تتواصل فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، الذي سيعرف الإعلان عن جوائز المسابقة الرسمية يوم السبت 12 أكتوبر 2013 . واعتبارا أنه مع هذه الدورة ، تعد لحظة أخرى لمقاربة المنجز السينمائي المغربي والمتوسطي، نسجل أن صوت السينما ثقافيا يسير في اتجاه ايجابي، وبأن هذه الدورة أفرزت تنوعا سينمائيا يجمع مابين شباب السينما المغربية والمتوسطية وتجارب طلبة مدارس السينما بالمغرب، الشيء الذي يعلن عن تنوع و قوة السينما المغربية. ومن خريطة الأفلام المشاركة، في هذه الدورة، نلمس إبداع جيل من السينمائيين يدرك أنه كلما تجذر في تربته وحقيقته، كلما كان نفسه.. فهؤلاء السينمائيون يرتبطون بواقعهم بنفس درجة عشقهم للسينما نفسها، يقدمون آمالا جديدة للسينما المغربية والمتوسطية تتطابق مع المعطيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعرفها راهن الزمان المغربي ومنطقة المتوسط من حيث البحث عن الأسلوب الذي يحمل أصالته جوازا للوصول إلى الجمهور المغربي والمتوسطي. كما يعد المهرجان ظاهرة فنية وثقافية تهدف إلى إحداث إطار للقاء والحوار والتبادل السينمائى، والتعريف بالأفلام القصيرة الحديثة لبلدان البحر الأبيض المتوسط والمساهمة فى ترويجها وتوزيعها وتسويقها، إلى جانب تشجيعه للمخرجين الشباب من اجل بلورة طموحاتهم الإبداعية والفنية وخلق جسور ثقافية وفكرية بين سينمائيين ضفتى البحر المتوسط. كما أن المهرجان يتيح للطلاب من دارسي السينما في المعاهد المختلفة عرض أفلامهم.. كما أفرزت هذه الدورة العديد من المعطيات الايجابية تخدم السينما بالمغرب، أولها التنوع في الموضوعات التي تقدمها الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، وثانيا تميز العديد من الأعمال السينمائية بمواصفات سينمائية جيدة، وأخيرا الجرأة في طرح الموضوعات .. كما أن دورة هذه السنة، أكدت عن تلك الثقة التي أصبح الفيلم المغربي يحظى بها من طرف الجمهور الذي يعد حضوره ومتابعته اليومية لكافة العروض علامة ايجابية، بحيث تم الاقتناع بأن الفيلم صار قريبا من السينما، وإن كان هذا الاقتناع يطوق المخرجين الشباب بمسؤوليات إضافية: الاستمرار في الانفتاح على الجمهور بمبادرات واجتهادات خلاقة، دون أن يعني ذلك سقوط السينما في الاجترار والابتذال.. ويمكن اعتبار مهرجان الفيلم القصير المتوسطي تأكيدا جديدا على سداد وصواب الاختيارات التي قادت إلى خلق هذا المهرجان وتطوره، وأن تفرض طنجة نفسها كعاصمة للفيلم القصير المتوسطي، وتمثل في ذات الوقت واجهة تعكس حيوية وإبداع الفيلم القصير المغربي، فهذا في حد ذاته إشارة على أن التعبير السينمائي لا يمكن الاستغناء عنه. كما أعلنت الدورة، أنه هناك تحولا في العنصر البشري الذي يشتغل داخل القطاع السينمائي المغربي ، وذلك بفعل الحضور البارز لعدد كبير من المخرجين والممثلين والممثلات الجدد.