«تجاهل» الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية الإشارة إلى برقية التهنئة التي بعث بها جلالة الملك محمد السادس إلى المستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت لجمهورية مصر العربية، والتي أعرب فيها جلالته عن تهانيه الخالصة للرئيس المصري المؤقت ومتمنياته له بالتوفيق والسداد في الاضطلاع بهذه المهمة السامية والجسيمة، لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب المصري العريق في غد أفضل، سمته الاستقرار والازدهار والنماء، والوصول ببلاده إلى أعلى مراتب الرفعة والتقدم. ويرى الكثير من المراقبين أن هذا الموقف يكشف عن وجود تعارض بين حزب رئيس الحكومة ورئيس الدولة في تقييم الأوضاع التي تشهدها مصر عقب نجاح انتفاضة الشعب المصري في الإطاحة بالرئيس مرسي، وما يزيد من إضفاء الكثير من الصدقية على وجود هذا التعارض هو إحجام الموقع الرسمي لوزارة الخارجية والتعاون عن نشر البلاغ الصادر عن ذات الوزارة بشأن تطور الأحداث في مصر، مما يدفع إلى طرح التساؤل حول الموقف الحقيقي لوزير الخارجية سعد الدين العثماني من مضامين البلاغ الصادر عن الوزارة التي يشرف عليها. تساؤلات المراقبين تجد شرعيتها في الصمت الذي ركن إليه حزب رئيس الحكومة و تحاشيه إصدار موقف رسمي بشأن الأحداث الجارية في مصر، لكن بالمقابل، فإن تصريحات بعض قياديي الحزب المنددة بما اعتبرته انقلابا عسكريا على ما يعتبرونه الشرعية الديمقراطية، يضاف إلى ذلك بلاغ حركة التوحيد والإصلاح الذي أدانت فيه ما أسمته انقلاب الجيش على شرعية مرسي، فكل هاته التصريحات تعكس الموقف الحقيقي غير المعلن لحزب العدالة والتنمية والذي يتعارض مع الموقف الرسمي لرئيس الدولة. موقف حزب رئيس الحكومة يعكس بما لا يدع مجالا للشك أن الحزب الحاكم لازال مصرا على تغليب مصلحة الانتماء للجماعة على المصلحة العليا للوطن، بحيث يصبح الولاء للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين هو المحدد في اتخاذ القرارات عوض استحضار الانتماء إلى الوطن، وهو الموقف الذي من شأنه أن يضعف موقف المغرب الرسمي و يؤثر سلبا على علاقاته الخارجية و على صورته لدى المنتظم الدولي.