قُتِل شاب وجُرِح عشرات آخرون، من بينهم عناصر من القوات العمومية، هذا اليوم بمدينة آسا الزاك بالجنوب المغربي، في مواجهات بين بعضٍ من ساكنتها وقوات الأمن، بسبب تدخل هذه الأخيرة لتفكيك مخيم لقبيلة "أيت أوسا" الموجود على بعد أكثر من 30 كيلومتر على الطريق المؤدية إلى كلميم، حيث خرجت جموع من ساكنة آسا للرد على ما رأته تدخلا عنيفا بحق قاطني المخيم، لتتطور الأحداث إلى مواجهات خطيرة بين الطرفين. وحسب مسؤولين بالفرع المحلي للعصبة المغربية لحقوق الإنسان، فتفريق المخيم الاحتجاجي بدأ مع الساعة الرابعة صباحا، وتم بطريقة عنيفة رغم أن قاطنيه كانوا في غالبيتهم شيوخا وأعيانا، حيث استخدمت القوات العمومية القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.. وفي حدود الساعة الثامنة صباحا، وفقا لذات الرواية من نفس المصدر الحقوقي، لمّا وصلت أخبار تشتيت المخيم إلى ساكنة آسا، بدأت المواجهات الدامية التي عرفت تواجد أزيد من 400 سيارة أمنية، لمحاصرة محتجين استعملوا أسلحة بدائية. وزاد ذات الحقوقيّين المنتمين لLMDH لهسبريس، أن خطورة المواجهات حتّمت على الأسر إخراج أبناءها من مدارسهم وعلى أصحاب المحلات التجارية إغلاقها، متحدثا عن أن القوات العمومية اقتحمت بعضا منها ونهبت محتوياته كما استعملت قنابل مسيلة للدموع تجاوزت مدة صلاحيتها، وقامت بمداهمة مجموعة من المنازل لاعتقال العشرات من أبناء المدينة.. ودائما وفق تعبيرات متطابقة لنفس المصادر. الحسين أقبي، شاهد عيان وحقوقي من نفس التنظيم، أكد لهسبريس أنه كان حاضرا لدى وفاة الضحية الوحيدة حتى الآن في هذه المواجهات، مفيدا أن ما تداولته وكالة المغرب العربي للأنباء، بناء على مصدرها من "السلطات المحلية" بخصوص تسبب آلة حادة في مقتل الشاب، أمر خالٍ من الصحة:" بينما كان الهالك يحاول الهرب من قبضة القوات العمومية، أصابته هذه الأخيرة برصاص مطاطي على مستوى الظهر، وقد تسبب تأخر سيارة الإسعاف في فقدانه لكميات كبيرة من الدم، عجّلت بوفاته في المستشفى" يقول المتحدث ذاته. وزاد أقبي أن المواجهات عرفت إحراق سيارات أمنية، والهجوم على ثكنة عسكرية، وكذا رشق مبنى عمالة الإقليم بالحجارة، مشيرا إلى جرح أزيد من 40 عنصرا أمنيا، مقابل عشرات من شباب المدينة، الذي فضل الكثير منهم، البقاء بمنزله وعدم التوجه إلى المستشفى المحلي خوفا من الاعتقال. ويعود أصل المخيم الاحتجاجي، الذي تم تفكيكه بمنطقة "تيزمي"، إلى خلاف بين قبيلة أيت أوسا وقبيلة أيت النص على ترسيم الحدود الترابية لكل منهما، وأيضا إلى تنازع على منطقة البرج في جماعة الفاصك، حيث تتهم الأولى الثانية بالترامي على أراضيها.. وقد كانت هناك محاولات صلح من طرف الدولة التي أوفدت لجنة لمتابعة الملف، إلا أن تدخلا للقوات العموميّة، يوم السبت الماضي، تسبب في تعليق المفاوضات بين الطرفين. * صور آسَا بريسْ