خيمت أجواء من الحزن على افتتاح الدورة 14 من المهرجان الوطني للفيلم، الذي انطلقت فعالياته، مساء يوم الجمعة المنصرم، من سينما "روكسي" بطنجة صورة جماعية للمكرمين في المهرجان (خاص) إذ ترحم الحاضرون على أرواح 10 فنانين فقدتهم السينما المغربية في الأشهر الأخيرة. ويتعلق الأمر بأحمد الطيب العلج٬ وأحمد بايزو، ورشيدة سعودي البوعناني، والمخرج محمد مرنيش، والناقد محمد سكري، والممثلين عزيز العلوي، وأحمد لهليل، ومحمد الحريشي، ومحمد مجد، وحسن مضياف. كما شهد حفل افتتاح الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، عرض فيلم وثائقي للمخرج علي الصافي٬ وفاء لذكرى المخرج الراحل أحمد البوعناني، واعترافا بعطاءاته الكثيرة والمتميزة للسينما المغربية. وفي سياق الاعتراف بما قدمه الرواد من الممثلين للسينما المغربية، شهد حفل الافتتاح تكريم ثلاثة فنانين مغاربة، أفنوا زهرة شبابهم في خدمة الفن المغربي، ويتعلق الأمر بعائشة ماه ماه، ومحمد بنبراهيم، وعبد الله العمراني. وتميز حفل الافتتاح بإلقاء مقتطف من الرسالة الملكية للمشاركين في المناظرة الوطنية للسينما في أكتوبر الماضي، وتقديم لجنتي تحكيم المسابقتين الرسميتين للدورة 14، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 9 فبراير الجاري. ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة المخرج والمنتج الفرنسي جاك دورفمان، بينما أسندت رئاسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة للخبير في الاتصال أحمد اخشيشن. ويشارك في مسابقتي المهرجان 35 فيلما (21 فيلما طويلا و14 قصيرا)، أزيد من نصفها لمخرجين يخوضون تجربتهم السينمائية لأول مرة. وتسجل قائمة الأفلام الطويلة حضور مخرجين مغاربة من جيل الرواد، أمثال مومن السميحي، وفريدة بليزيد، ومحمد عبد الرحمان التازي، وحسن بن جلون، وحميد الزوغي، وحكيم بلعباس، وآخرين من جيل الوسط، أمثال نبيل عيوش، وونور الدين لخماري، إضافة إلى مخرجين مغاربة مقيمين في الخارج، أمثال كمال الماحوطي، ومحمد فريتح، كما تكشف القائمة عن تنوع مواضيع الأفلام المشاركة وتباين مستواها، إذ تشارك أفلام سبق لها المشاركة في مهرجانات دولية كبيرة والحصول على جائز مهمة، مثل "خويا" لكمال الماحوطي، و"يا خيل الله" لنبيل عيوش. وتراجع عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان من 46 فيلما في الدورة السابقة إلى 35 في الدورة الحالية، كما تراجع عدد المخرجات إلى النصف (15 مخرجة في الدورة السابقة، مقابل 6 مخرجات في الدورة الحالية). وحسب قائمة الأفلام المعلن عنها، ستكون المنافسة حادة على جوائز المهرجان، خصوصا بين مخرجين متمرسين، سبق أن حازوا العديد من الجوائز الوطنية والدولية، ومخرجين شباب، يطمحون إلى إيجاد موطئ قدم لهم على خارطة السينما الوطنية، من خلال أفلامهم الطويلة، التي يخرجونها لأول مرة.