بعد مرور أزيد من 30 سنة على زيارة وفد من الأقاليم الجنوبية إلى منطقة أولاد تدرارين جماعة كماسة إقليمشيشاوة ، بعد ما قدم وفد من قبيلة أولاد تدرارين من الصحراء المغربية يضم شيوخ وأعيان القبيلة وجهتهم الرباط لتقديم البيعة، ومنذ ذلك التاريخ زار مجددا المنطقة وفد يضم مجموعة من شيوخ القبيلة المذكورة، هذه المرحلة من الزيارة الأخيرة رافقتها جريدة الاتحاد الاشتراكي انطلاقا من بوجدور إلى منطقة تسمى تورار بجماعة كماسة، هذه المنطقة التي تعتبر المعقل الثاني للقبيلة بعد إقليم بوجدور. الزيارة دامت يومين الهدف منها صلة الرحم وخلق جسور التواصل ونبذ بعض الخلافات التي تنشب بين بعض العشائر المكونة للقبيلة. ومن خلال مواكبتنا للقاء التواصلي وقفنا على العديد من المشاريع والمنجزات التي تحققت بالمنطقة من طرف الدولة التي تعطي لها عناية خاصة ، من خلال عدة مشاريع تنموية أنجزت بمنطقة تسمى تورار ، التي منحها وملّكها المولى الحسن الأول لهذه القبيلة التي هاجرت من إقليم بوجدور وواد الساقية الحمراء بحثا عن الأمان والاستقرار، وكذا البحث عن العشب للماشية . وكانت هذه الهجرة الجماعية الكبرى سنة 1886، حينما زار مولاي الحسن الأول المنطقة وتوقف بمنطقة الطاح وعند عودته رافقته عدة عشائر من قبيلة أولاد تدرارين الأنصار، منذ ذلك التاريخ استقرت بالمنطقة السالفة الذكر لعدة عقود من الزمان، وهذا يدل على الروابط التاريخية بين قبيلة الأنصار والدولة المغربية، وهذا ما يؤكد أيضا وحدة المغرب الترابية من طنجة إلى لكويرة ويكذب أطروحة الانفصاليين المشككين في سيادة المغرب على ترابه. ومن خلال وقوفنا على مجموعة من المعطيات والحقائق التي تؤكد أن هذه المنطقة عرفت تنمية حقيقية بعد ما حرمت منها لعدة سنوات، يقول عيلا عبد السلام نائب رئيس الجماعة: إن منطقة أولاد تدرارين التابعة لجماعة كماسة إقليمشيشاوة ، هي عبارة عن تلال وهضاب محاذية لسلسلة الأطلس الكبير تبلغ مساحتها الإجمالية 120 كلم مربع ، تقطنها أزيد من 8 آلاف نسمة موزعة على 17 دوارا ، يحدها من الشرق إقليمالحوز ومن الشمال ايتمور إقليممراكش، ومن الغرب أولاد مطاع ومن الجنوب منطقة فروكة ، حيث يوجد مقر الجماعة التي تضم في تركيبتها دائرتين انتخابيتين ، تمثلان منطقة أولاد تدرارين. و تعتمد الساكنة على التجارة وتربية الماشية كما تتوفر المنطقة على مساحات شاسعة للفلاحة البورية . أنجزت بهذه المنطقة عدة مشاريع تنموية بعد انتخاب احد أبنائها أوكلت له مهمة نائب رئيس جماعة كماسة، استطاع جلب عدة مشاريع تنموية فاقت قيمتها 7 ملايير من ميزانية الدولة في شكل استثمارات. بدأ بربط المنطقة بالشبكة الكهربائية في إطار كهربة العالم القروي استفادت منها كل الدواوير، كما تم التنقيب عن الماء الشروب حيث تم حفر 8 آبار بعمق مائة إلى مائتين متر وتجهيزها بآلات الضخ وتزويد الدواوير بالماء عبر الصهاريج التي أحدثت مؤخرا بعد ما كانت الساكنة تجلب الماء من دواوير مجاورة. الآن الماء أصبح متوفرا للساكنة. في الجانب التعليمي: تضم المنطقة فرعيتين للتعليم لكل من دوار المختار المركز ودوار فريزم ، تضم عدة حجر للتعليم الأساسي، الشيء الذي شجع الآباء على الدفع بأبنائهم إلى التمدرس بدلا من الدفع بهم إلى الرعي في سن مبكر، حيث أصبح الاقبال والاكتظاظ داخل الحجر بدل التراجع والهدر المدرسي . يوجد بالمنطقة مركزان صحيان بكل من دوار المختار وآخر بدوار فريزم لتقديم الإسعافات الأولية للمرضى وتقديم بعض الأدوية مجانا. كما يتوفر المركزان على سيارة للإسعاف تابعة للجماعة لنقل المرضى والنساء الحوامل إلى أحد المستوصفات بمجاط ، أو إلى مستشفيات مراكش اذا تطلب الأمر ذلك. ولفك العزلة عن العالم القروي تم إحداث طرق فرعية رابطة بين جماعة كماسة بإقليمشيشاوة وجماعة تكركوست إقليمالحوز ، على مسافة طولها 36 كلم عبر دواوير أولاد تدرارين أنجزت منها 10 كلمترات داخل إقليمالحوز، لتبقى 26 كلم تابعة لإقليمشيشاوة، حيث تم الإعلان عن صفقتها يوم 16/07/2013 بمقر عمالة شيشاوة،هذا المشروع الطرقي الهام بسهل التنقل بين مراكشوشيشاوة ويبعث روح التنمية بالدواوير المذكورة التي تمر منها الطريق التي اعطيت انطلاقتها وبرمجتها في عهد حكومة التناوب منذ سنة ألفين. شكل هذا المشروع تحولا جذريا في الحياة اليومية للمواطنين والساكنة عامة. الجانب الديني نال نصيبه من هذه التنمية ، حيث شيد مسجد بدوار المختار يتسع لأزيد من 300 مصلي وتقام به صلاة الجمعة، إذ أصبح قبلة لكل الدواوير المحيطة به . تستفيد ساكنة الدواوير المذكورة من الدقيق المدعم في حصة شهرية يتم توزيعها على العائلات التي تقطن هذه الدواوير ، وخصص لكل 06 أفراد كيس واحد من الدقيق يباع بأثمان في متناول الجميع. هذه المشاريع والمنجزات التي استفادت منها المنطقة وقف عليها الوفد الزائر السالف الذكر أثناء زيارته فى مطلع شهر يوليوز 2013 ، وهي الزيارة التي تركت لديه انطباعا خاصا وارتياحا عم جميع الزوار القادمين من الأقاليم الصحراوية الجنوبية، وتأكد لهم بالملموس مدى اهتمام الدولة المغربية بمنطقة يقطنها أبناء عمومتهم. كما أن هذه المشاريع تشكل ضربة قوية لقيادة البوليساريو التي تدعي أن المغرب لم يحقق أي شيء يذكر للصحراويين داخل المغرب وجنوبه. وفي تصريح لنائب رئيس جماعة كماسة عيلا عبد السلام ممثل القبيلة داخل المجلس، قال لجريدة الاتحاد الاشتراكي:« فى البداية نتوجه بالشكر للجريدة على متابعتها لهذه الزيارة لهذه المنطقة التي عرفت تحولا ملحوظا بفضل تدخل المسؤولين داخل عمالة الإقليم، وكذا مجلس الجهة والمجلس الجماعي، الذين سخروا كل الإمكانيات لتنمية هذه المنطقة . إن المسؤولية تحتم علينا إعطاء الأولوية لمصالح الساكنة، علما بأنها من القبائل الصحراوية المغربية التي ضحت ولبت نداء المغفور له الحسن الثاني القاضي بإشراك وإلحاق كل القبائل الصحراوية بمخيمات الوحدة من اجل المشاركة في عملية تحديد الهوية ، وبعد ما انتهت بعض الأشغال التي تعرفها بعض المشاريع بمنطقة اولاد تيدرارين يركز المجلس الآن اهتمامه على هيكلة واجهة المناطق التجارية المجاورة لمقر الجماعة من خلال تبليطها وتزويدها بالإنارة حتى تصبح نقطة هامة للزوار وعابري الطريق، كون هذه المنطقة هي فلاحية بامتياز ، حيث بدأت تنتعش الحركة التجارية بها »