عبر وزير الداخلية امحند العنصر عن أسفه لوفاة الشاب رشيد الشين ، في الأحداث التي شهدتها مدينة آسا،وشدد العنصر في اتصال هاتفي بجريدة الاتحاد الاشتراكي أمس أن مصالح الأمن والقضاء وكذا المجلس الوطني لحقوق الإنسان تجري أبحاثها في النازلة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الوفاة،وبعدها اتخاذ الإجراءات اللازمة طبقا للقانون. وأكد وزير الداخلية أنه تم « تسجيل ممارسات لاعلاقة لها بالاحتجاج السلمي من قبيل إحراق بيوت رجال الأمن ورجال السلطة وكذا الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة, حيث تم إحراق مركز للبريد ومقر للشرطة ونزع العلم الوطني, مشيرا إلى أنها أعمال منافية للقانون ولن تمر دون عقاب عبر القضاء, وأكد الوزير على متابعة كل من يقف خلف الأحداث. وكشف وزير الداخلية بأن المشكل الظاهر في النزاع حول الأرض بين قبيلتين بسبب الحدود حول الأراضي, وأن الوزارة بعثت بلجنة وشكلت لجنة مشتركة لحل المشكل, مشيرا إلى أن مشاكل أراضي الجموع قائمة في جميع أنحاء البلاد ويتم حلها بالحوار, لكن, يضيف الوزير, كل الجهود لحل المشكل قوبلت من طرف بعض المجموعات باستمرار الاعتصام والقيام بأحداث شغب غير مبررة. وبخصوص امكانية ارتباط الاحداث بجهات خارجية, شدد الوزير على ان مصالح وزارته تتابع الأحداث عن كثب. وعلى صعيد آخر علمت الجريدة من مصادر مطلعة بأن الهدوء عاد الى المنطقة وسط انتشار أمني للحفاظ عن الممتلكات العامة والخاصة وكذا منع أي اشتباك بين القبيلتين . وشهدت مدينة آسا مواجهات دامية نتيجة صراع بين قبيلة أيت أوسى وقبائل ايت النص, بسبب نزاع حول أراضي تقول قبيلة ايت أوسى إن لها وثائق تثبت حق التصرف فيها, موروثة عن المستعمر الفرنسي, حيث طالبت قبائل ايت النص بمغادرتها فورا والعودة الى المناطق المحسوبة عليها. ولاحتواء الأزمة تكونت لجنة من الحكماء من قبيلة ايت أوسى التي لها دراية بالمنطقة ومعرفة حدودها الجغرافية, الشيء الذي دفع بتدخل السلطة المحلية لنزع فتيل الازمة قبل اندلاعها, حيث وقع ما لم يكن في الحسبان من خلال دخول ايادي خفية على الخط لتفجير الوضع وتأجيجه وإفشال مساعي التسوية وعدم إعطاء الفرصة لإيجاد حل متفق عليه يرضي جميع الأطراف ورسم الحدود بين القبيلتين. ولإثارة انتباه المسؤولين بمطالب قبيلة ايت أوسى نظمت مجموعة من أبنائها مخيما خارج المدار الحضري وبالمناطق المتنازع عليها, لكن السلطات العمومية امرت بفضه , مما ادى إلى اصطدامات بين أبناء القبيلة والقوات المساعدة والدرك واستعملت فيها القنابل المسيلة للدموع والهراوات والحجارة لتمتد وتنتقل المواجهات إلى المدينة, حيث خرج عدد كبير من المواطنين في خطوة تضامنية حولت مدينة آسا الى ساحة مواجهة سقط على إثرها شاب كان قيد حياته يسمى رشيد الشين, كما جرح عدد آخر. المواجهات زرعت الرعب في صفوف الساكنة,خاصة الأطفال والنساء , وأدانتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تقرير أولي حول أحداث مخيم تيزيمي ومدينة آسا, كما أدان منتخبو المدينة في بيان حصلت الاتحاد الاشتراكي على نسخة منه التدخل الذي وصفوه بالوحشي و غير المبرر, كما تضاربت الأنباء حول مقتل الشاب الشين البالغ من العمر 20 سنة.وقد نفت عمالة آسا في بيان لها ما تداولته بعض وسائل الإعلام أن الشاب سقط إثر رصاصة, إذ تؤكد عائلة الضحية ومعها فعالية المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والمنتخبون وأبناء قبيلة آسا أن الشاب سقط بفعل رصاصة أطلقت عليه على مستوى البطن فارق على إثرها الحياة،كما حمل المسؤولون وعلى رأسهم عامل الاقليم المسؤولية الكاملة لما يجري, كما فتحت النيابة العامة تحقيقا في الموضوع.