عرفت مدينة أسا، مساء يوم أول أمس، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين من تلاميذ التعليم الثانوي التأهيلي ورجال ونساء المدينة وبين قوات الأمن التي عمدت في تفريق المتظاهرين بمركز أسا وأحيائها، إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع بكثرة حتى صارت سماء أسا ملبدة بالأدخنة من جراء تلك القنابل واحتراق الإطارات المطاطية التي أشعلها المتظاهرون ووضعوها كمتاريس بكل المنافذ والممرات للحيلولة دون وصول قوات الأمن إليهم. هذا، وأسفرت المواجهة عن اعتقال بعض المتظاهرين، وجروح مختلفة في وسط الجانبين، كان أخطرها تلك التي لدى مدير إعدادية المسيرة الخضراء مبارك الشلح، الذي نقل على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي لتلقي الإسعافات الضرورية، هذا فضلا عن تعرض أحد الموظفين للضرب من قبل قوات الأمن بالشارع العام، ولولا تدخل باشا مدينة أسا الذي انتشله منها لأصيب بجروح بليغة. وحسب مصادرنا من هناك، فالأحداث اندلعت حوالي السادسة مساء من ذات اليوم، بالثانوية التأهيلية عقبة بن نافع من قبل تلامذتها الذين نظموا وقفة احتجاجية في سياق مطالبهم الطلابية المحضة، لكن في حدود الساعة السادسة قرروا الخروج بالمظاهرة إلى خارج الثانوية، لكن قوات الأمن باغتتهم وفرقتهم أمام الثانوية. لكن التلاميذ سرعان ما قطعوا الحي الإداري حيث توجد ثانويتهم شمال المدينة، في اتجاه مركز أسا، فانضم إليهم تلاميذ ثانوية علال الفاسي ثم سكان أسا من رجال ونساء وشباب، فشكلوا مظاهرة كبيرة أغلقت كل المنافذ المؤدية إلى مركز مدينة أسا وأشعلوا النار في الإطارات المطاطية ووضعوا متاريس من الأحجار وغيرها، مما اضطرت معه قوات الأمن إلى التدخل في الساعة السابعة مساء لإزالة المتاريس وتفريق المتظاهرين الذين رفعوا شعارات مختلفة ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، قبل أن يصطدموا بها. وبعد تدخل قوات الأمن المكونة من القوات المساعدة والدرك الملكي وقوات التدخل السريع على محورين من جنوبالمدينة وشمالها، لتطويق المظاهرة بمركز المدينة، اندلعت بعد ذلك الأحداث، بحي تيحونة وشارع الزاكَ وشارع العوينة وحي كولومينا، ولم تخمد الأوضاع إلا في حدود العاشرة والنصف ليلا، بعد استعمال القنابل المسيلة للدموع. وذكرت ذات المصادر أن هذه المواجهات العنيفة تركزت كثيرا في شارع العوينة الذي انسحبت منه قوات الأمن مرتين تحت وابل من الحجارة من كل الاتجاهات، وكذا بشارع الزاكَ الذي استمرت فيه المواجهات بين هجوم وفرار، لم تفلح معه تلك القوات في اختراق الحواجز للتوغل إلى داخل الحي الذي غطته الأدخنة. كما اندلعت مواجهات عنيفة بحي تيحونة، استعملت فيها القوات الأمنية الغازات المسيلة للدموع، فيما استعمل المحتجون الذين كان أغلبهم ملثمين ، المقالع وبعض الزجاجات الحارقة إضافة الى المتاريس، حيث كانت تعينهم النساء بالزغاريد والماء والبصل «المضاد الشعبي» للغازات المسيلة للدموع. هذا، واستبعدت عدة مصادر متطابقة أن تكون للأحداث والمظاهرة علاقة باعتقال الإنفصالي سالم التامك المتهم بالعمالة والخيانة، بل أرجعت الأسباب إلى ما عرفته بالدرجة الأولى المظاهرة العارمة التي عرفتها أسا يوم الإثنين 16 نونبر الجاري، بعد تظاهر تلاميذ ثانوية عقبة بن نافع وعلال الفاسي على إثر خلاف بين التلاميذ ومدير ثانوية علال الفاسي وطاقمها الإداري، تطور إلى مشاداة بين الطرفين أسفرت عن جرح أستاذة، ليتم بعدها اعتقال ثلاثة تلاميذ من ذات المؤسسة. فيما ذهبت مصادر أخرى إلى أن سبب الأحداث هو المعلومات التي تسربت عن جهات مسؤولة من كون إقليم أسا والزاكَ سيفصل عن المحبس، الأمر الذي رفضته قبيلة أيت أوسى، وهذا ما يفسره كذلك بيان شيوخ القبائل والمنتخبين والأعيان الصادر، يوم أول أمس، بعد اجتماعهم المنعقد يوم الأحد 22 نونبر، بمنزل رئيس جماعة تويزكي، والذي أعلنوا فيه رفضهم المطلق لفصل منطقة المحبس عن الإقليم، وأكدوا عدم تنازلهم عن أي شبر من المجال الترابي لقبيلة أيت أوسى الممتد بالصحراء إلى غاية«بير لحلو». إفشال محاولة جزائرية لإشراك ممثل عن بوليزاريو بمؤتمر شبابي عربي ببيروت محمد الطالبي فشلت الجزائر مرة أخرى في فرض ممثل لصنيعتها البوليزاريو لحضور أشغال ملتقى الشباب العربي الذي يقام بالعاصمة اللبنانية بيروت. وتصدى أعضاء الوفد المغربي لهذه المؤامرة بعدما تبين أن أحد الأشخاص المدعو الوالي موسى والمقيم بشكل دائم بالجزائر، ويحمل جواز سفر جزائري، حاول التوقيع في وثائق الحضور باسم شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، وهو التنظيم الذي تم تجميد عضويته إثر اللقاء الذي التأم سابقا في ليبيا باستضافة من حركة شباب اللجان الثورية. وعلمت الجريدة ان الوفد الشبابي المغربي المكون من الشبيبة الاتحادية والشبيبة الاستقلالية والشبيبة الاشتراكية وحركة الشبيبة الديمقراطية والشبيبة العاملة والشبيبة الشغيلة، مؤازرا بوفود 12 بلدا مشاركا في أشغال المؤتمر، رفض بقوة حضور هذا الشخص الجزائري للمؤتمر مما جعل الوفد الجزائري يبقى معزولا في الدفاع عن عضو منه، يحاول منحه صفة فقط من أجل التشويش والدعاية الرخيصة ضد المغرب. من جهته صرح عبد الرحيم مراد رئيس الجامعة اللبنانية الدولية ورئيس حزب الاتحاد لوكالة المغرب العربي للأنباء «أن المدعو موسى الوالي حضر بوثائق جزائرية وضمن الوفد الجزائري، وشدد المسؤول على احترام المغرب مؤكدا انه «لا نرضى أبدا بأية إساءة الى مصالح المغرب، وكل ما يمس هذا الأخير يمس لبنان ونحن متفهمون لموقف المغرب».