أقر مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس، وبعد معركة تشريعية استمرت أشهر عدة، أول إصلاح لقانون الهجرة منذ ربع قرن من الزمن، مما يتيح لملايين المهاجرين غير الشرعيين، وغالبيتهم من المكسيكيين تسوية أوضاعهم، ناهيك عن تعزيز أمن الحدود بين أمريكا بمدّ - السياج الحدودي - الذي يهدف إلى الحؤول دون دخول مهاجرين عبر الحدود بطريقة غير شرعية بمسافة تبلغ 1126 كيلومترا. جاءت موافقة مجلس الشيوخ على المشروع بأغلبية 86 صوتا ضد 32 وهو ما يزيد عن أغلبية الثلثين في المجلس المؤلف من مائة عضو، لكن يقل بصوتين عن العدد الضروري لممارسة ضغط على مجلس النواب، كما يزال بحاجة لمواءمته خلال الأشهر المقبلة مع النسخة التي يعمل مجلس النواب على إقرارها، كي يقر القانون ويصدره الرئيس باراك أوباما الذي يعتبر من أبرز داعميه، حيث سيمهد الطريق أمام نحو 11 مليون أجنبي يعيشون الآن بصورة غير مشروعة في الولاياتالمتحدة للحصول على الجنسية. ويتيح مشروع القانون، الذي يدعمه الرئيس باراك أوباما، استثمار 46 مليار دولار في صورة تمويل جديد لتعزيز أمن الحدود وتعديل نظام تأشيرات الدخول للولايات المتحدة، كما يسمح بزيادة اليد العاملة وتسييج الحدود الجنوبية - الغربية، ويجبر كل أصحاب الأعمال على استخدام قاعدة بيانات فيدرالية للتأكد من وضع المستخدمين الجدد، وإعادة النظر بنظام الهجرة القانوني لجلب عدد أكبر من الأجانب بموجب إجازات عمل مؤقتة. لكن المشروع يواجه معارضة قوية في مجلس النواب، حيث يعارض كثير من الجمهوريين تقنين وضع الأحد عشر مليون شخص ومنحهم الجنسية في نهاية المطاف. ويقول مؤيدو مشروع القانون إنه لم يحصل على عدد الأصوات اللازم للضغط على مجلس النواب للتحرك، وتتمثل في صوتين المتبقيين ل 70 صوتا. وقال السيناتور الجمهوري - تشارلز جراسلي - إن الفشل في الحصول على العدد المستهدف من الأصوات، وهو سبعين صوتا، يمثل انتكاسة استراتيجية. ومع ذلك قال مؤيدو مشروع القانون إنهم سعداء بنتيجة التصويت، وقالوا إن ذلك يظهر التأييد الواسع غير الحزبي للمشروع ويزيد بثمانية أصوات عن الستين صوتا اللازمة للتغلب على العقبات الإجرائية. كما أشاد أوباما في بيان أصدره خلال زيارته إلى أفريقيا بمصادقة المجلس على مشروع القانون، معتبراً أن هذا الأمر (يقربنا خطوة باتجاه إصلاح نظام الهجرة بشكل نهائي) يذكر أن مشروع القانون مازال يواجه عقبة كبيرة في مجلس النواب، إذ أن غالبية الجمهوريين فيه يعارضون تسوية أوضاع ملايين المهاجرين غير الشرعيين في أمريكا تتضمنهم آلاف من المغاربة .