إلى من ستعود الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم المنعقد بطنجة؟ ماهي الأفلام الطويلة والقصيرة التي ستمنحها لجنتا تحكيم الفيلم الطويل والقصير؟ إلى من ستعود جائزة النقد؟ هل ستحقق الأفلام المشاركة في هذه الدورة إضافات جديدة للسينما المغربية؟ هل ستكرس الأفلام القصيرة في هذه الدورة نفس الأمل الذي سجلته دورة طنجة سنة 95 بخصوص سينما الشباب؟ هل تم بالفعل تجديد سؤال السينما والثقافة والمجتمع بما يلزم من النقد الحقيقي والحوار الجدي.. أسئلة أولية تطرحها معطيات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تستدعي التفكير .. وتتواصل فعاليات الدورة الحالية باللقاءات التي تتم ما بين مخرجين وممثلين والنقاد ومهنيي السينما. هذه النقاشات إذا كانت قد شكلت فرصة للتداول والحوار حول الأفلام المغربية بحضور مخرجيها، فمع أشغال هذه الدورة يمكن القول إن كل النقاشات هي ضرب من التعبير عن العلاقة بالسينما، وعن نوع من التعلق بها. وأكيد أن تلك العلاقة الحوارية مع المخرج التي تخلقها هذه المناقشات، هي تعبير واستجابة لتقديم مجموعة من التساؤلات التي قد تكون لها علاقة مباشرة بالسينما، كما قد لا تكون لها أية علاقة. كما أن هذه النقاشات، قد تفرز نوعا آخر من النقاش لا يملك مسافة نقدية وفكرية مع القضايا التي طرحتها الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، بينما سنجد أخرى تسعى إلى ربط الفيلم بانطباعات ونعوت نابعة من السرعة في الحكم على إبداع سينمائي يتطلع إلى أفق أفضل للسينما المغربية. وإجمالا، فكل النقاشات التي ستفرزها الأفلام المشاركة في المسابقة قد تعد إرهاصات وبدايات لنقاش عميق حول السينما المغربية الذي لم يكتمل بعد. وتشهد هذه الدورة مشاركة 21 فيلما طويلا و14 فيلما قصيرا ضمن المسابقة الرسمية، كما تميز بتكريم ثلاثة ممثلين رواد: عائشة ماهماه ومحمد بنبراهيم وعبد الله العمراني، احتفاء بفن التمثيل في السينما المغربية. وتضم قائمة الأفلام الطويلة المتنافسة على جوائز المهرجان: «فجر 19 فبراير» لأنور المعتصم، «أغرابو» لأحمد بايدو، «بولنوار» لحميد الزوغي، «يا خيل الله» لنبيل عيوش، «يوميات طفولة» لإبراهيم فريطاح، «غضب» لمحمد زين الدين، «نساء بدون هوية» لمحمد العبودي، «فيها الملح والسكر أو عمرها ما غاتموت» لسهيل وعماد نوري، «حدود وحدود» لفريدة بليزيد، «خارج التغطية» لنور الدين دوكنة، «الفردي» لرؤوف الصباحي، «القمر الأحمر» لحسن بنجلون، «ملاك» لعبد السلام الكلاعي، «خويا» لكمال المحوطي، «طنجاوي» لمومن السميحي، «تنغير- القدس: أصداء الملاح» لكمال هشكار، «محاولة فاشلة لتعريف الحب» لحكيم بلعباس، «حياة الآخرين» لبشرى بلواد، «البايرة» لمحمد عبد الرحمان التازي، «يوم وليلة» لنوفل براوي، «زيرو» لنورالدين لخماري. أما الأفلام القصيرة التي وقع الاختيار عليها للتباري على جوائز هذه الدورة، فهي: «الهدف» لمنير عبار، «زهار» لأسماء المتقي، «أخطاء متعمدة» لعبد الإله زيراط، «ألوان الصمت» لأسماء المدير، «ج"»لأمير رواني، «رقصة مع اسمهان» لسامية الشرقيوي، «رصيف القدر» لأمينة السعدي، «اللعنة» لفيصل بوليفا، «إنطروبيا» لياسين ماركو ماروكو، «يوم الحياة» لأمين أوالمكي، «غادي نكمل» لرشيد زكي، «يدور» لمحمد مونا، «فوهة» لعمر مولدويرة، «وجها لوجه» لمراد الخودي. ومن خريطة هذه الأفلام المشاركة، في هذه الدورة، نلمس إبداع جيل من السينمائيين يدرك أنه كلما تجذر في تربته وحقيقته، كلما كان نفسه.. فهؤلاء السينمائيون يرتبطون بواقعهم بنفس درجة عشقهم للسينما نفسها، يقدمون آمالا جديدة للسينما المغربية تتطابق مع المعطيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يعرفها راهن الزمان المغربي من حيث البحث عن الأسلوب الذي يحمل أصالته جوازا للوصول إلى الجمهور المغربي الواسع. وتسجل قائمة الأفلام الطويلة حضور مخرجين مغاربة من جيل الرواد، أمثال مومن السميحي، وفريدة بليزيد، ومحمد عبد الرحمان التازي، وحسن بن جلون، وحميد الزوغي، وحكيم بلعباس، وآخرين من جيل الوسط أمثال نبيل عيوش، ونور الدين لخماري، ومحمد زين الدين، ومخرجين من الجيل الجديد أمثال نوفل براوي، إضافة إلى مخرجين مغاربة مقيمين في الخارج، أمثال كمال الماحوطي، ومحمد فريتح، كما تكشف القائمة عن تنوع مواضيع الأفلام المشاركة وتباين مستواها، إذ تشارك أفلام سبق لها المشاركة في مهرجانات دولية كبيرة والحصول على جائز مهمة مثل «خويا» لكمال الماحوطي، و«يا خيل الله» لنبيل عيوش. ويلاحظ من خلال لوائح أفلام المسابقة الرسمية في الفيلم القصير والطويل، أن 52 في المائة هي النسبة التي تشكلها الأفلام التي يشارك مخرجوها بأول عمل سينمائي خلال فعاليات هذه الدورة ، ذلك أن عدد هذه الأعمال يصل إلى 11 فيلما من أصل 21 المشاركة في المسابقة الرسمية. وهو ما سيجعل المنافسة محتدمة على جائزة أول عمل سينمائي.