ليسوا أفرادا في تجريدة عسكرية مغربية ولا من الجالية المغربية المقدرة بنحو 380 فردا، لكنهم شبان التحقوا بصفوف التنظيمات الراديكالية. هناك في شمال مالي حيث تدور الحرب رحاها منذ أيام يقاتلون في صفوف تنظيمين هما جماعة التوحيد والجهاد و تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. التحقوا بمالي تباعا منذ سنوات. خلايا تكلفت باستقطاب وتجنيد عدد منهم منذ أن وجه عبد المالك درودكال الدعوة لانضمام شباب مقاتلين إلى تنظيمه، وتكلف بتمويل سفرهم سواء عبر موريطانيا أو تونس أو التسلسل على الحدود المغربية الجزائرية. مصادر اعلامية عديدة وتقارير استخبارتية أفادت أن المغاربة المقاتلين في صفوف التنظيمات بمالي ينحدرون من مدن عديدة خاصة مدن الشمال كالناظور وتطوان وسبتة والدار البيضاء كما أن هناك مغاربة مهاجرين بالخارج منهم من سبق وأن التحق بحركة الشباب بالصومال ثم التحق بمالي ومنهم من التحق مباشرة بالتراب المالي عبر موريطانيا أو الجزائر في إطار ما يسمى «السياحة الجهادية» غالبيتهم من حاملي الجنسية الفرنسية المغربية وتتوفر مصالح الإستخبارت الفرنسية على ملفات عدد منهم. تلك خلايا منظمة تمكنت مصالح الأمن المغربية من تفكيك عددا منها آخرها التنظيم الذي تم اعتقال 11 عنصرا لا يزالون رهن التحقيق بعد أن أحالتهم النيابة العامة على المحكمة ووجهت إليهم تهم باستقطاب شبان مغاربة للإلتحاق بالتنظيمات الإرهابية بالجزائر ومالي، فيما خلايا أخرى تم تفكيكها السنة الجارية و طيلة السنوات الأخيرة منذ أن تحولت مالي إلى أفغانستان جديدة. عددهم غير معروف لحد الان، كما تجهل هوياتهم، لكنهم يتواجدون بالخصوص ضمن مقاتلين يعدون بالآلاف في أخطر كتيبتين أولاها يترأسها المدعو عبد الحميد أبو زيد الملقب ب «الأعور » ثم كتيبة مختار بلمختار المكنى «خالد أبو العباس» و«بلعور» الذي يقود كتيبة «الملثمون»، إحدى أهم الكتائب الأربع للتنظيم النشيطة في جنوب الصحراء،. في مدينة غاو على الحدود الموريطانية الجزائرية يتواجد عدد من الشبان المغاربة في أخطر تنظيم تورط في اختطاف ثلاثة من الأجانب بمخيم الرابوني في قلب تندوف بل كان التنظيم وراء تنفيذ عدد من العمليات الإنتحارية على التراب الجزائري وهو من خطط لتنفيذ عمليات إرهابية في المغرب قبل أن تتمكن المصالح الأمنية المغربية في حربها الإستباقية من افشال تلك المخططات. ذلك التنظيم يترأس إحدى أهم كتائبه الموريطاني حمادة ولد خيرو المطلوب لدى سلطات بلاده وأيضا مختار بلمختار الذي انشق عن تنظيم يقوده مواطنه الجزائري عبد المالك درودكال والتحق بجماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا. تنظيم القاعدة في الغرب الإسلامي الذي غير تسميته من الجماعة السلفية للدعوة والقتال منذ سنوات يتواجد به أيضا مقاتلون مغاربة تكلف التنظيم الإرهابي بتجنيدهم وتدريبهم في معسكراته، وهو أحد أخطر التنظيمات التي تورطت في اختطاف 11 رهينة أوروبي من بينهم سبعة فرنسيين، وحصل على مبالغ مالية باهضة من أموال الفديات مكنت من تمويل عمليات التجنيد وشراء الأسلحة الثقيلة المسروقة من مخازن النظام الليبي. التنظيم يتوزع في مالي شكل كتائب تحت قيادة يحيى أبو الهمام الذي عوض نبيل مخلوفي المتوفي في حادث سير قرب مدينة غاو المالية وينوب عنه المدعو أبو زيد وهو التنظيم الذي يضم في صفوفه أيضا مغاربة من المهجر وأجانب من بينهم فرنسي متزوج من مغربية تنحدر من مدينة طنجة.كذا كتيبة «طارق بن زياد» التي يقودها أبو زيد، وعمر ولد حامه، صهر «بلعور». المصالح الأمنية المغربية بدورها تلاحق المغاربة المقاتلين في صفوف التنظيمات الإرهابية، وتتوفر، حسب مصادر عليمة على سجلات عدد منهم بعد أن جمعت معلومات من معتقلين في خلايا على ارتباط بالجماعات الإرهابية بالساحل، خاصة قياديين منهم سعوا لتجنيد شبان بالمغرب لتنفيذ مخطط القاعدة بالتوسع على التراب المغربي وتنفيذ عمليات إرهابية بعد أن قدمت لهم الدعم اللوجيستيكي والمالي والتكوين العسكري في كيفية صناعة المتفجرات و واستعمال السلاح الناري علي غرار خلية أمغالا. لحد يجهل عدد المغاربة قد قتلوا في الغارات الأخيرة على معاقل الكتائب الإرهابية بمالي. وكالات الأنباء العالمية تحدثت عن مقتل ما يفوق 60 إرهابيا في مدينة غاو شمال مالي ومحيطها ومدينة كونا بعد قصف كثيف للقوات الفرنسية المقدرة بحوالي 750 عسكري، وهو ما ينتظر الكشف عنه بعد أن تحصي الجماعات الإرهابية ضحايا من الجرحى والقتلى. تنظيم القاعدة في الساحل والصحراء منذ أن أحكم قبضته على شمال مالي سارع إلى القيام بعمليات التجنيد والإستقطاب. فقد ذكرت دراسة أجراها مركز البحوث الأمنية «آي جي وولد» المتعاقد مع وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن عدد المقاتلين المنتمين للجماعات الإرهابية بالمنطقة تضاعف من 300 أو 500 مقاتل نهاية سنة 2010 إلى أزيد من 6 آلاف مقاتل مسلحين ومجهزين ومدربين جيدا. هم من جنسيات مختلفة تقول الدراسة، وينحدر عناصر القاعدة من الجزائر وموريتانيا ومالي ونيجيريا وبوركينا فاسو والمغرب وتونس وليبيا، إضافة إلى عناصر إرهابية من جنسيات أروبية تم استقطابهم في إطار ما يسمى «السياحة الجهادية» على غرار مختلف بؤر التوتر بالعالم من الصومال واليمين وأفغانستان والعراق، وقد يتضاعف أولئك في الأيام المقبلة خاصة مع استمرار عمليات التجنيد والإستقطاب.