كاد سيناريو أحداث إكديم إزيك الدامي الذي وقع قبل ثلاث سنوات بضواحي العيون أن يتكرر صبيحة أول أمس الاثنين بضواحي مدينة أسا الزاك جنوب المغرب فقد تطور خلاف إمتد لأزيد من أسبوعين حول ترسيم الحدود الترابية و نشب بين قبيلتين متجاورتين الى أحداث عنف خطيرة في حين سجلت حالة وفاة لدى شاب من المدينة لا زالت المعلومات متضاربة في شأن ظروف و أسباب مقتله في الوقت الذي لا تستبعد مصادر العلم تدخل عناصر إنفصالية تعمدت إشعال الوضع بالمنطقة و إستثماره إعلاميا لاحراج المغرب في الوقت الذي ما زال الوضع الأمني بالاقليم مرشحا للمزيد من التصعيد في الوقت الذي تتحدث مصادر حقوقية عن تعزيزات عسكرية حلت بالمنطقة و عن فرض حظر التجوال و تنفيذ مداهمات و إعتقالات في صفوف شباب من المدينة . و أكد عضو بالفرع المحلي للعصبة المغربية لحقوق الانسان للعلم أن الهدوء النسبي عاد للمدينة في أعقاب يوم كامل من المواجهات العنيفة التي إنطلقت مع فجر أمس الاثنين و إستمرت الى حدود الساعة التاسعة من ليلة الثلاثاء و أضاف نفس المصدر أن القوات الأمنية باشرت عملية مداهمة للبعض البيوت و تم تسجيل حالة إعتقال شاب على الأقل من المدينة يبلغ من العمر 16 سنة . و أبرز المسؤول الحقوقي إلا أن الشرارة التي أطلقت فتيل المواجهات تمثلت في لحظة تدخل فرق الدرك و القوات المساعدة لترحيل معتصمين في الوقت الذي كان هؤلاء المعتصمين في أرض خلاء قد شرعوا فعليا في فك خيام نصبوها قبل أزيد من أسبوع بعد حلول لجنة مركزية و تمكنها من إحتواء تداعيات مشكل الصراع الترابي بين قبيلتين . و كشف ذات المصدر للعلم أن مصير جتة شاب سقط ضحية المواجهات ما زال مجهولا و أن منظمات حقوقية ما زالت تتفاوض مع السلطات في ظروف تسليمه لعائلته التي يبدو أنها تطالب بتحقيق دولي حول ظروف مقتله . و إنطلقت شرارة المواجهة التي إنتقلت بسرعة الى شوارع مدينة أسا بعد أن عمدت السلطات الأمنية الى التدخل لتفكيك مخيم مشكل من أزيد من 500 خيمة كان عناصر قبيلة أيت يوسي قد نصبوه بموقع الأرض المتنازع عليها مع قبيلة أخرى أيت لنصاص على بعد 30 كلم شمال آسا و المعروف بتيزيمي . و تفيد مصادر العلم أن القوات الأمنية المكونة من الدرك و القوات المساعدة تدخلت في أعقاب حلول لجنة من وزارة الداخلية قبل أيام بالمنطقة و توصل ممثلي القبيلتين الى إتفاق بالتراضي على هدنة يتم بموجبه تفكيك إعتصام قبيلة آيت أوسي و رفع الخيام التي نصبتها بالموقع . إلا أن تطورات أشعلت الخلاف من جديد و هو ما حذا بالقبيلة المعتصمة الى رفض تنفيذ قرار الاخلاء ما دعا السلطات الأمنية الى التدخل بعنف فجر أول أمس الاثنين لتفكيك المخيم بالقوة لتنتقل شرارة المواجهات الى وسط مدينة أسا الزاك التي شهدت شوارعها حسب تقارير حقوقية إصطدامات قوية بين قوات الأمن و المواطنين المحتجين على قرار تفكيك المخيم . و في خضم الانفلات الأمني سجلت حالة وفاة شاب ينتمي للقبيلة المحتجة و يدعى الشين رشيد ولد المامون و تضاربت المعلومات حول ظروف مقتله ما بين مدع بأنه نتيجة لطلق ناري و قائل بأنه ضحية طعنة آلة حادة . و نفت أمس وزارة الداخلية ممثلة في عمالة الاقليم بشكل قاطع أن تكون قوات حفظ الأمن قد استخدمت الرصاص الحي خلال تدخلها لمواجهة أحداث الشغب التي عرفتها المدينة، وذلك خلافا لما ذكرته بعض المواقع الالكترونية بأن شابا لقي حتفه اثر إصابته بالرصاص الحي. وأبرزت العمالة، في بلاغ لها، أنه عثر على جثة الشاب المتوفى بأحد شوارع المدينة وقد أصيب بآلة حادة من الخلف على مستوى القلب، مذكرة بأنه تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة لتحديد ملابسات هذا الحادث. وذكر بلاغ عمالة أسا الزاك وذكر أنه "على خلفية النزاع العقاري مع قبيلة ايت ابراهيم (التابعة للمجموعة القبلية ايت النص)، قامت مجموعة من قبيلة أيت اوسى بمعاودة الاعتصام يوم الاثنين 23 شتنبر بمنطقة تيزمي، التابعة لجماعة تويزكي إقليم اسا الزاك". وأوضحت العمالة أنه "حفاظا على النظام العام، تدخلت القوات العمومية لفض الاعتصام المذكور بطريقة سلمية"، مؤكدة أنه "ومباشرة بعد ذلك، أقدم أشخاص ملثمون يحملون أسلحة بيضاء بوضع متاريس بالشارع العام، وسط مدينة اسا معرقلين بذلك حركة السير والجولان، كما قاموا بتخريب وإحراق بعض المباني العمومية والممتلكات العامة والخاصة". وأشار المصدر إلى أن هؤلاء الأشخاص شرعوا "في رشق قوات حفظ النظام بالحجارة مما خلف إصابات متفاوتة الخطورة بين أفرادها، وهو ما اضطرها إلى التدخل لحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم وإقرار النظام طبقا للقوانين الجاري بها العمل".