"أين برزت مشكلة الحجاب الإسلامي في سنة 1989؟"، هو ذا السؤال الذي كانت شركة الجبن "البقرة الضاحكة" تضعه داخل غلاف أحد منتجاتها المقترح على شكل مكعب. والسؤال يحيل بالطبع على قضية الطفلتين فاطمة وليلى اللتين توقفتا عن الذهاب إلى ثانوية مدينة كروي الفرنسية، في 1989، بسبب وضعهما الحجاب. ورغم أن الشركة العملاقة، التي توزع أجبانها في 120 دولة في القارات الخمس، قد سحبت السؤال هذا من منتوجها منذ عام 2010، فإن الموقع الإسلامي الفرنسي "الكنز" قاد حملة إلكترونية منذ يوم السبت 24 غشت الجاري ضد ما اعتبره مسا بالإسلام والمسلمين من طرف "البقرة الضاحكة" واستفزازا لمشاعرهم، حاشدا التوقيعات ضد "البقرة الضاحكة" ومطالبا إياها بالاعتذار. وإذا كان السؤال المرفق بمكعب الجبن يدخل ضمن استراتيجية الشركة الترويجية التي تقترح على مستهلكي منتوجها "تنمية ثقافتهم العامة"، فإن موقع "الكنز" اعتبره محملا بقسط وفير من "الإسلاموفوبيا"، واقترح على مريديه خطة قصد دفع الشركة إلى الاعتذار. وتجسدت الخطة المقترحة في أربع خطوات: إما مقاطعة المنتوج، أو الاتصال بالشركة الأم وفرعها في بلد المواطن الغاضب عبر الهاتف والبريد الإلكتروني للتعبير عن الشجب، أو اقتراح أسئلة "بغيضة" مماثلة على الشركة أو كتابة تعاليق سلبية في صفحتها الرسمية في الفيسبوك. ألم تجد "البقرة" حدثا آخر في سنة 1989 لتنمية معارف مستهلكي مربعها العامة غير واقعة تندرج تحت يافطة المنوعات حدثت في مدينة لا يعرف موقعها إلا سكانها ومصالح وزارة داخلية باريس، والباحثون المختصون في جغرافية فرنسا؟ تساءل الموقع. لماذا اختزلت العام ذاك في ما حصل لشابتين كانتا تبلغان من العمر حينها 12 و14 سنة، متجاهلة أحداثا أساسية ومفصلية ميزت السنة تلك من قبيل فتح جدار برلين أو سقوط ديكتاتورية نيكولاي شاوسيسكو؟ أياما قليلة بعد انطلاق الحملة، اضطرت "البقرة الضاحكة" إلى تقديم اعتذارها عبر صفحتها الرسمية في الموقع الاجتماعي، كاتبة أنها "توصلت بركام من الرسائل القصيرة المتعلقة بالسؤال حول مشكلة الحجاب الإسلامي"، موضحة أن السؤال سحب من المنتوج منذ 2010 ، ومؤكدة أنها تتحمل مسؤوليتها كاملة في هذا الخطأ. "إننا جد واعين، يقول توضيح الشركة، أن هذا السؤال شكل صدمة "لبعض زبائننا"، وهو سؤال غير ملائم البتة ولا يعكس موقف "البقرة الضاحكة" التي تبوأ قيمها احترام معتقدات وثقافة وقناعات كل واحد مكانة محورية. "..." نؤكد لكم أننا لم نكن ننوي استفزاز أي أحد، ونحن نقدم اعتذارنا الصادق لكل من شعر بالاستفزاز."