عاشت مدينة اليوسفية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين محطات نضالية من خلال المسيرات التضامنية التي جابت شوارع المدينة، والوقفات الاحتجاجية التي حج إليها مختلف المواطنين شيبا وشباب رجالا ونساء وأطرتها الفعاليات الحقوقية والسياسية والنقابية والجمعوية وشارك فيها مختلف تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية حيث رفعت فيها شعارات مناوئة للإمبريالية والصهيونية العالمية والغطرسة الإسرائيلية أمام المنتظم الدولي. وبمدينة الرباط نظم عدد الفنانين والمبدعين المغاربة وقفة تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. وبتازة خرج المئات من تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بسلكيها، في تظاهرات تضامنية عفوية حول ما يقع من تقتيل وإبادة في حق أبناء الشعب الفلسطيني، إذ طافت طيلة صباح أول أمس الثلاثاء، شوارع المدينة وفي المساء، مرددين شعارات تضامنية مع أطفال غزة وفلسطين، حيث تجولت شوارع المدينة سيول تلاميذية متدفقة عجزت معها السلطات الأمنية، على اختلاف أنواعها، عن ضبط مسارها، وكانت بعض المناوشات تقع بين الفينة والأخرى مع رجال الشرطة الذين فقدوا أعصابهم، جراء الركض خلف المتظاهرين ومحاولة تفريقهم، إذ كادت هذه التظاهرات العفوية أن تتحول الى ما لا تحمد عقباه، حيث تم تكسير زجاج أربع حافلات للنقل الحضري لمدينة تازة، وكانت محاولات تفريق رجال الأمن للتظاهرة تقابل بالصفير والاحتجاج عقب كل مطاردة، خصوصا عندما تعرض مراسل جريدة «الاتحاد الاشتراكي» للاستفزاز من قبل بعض عناصر الأمن بزيهم الرسمي أثناء أدائه لمهمته الصحفية في تغطية هذه التظاهرة، إذ تم تكسير آلة تصويره ولم يتوانوا في استفزازه بألفاظ نابية أمام مرأى ومسمع المتظاهرين، لثنيه عن تصوير تدخلاتهم العنيفة تجاه التلاميذ المتظاهرين بين الفينة والأخرى. وبفاس ومع انطلاق التحركات الشعبية بمدينة فاس صباح أول أمس الثلاثاء والتي مرت بشكل سلمي، تعبيرا عن تضامنها مع قطاع غزة وتنديدها باستمرار العدوان الإسرائيلي، سرعان ما اندلعت في مساء نفس اليوم مواجهات بين رجال الأمن والمتظاهرين الذين انطلقوا في مسيرات غاضبة بعموم شوارع وأزقة وأحياء المدينة التي شهدت حدوث أعمال شغب خاصة بالأحياء الشعبية التي تعرف كثافة سكانية هائلة، حيث عمد المتظاهرون إلى رشق رجال الأمن وسياراتهم بالحجارة، مما تسبب في إصابة 6 أفراد من قوات الأمن بجروح متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى مستشفى الغساني، كما أصيبت العديد من سيارات رجال الشرطة والقوات المساعدة بأضرار بليغة وتكسر زجاج واجهاتها الأمامية والخلفية، وذلك بالرغم من تجهيزها بالشبابيك الحديدية الواقية، شأنها في ذلك شأن دراجات رجال الأمن والتي تعرضت للتخريب بعد أن لاذ أصحابها بالفرار، والذين حاصرهم المحتجون الغاضبون بأزقة الأحياء الشعبية الضيقة. هذا ولم تسلم حتى السيارات الخاصة من التخريب بعد أن أمطرها المحتجون بوابل من الحجارة، خاصة بأحياء منطقة عين هارون الآهلة بالسكان وحركة السيارات وطريق صفرو التي أجبر بها رجال الأمن على إطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد أن فشلوا في السيطرة على تحركات الأمواج البشرية التي لم يكونوا يدرون من أين تتدفق.