تنطلق مساء يومه الجمعة فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة بحضور العديد من الوجوه الفنية والثقافية والمهنية تنتمي الى الحقل السينمائي ( سنعود إلى تفاصيل حفل الافتتاح في أعدادنا القادمة ). في هذا الاطار يشارك في الدورة الرابعة عشرة للمهرجان ضمن المسابقة الرسمية 35 فيلما، موزعة كالتالي: واحد وعشرون فيلما طويلا إلى جانب أربعة عشرة فيلما قصيرا من إبداع أسماء تنتمي لأجيال وأعمار وتجارب مختلفة، بالاضافة الى ذلك يشمل المهرجان لقاءات مناقشة حول أفلام المسابقة ، تقديم الحصيلة السينمائية لسنة 2012، توقيع شراكة مابين المركز السينمائي المغربي واتحاد كتاب المغرب.. ويذكر أن المهرجان الوطني للفيلم المغربي، جاء في بداية الثمانينيات ليعبر عن حاجة ملحة لخلق فضاء للتواصل بين الشريط السينمائي المغربي وباقي الفاعلين والمهتمين بالشأن السينمائي، وليضع الشريط المغربي موضع المعاينة الدقيقة والمكاشفة والوقوف عند نقط قوة وضعف السينما المغربية. يمكن اعتبارمحطة المهرجان الوطني للفيلم، مناسبة تعيد الحديث بقوة عن السينما المغربية إلى الواجهة الوطنية ، ذلك لما تطرحه من اسئلة وانشغالات تهم طبيعة الانتاج السينمائي المغربي. ومن القيمة الفنية للمهرجان، التي تسعى إلى جعله فرصة للتأمل والتداول حول قضايا الابداع السينمائي المغربي، تأتي الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم مطبوعة بالعديد من السياقات الفنية والثقافية والابداعية وكذا التنظيمية على مستوى البنيات والقوانين المنظمة للقطاع. فمابين طنجة 1995 وطنجة 2013 ، نستحضر لحظات ابداع سينمائي قدمه مجموعة من الشباب المخرجين - قدموا من الخارج - ، من خلال تعبيرهم عن آمال جديدة للسينما المغربية ساهمت في خلق نقلة نوعية للفيلم المغربي، مؤسسين لنفسهم نسقا فنيا مبنيا أساسا على تحسين هاجسهم السينمائي فنيا ومعرفيا، هذا الهاجس الابداعي، عبرت عنه بامتياز أعمالهم السينمائية التي تنوعت ما بين البحث عن الذات، الهجرة، تفاصيل الذاكرة، بحيث استطاعت أن تقدم وجها آخر للسينما المغربية وقدرتها على تأسيس طابع جديد للفيلم المغربي. إن مهرجان هذه السنة، يأتي في سياق نوع من الثقة التي أصبح الفيلم المغربي يحظى بها من طرف الجمهور والمهتمين على نحو خاص، بحيث تم الاقتناع بأن الفيلم صار قريبا من السينما، وإن كان هذا الاقتناع يطوق المخرجين بمسؤوليات إضافية: الاستمرار في الانفتاح على الجمهور بمبادرات واجتهادات خلاقة، دون أن يعني ذلك سقوط السينما في الاجترار والابتذال. مع الدورة الرابعة عشرة بطنجة، نستحضر كذلك الوجوه السينمائية والفنية والثقافية التي تركتنا ورحلت عنا الى دار البقاء، حاملة معها أشياءها وغضبها وانشغالاتها وطموحاتها وتجاربها واحباطاتها وفرحها ومساحات أخرى من نقط الظل..، وجوه نتذكر منها: السينمائي محمد مزيان، الناقد السينمائي مراد شاعر، الفنان العربي باطما، الكاتب محمد شكري، محمد الكغاط ، نجيب الصفريوي ، محمد الركاب، حسن الصقلي، نعيمة السعودي ، البوعناني، محمد مجد... ووجوه أخرى ارتبطت بواقعها بنفس درجة عشقها للسينما نفسها. مع طنجة 2013، نستحضر كل الجوائز السينمائية والاعترافات والتقديرات التي أحرزتها العديد من الأعمال السينمائية المغربية في المهرجانات العربية والدولية، مما يعطي الدليل، أولا، على تحول السينما المغربية الى قوة تنافسية عربيا ودوليا، وثانيا على أن مشروع سينما المغرب في مستوى تطالعات المجهودات المبذولة من طرف المشرفين على القطاع السينمائي والحقل الثقافي.. مع الدورة الرابعة عشرة، نستحضر عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية منها: واحد وعشرون فيلما طويلا إلى جانب أربعة عشرة فيلما قصيرا ، من إبداع أسماء تنتمي لأجيال وأعمار وتجارب مختلفة، أكيد مع هذه الدورة ستضع أمام المشاركين فيها من أعضاء لجنة التحكيم وسينمائيين ونقاد ومهنيين..، أمام صيغة سينمائية جديدة ستعتبر وقفة أخرى صريحة للتأمل في المنجز من سينما المغرب.. كذلك مع هذه الدورة، سيطرح من جديد سؤال التوزيع، الدعم السينمائي، انتشار وتسويق الفيلم المغربي عربيا ودوليا، تطوير استراتيجية القطاع..الى غيرها من انشغالات الحقل السينمائي المغربي ، أكيد ستجعل من الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم مناسبة للتداول حول قضايا الابداع السينمائي ببلادنا، لافقط لما يشكله من تأثير في دينامية المجال، وتحفيز على أن يحضر المخرجون باجتهادات جديدة، ولكن أيضا ، لما يوفره من حيز للقاء ما بين مهنيي السينما والنقاد والممثلين وعموم الجمهور، وذلك من أجل انبعاث روح أخرى تثري متخيلنا السينمائي وتبعث فينا مشاعر فنية جديدة.