يدخل المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الثانية عشرة يومه الرابع، ببرامج تتوزع فقراته بين العروض السينمائية للأفلام الطويلة والقصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية، ومناقشة الأفلام بحضور مخرجيها والطاقم الفني المرافق له، التي تدور حول قضايا الإبداع السينمائي من إخراج، تصوير، سيناريو، تمثيل... حيث تشكل هذه المناقشات فرصة للإطلاع والتعرف على نوعية أخرى من الأفلام المغربية، لابد أنها ستشكل منعطفا ثقافيا لاختبار سؤال سينما المغرب. أولى هذه اللقاءات الحوارية المباشرة، ترأسها نورالدين الصايل، المدير العام للمركز السينمائي المغربي ومدير المهرجان، كانت مع الطاقم المشرف على برنامج الدورة الثانية والعشرون لمهرجان السينما والتلفزيون للوحدة الافريقية في واداغادوغو(فيسباكو) التي ستعقد خلال الفترة مابين 26 من فبراير والى حدود 5 من شهر مارس 2011. الدورة ستعرف مشاركة اربعة افلام من المغرب. في حين ،انطلقت النقاشات الحوارية، صباح أمس، التي ستشكل بدون شك، فرصة للتداول والحوار حول الأفلام المغربية المشاركة في المسابقة الرسمية. فمع انطلاق أشغال هذه الدورة، يمكن القول إن كل النقاشات هي ضرب من التعبير عن العلاقة بالسينما، وعن نوع من التعلق بها. وأكيد أن تلك العلاقة الحوارية مع المخرج التي تخلقها هذه المناقشات، هي تعبير واستجابة لتقديم مجموعة من التساؤلات التي قد تكون لها علاقة مباشرة بالسينما، كما قد لا تكون لها أية علاقة. إذن ، ملامح الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم ، من خلال الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية ، ستضع أمام الجمهور والمتتبعين ، إبداعات سينمائية وأسماء تنتمي لأجيال وأعمار وتجارب مختلفة، ستجعل من عنصر اختيار الأفضل الهدف الأول والأخير، باعتبار القيمة الفنية للأفلام المشاركة في المسابقة ، وهو ما ينبىء بأن هذه التظاهرة ستشهد منافسة كبيرة انطلاقاً من تقارب المستويات الفنية للأفلام المشاركة.. سياقات هذه الدورة وفقراتها تضع المهرجان الوطني للفيلم، في دورته الثانية عشرة، في لحظة مهمة من مسار حياتنا الثقافية والفنية، هي بالضبط، اللحظة التي ينبغي أن نُحيي فيها من جديد سؤال السينما والثقافة والمجتمع، فهل ستشكل الأفلام الطويلة والقصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية، مؤشراً على تحول السينما المغربية، هل تكرس الأفلام القصيرة لهذه الدورة الأمل الذي سجل في دورات طنجة السينمائية ، بخصوص سينما الشباب، هل ستتسم الدورة بإثارة نقاش حقيقي حول أعطاب صورنا، وحول المشاكل الأدبية والتقنية الراهنة؟..، كذلك مع هذه الدورة، سيطرح من جديد سؤال التوزيع، الدعم السينمائي، انتشار وتسويق الفيلم المغربي عربياً ودولياً، تطور استراتيجية القطاع.. إلى غيرها من انشغالات الحقل السينمائي المغربي .