجهادية وبالتي تأسيس الإمارات الإسلامية الكبرى في المغرب الإسلامي، كان يتعين عليه تبني استراتيجية تواصلية أكثر شمولية بتصور يهم كل الإسلاميين في الخطابات التي يتم توجيهها. وهكذا تبنت الجماعة نفس الدعوات التي أطلقها تنظيم القاعدة: أ-محاربة الصليبيين؛ ب-الدعوة لإقامة ولايات إسلامية متحدة؛ ج-استغلال الحرب على العراق والقضية الفلسطينية من أجل استقطاب المزيد من الجهاديين. وفي هذه المرحلة، تم إطلاق أول موقع للجهاديين في الجزائر (jihad-algerie.net)، ومجلة للجهاديين على الإنترنت تحمل اسم «الجماعة». غير أن هذه الاستراتيجية لم تستمر طويلا لعدة أسباب من بينها عدم المركزية في التواصل، الافتقاد للشرعية الدينية، الاستمرار في التركيز على الجزائر، عدم سيطرة الجماعة على تلك الوسائل التواصلية... ينضاف إلى ذلك عدم توفر الجماعة على مذهب خاص بها، عكس تنظيم «الإخوان المسلمين»، ولا حتى على مفكرين من أمثال يوسف القرضاوي. ويظل أكبر ضجة إعلامية أثارتها الجماعة هو إعلانها تقديم البيعة لتنظيم القاعدة، حيث مكنها ذلك من الحصول على المزيد من الانتشار الإعلامي والاستفادة من شبكات وطرق الاتصال التي يعتمدها تنظيم القاعدة. وظهر عبد الملك درودكال كرمز للجهاد في المنطقة المغاربية. كما كان ذلك تمهيدا لإحداث «مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي» سنة 2009 . مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي تم إحداث هذه المؤسسة في أكتوبر 2009، وتعتبر الذراع الإعلامي ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، وهدفها السهر على تغطية الجانب التواصلي للتنظيم من خلال توفير محتوى إعلامي في صيغ مختلفة (سمعي، بصري ومكتوب) بلغات متعددة (الإنجليزية، العربية، الإسبانية والفرنسية)، نشر رسائل التنظيم على عريضة واسعة من المتلقين. ولبلوغ هذه الأهداف، عمل التنظيم على وضع استراتيجية تسير المؤسسة وفقها، وتقوم على بالأساس على ثلاثة محاور: أ- تأسيس استراتيجية جديدة للتواصل لفائدة التنظيم؛ ب- استقطاب جهاديين جدد؛ ج- الرفع من مستوى حضور التنظيم على الإنترنت باستخدام وسائل الواصل الجديدة التي تتيحها الشبكة العنكبوتية. ويركز المحتوى الجديد على تقديم حجج مدروسة بشكل جيد، من خلال خطابات تتمحور حول ثلاثة مكونات رئيسة ترتبط ببعضها البعض: أ- منطقة شمال إفريقيا والساحل سمحت ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بتجنيد عدد كبير من المتطوعين للجهاد؛ ب- منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص سورياوالعراق، تمثل وجهة للجهاديين الذين تم استقطابهم حديثا، وتجسد فعليا فكرة «الحرب المقدسة ضد الغرب»؛ ج- أوربا والدول الإسلامية المحالفة لها أصبحت أهدافا رئيسة لبروباغاندا «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وتعمل «مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي» على نشر موادها عبر الإنترنت بالدرجة الأولى من خلال المدونات والمواقع الجهادية، إلى جانب شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي أضحى في العقد الأخير رافدا تواصليا مهما يتيح إمكانية النشر على نطاق واسع، إلى جانب قدرته على حشد وتعبئة الجهاديين حول القضايا التي تدعو إليها المؤسسة. وهكذا أطلقت مؤسسة الأندلس الهاشتاغ (hashtag) الخاص بها عبر تويتر: « #Andalus_media» كما أطلقت مدونتها تحت اسم «Africa Muslima». ويحمل حسابها على تويتر رسائل باللغات العربية، الإنجليزية، الإسبانية والفرنسية، كما يتضمن أشرطة فيديو وروابط تقود نحو مواقع تنشر بلاغات «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» والوثائق المتعلقة به. تحليل فيديو القاعدة الذي نشرته «الباييس» في أكتوبر 2013، أعدت «مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي» شريط فيديو ونشرته عبر الإنترنت، ويتضمن بروباغاندا تستهدف المغرب ويدعو للجهاد. ولقد قامت اليومية الإسبانية «إلباييس» بإعادة نشر الفيديو، كما قامت «الشركة المتوسطية للتحليل والذكاء الإستراتيجي» بتحليل دقيق للشريط، وتوصلت إلى النتائج التالية: أ-الرتوشات والتعديلات والتغييرات في الألوان خلال عملية المونطاج تدل على أن من قام بذلك يتوفر على خبرة في المجال، إلى جانب تمكن كبير من مختلف برامج المونطاج من قبيل «Final Cut Pro» أو «Avid Media Composer»؛ ب- اعتماد جودة مونطاج تحمل سمات التكوين الأمريكي، لكونها تتميز بقواعد تقنية يتم تدريسها في المناهج التعليمية والجامعية الأمريكية؛ ج- وعلى المستوى الصوتي، فإن إنجاز عملية إعادة كتابة الكلام المنطوق أو السترجة تم على ما يبدو بالاستعانة ببرنامج «Video Compositing: Adobe after Effect»، وهو الوسيلة الوحيدة المتاحة ليومنا هذا من أجل إخراج العمل بهذه الطريقة؛ د- اعتماد تقنية صوتية بجودة عالية، يبدو أنها تمت بواسطة برنامج «Sound Track Pro»، وهو الوسيلة الاحترافية الوحيدة القادرة على معالجة الصوت حسب المعايير الاحترافية.