تتواصل فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي سيعرف الإعلان عن جوائز المسابقة الرسمية يوم السبت 9 فبراير 2013 ، والى حدود اليوم الرابع تم عرض 12 فيلما طويلا و8 أفلام قصيرة. واعتبارا أنه مع هذه الدورة ، تعد لحظة أخرى لمقاربة المنجز السينمائي المغربي، نسجل أن السينما تسير في اتجاه تطور إيجابي ، وأن هذه الدورة أفرزت تنوعا سينمائيا يجمع مابين رواد وشباب السينما المغربية، وأظن هذا التنوع هو قوة السينما المغربية. ومن خريطة الأفلام المشاركة، في هذه الدورة، نلمس إبداع جيل من السينمائيين يدرك أنه كلما تجذر في تربته وحقيقته، كلما كان نفسه.. فهؤلاء السينمائيون يرتبطون بواقعهم بنفس درجة عشقهم للسينما نفسها، يقدمون آمالا جديدة للسينما المغربية تتطابق مع المعطيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعرفها راهن الزمان المغربي من حيث البحث عن الأسلوب الذي يحمل أصالته جوازا للوصول إلى الجمهور المغربي الواسع. كما أفرزت هذه الدورة العديد من المعطيات الايجابية تخدم السينما بالمغرب، أولها التنوع في الموضوعات التي تقدمها الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، وثانيا تميز العديد من الأعمال السينمائية بمواصفات سينمائية جيدة، وأخيرا الجرأة في طرح الموضوعات .. إن دورة هذه السنة، أكدت عن تلك الثقة التي أصبح الفيلم المغربي يحظى بها من طرف الجمهور الذي يعد حضوره ومتابعته اليومية لكافة العروض علامة إيجابية، بحيث تم الاقتناع بأن الفيلم صار قريبا من السينما، وإن كان هذا الاقتناع يطوق المخرجين بمسؤوليات إضافية: الاستمرار في الانفتاح على الجمهور بمبادرات واجتهادات خلاقة، دون أن يعني ذلك سقوط السينما في الاجترار والابتذال.. كما أعلنت الدورة، أنه هناك تحولا في العنصر البشري الذي يشتغل داخل القطاع السينمائي المغربي، وذلك بفعل الحضور البارز لعدد كبير من المخرجين والممثلين والممثلات الجدد . كما تجدر الإشارة إلى أن الموقع الإلكتروني للمركز السينمائي المغربي يواكب أنشطة المهرجان، حيث سيتيح الإطلاع على الحصيلة السينمائية لسنة 2012 باللغة العربية والفرنسية، وذلك بعد الندوة الصحافية التي ستعقد زوال السبت المقبل من طرف مدير المركز السينمائي المغربي. كما أنه يمكن الإطلاع على معطيات جديدة، حول السينمائيين المغاربة وعناوينهم المهنية والفيلموغرافية، وكل ما يتعلق بلائحة الأفلام المغربية وأوراقها التقنية وملخصاتها.