الخبر صاعق ،الخبر جبان، الخبر مؤلم صادم ، الخبر بطعم العلقم هدا الصباح، عزاؤنا واحد في محمد الموفق، الرفيق والصديق والأخ والإنسان وما انتهت حرقة وغصة ملكت العالم على حين غرة. الخبر نافد ولاراد له لكننا من فرط الحب والخوف والجبن نمني النفس بأن يكون الخبر زائفا ولو يتأجل للحظة أو لأيام وحتى ثواني من أجل نكون في اللقاء في موعدنا غير المحدد ، لو ضبط الزمن من جديد وعاد الموفق وعاد حديث البلاد والوطن . بصراحة الموفق وطيبة أخلاقه والوضوح في الفكر والمبتغى، رجل حمل الحلم وحضنه منذ صغره مناضلا وطنيا صلبا ما بدل في صورة الوطن ولا شك في الحلم الجماعي. حكايات ومحكيات طويلة من رفاق الدرب ، عن رجل روض السجن والسجان ولم ينحن أبدا، لم يكن أبدا يسعى لمنفعة شخصية، كان هاجسه النهوض بالحزب من أجل البلد.. وحدوي حتى النخاع، صارم في مواقفه وآرائه.. لا يساوم أبدا.. لا حديث إلا عن إصلاح أوضاع البلد. كان مصرا أبدا « لابد أن يقف العبث. يجب أن تسير البلاد إلى الإمام « . كان يغضب من كل آفة صغيرة ويحلل ويلتقط تفاصيل السياسة. لم يكن يحب الظهور أبدا. أجريت معه حوارا حول الجمعية الجمركية وهو بصدد التحضير لمؤتمرها الأخير، فإذا الحديث كان عن رغبته في عدم التقدم للانتخابات « هناك شباب يجب أن يتحملوا المسؤولية وأنا تعبت. أريد فرصة للراحة». تقلد المسؤولية بكل معاني الإخلاص « أنا في اكادير بسبب مشاكل الجمعية.. أنا في الحسيمة.. الرباط في كل مناطق المغرب». رجلا ظل حاضرا في المشهد السياسي والحزبي لا يتأخر أبدا عن أي اجتماع حزبي من أي نوع.. مشهود له بنزاهته وصدقه من طرف الجميع حين الاندماج الحزبي كان يردد» راحنا هما الاتحاد واش غادين كل مرة نتحدث عن الاندماج راحنا في دارنا». لم يغادر الدار ولن يغادر قلوب وعقول المناضلين. سنظل أخي العزيز سي محمد رغما عنا وعن الزمن الرديء الذي لم تتوان في محاربته، نذكرك دوما وأبدا ها نحن في الموت هنا والظلام في انتظار أن نلتحق بك في الخلد والضوء حيث أنت أيها المخلد. أتعبتني اللغة أخي محمد ولم تسعفني في البوح وقول جملة مفيدة في حقك، فمعذرة لأن البوح غلبني ،ودمع محتقن وأكابر أن لا تنهمر مني أية دمعة لأنك لم تكن تحب ذلك، ولكنها سقطت في أعماقي أخي محمد. أيها الرائع لك كل الحب والاعتذار لأننا لم نمنحك قدر ما تستحق وأنت المتسامح ستظل صورتك تملأ الخيال وتمنحه قوة للصمود لن نكتب بعدك مرثية فلا عزاء لنا فيك غيرك فابتسم كما أنت ليبقى آخر خبر سمحمد مات.