جدد عبدالرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، تمسك مركزيته النقابية بالتنسيق والعمل الوحدوي بين الفيدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والقول ب«أن للمركزيتين مبادرات في هذا الاتجاه من أجل المصلحة العليا للطبقة العاملة والشغيلة التعليمية»، معتبرا عملية التنسيق خيارا استراتيجيا وقناعة راسخة وثابتة. وفي هذا الصدد، أكد القيادي النقابي أنه لا يخشى من «تحريض جميع القواعد على الضغط على المركزيتين من أجل الذهاب إلى أبعد حد في ترسيخ هذا التنسيق الوحدوي»، وحتى عندما يكون هناك اختلاف بين وجهات النظر أحيانا، يضيف المسؤول الفيدرالي، «يكون الاتفاق بالإجماع كلما تعلق الأمر بالملفات المطلبية وحماية المكتسبات الاجتماعية والحقوق والحريات النقابية». ولم يفت عبدالرحمان العزوزي التعبير عن اعتزازه بدور النقابة الوطنية للتعليم وأنه من بين الذين أسسوا لهذه النقابة، داعيا مختلف مناضليها إلى الحفاظ على المبادئ الأساسية التي أسست من أجلها. جاء ذلك في اختتام حفل فني متميز نظمته الفيدرالية الديمقراطية للشغل بخنيفرة، مساء السبت 15 يونيو 2013، تكريماً لأربعة أفراد من أسرة التعليم أحيلوا على التقاعد، وهم عاشور فريروى ومبارك إشاوي وأحمد لمعلم ومحمد عبود. وقد قام المنظمون باستعمال شاشة ضوئية في استعراض مجموعة من الصور حولهم، كما لم يفت الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتعليم بخنيفرة، علي الفنيش، إبراز ما بذله هؤلاء من مجهودات في سبيل تربية الأجيال، ومساهماتهم في تطوير العملية التربوية والتعليمية، مستعرضا في ذات الوقت الخصال والقيم النبيلة التي يشهد بها الجميع لهؤلاء منذ التحاقهم بقطاع التعليم وإلى حين إحالتهم على التقاعد. المحتفى بهم تقدموا بدورهم بكلمات مفعمة بالشكر والود والأحاسيس العميقة. وبينما تقدم أحدهم بلقطات وخصوصيات من الذاكرة الموشومة، حاول آخر خلق بعض الحميمية والتنكيت في اللقاء من خلال قوله الضاحك أن «لا أحد يخاف من الموت إلا المتقاعد»، وكيف أن «عرس اللقاء أنساهم المشيب والشيخوخة والتقاعد»، ولم يفت فريروى عاشور مثلا مسح كلمته المؤثرة بلمسة ألم وحسرة تجاه المسؤول الإقليمي على القطاع الذي عوض تكريمه على ما أسداه لهذا الوطن وأبنائه التلاميذ، عمد إلى مراسلة الجهات المالية للاقتطاع من أجرته على خلفية مشاركته في وقفة احتجاجية، والأدهى أن قرار الاقتطاع تم في حقه، يقول فريروى، وهو محال على التقاعد. الحفل الفيدرالي المتميز، حضره الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، عبدالرحمان العزوزي، وعضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم، حكيم حيدر، وممثل الجمعية المغربية للرياضيات التطبيقية، حسن العمري، والمكتبين النقابيين الفيدراليين للتعليم بميدلت والريش، وجمع غفير من رجال ونساء التعليم وأفراد من أسر المحتفى بهم، وعدد من المعارف والأصدقاء والفعاليات الجمعوية والنقابية والسياسية بالإقليم، بالإضافة إلى عدد من المفتشين والمديرين وممثلي بعض جمعيات الآباء والأمهات. وقد عاش الجميع الأجواء الاحتفالية الرائعة التي تخللها الغناء والطرب والشعر والترفيه، وتم فيها تقديم لوحة لمجموعة أحيدوس تيغسالين، وميزها الفنان مصطفى شهبوني بمجموعة من أغانيه الرائعة، ثم الشاعر الأمازيغي عبوشي، والثنائي الفكاهي قج مج، بعدها قراءات زجلية وشعرية للزجال المعروف الحاج أمدياز، وهو رجل تعليم من مريرت، والشاعر عبدالعزيز قصير، وهو مدير وعضو السكرتارية الإقليمية للمديرين الفيدراليين. واختتم الحفل بتوزيع هدايا رمزية على المكرمين في جو تميز بالمشاعر الطيبة المتبادلة، وبكلمة الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، عبدالرحمان العزوزي، الذي لم يفته فيها التأكيد على أن «المناضلين لا يتقاعدون لأنهم أساتذة للشباب، والشباب سيستفيد من تجاربهم النضالية وخدماتهم النبيلة»، ومهنئا المحتفى بهم على ما بذلوه طوال مشوارهم المهني.