لا صوت يعلو على صوت نباح الكلاب الهائمة بشوارع وأزقة مدينة وزان. وحده نباحها يكسر صمت ليل وزان الغارقة ساكنتها في نومها. ووحده انتشارها بكثافة لا تتصور يؤثث فضاء دار الضمانة. الكلاب تجوب المدينة طولا وعرضا، معرضة حياة المواطنين من كل الأعمار وخصوصا الأطفال والنساء لكل المخاطر. تصادفها في شارع محمد الخامس تتناول وجباتها اليومية من قمامات الأزبال الموضوعة بشكل عشوائي في قلب المدينة. من حق ساكنة وزان أن تبكي على الماضي التليد لدار الضمانة ، ففي زمن شح إمكانيات الجماعة الحضرية كانت هذه الأخيرة ترصد غلافا ماليا موجها لمحاربة الكلاب الضالة، وكان يتكلف بهذه العملية موظف من الجماعة الذي يا ما صادفناه متأبطا بندقيته التي يمسح بها من الوجود هذه الحيوانات التي تنقل الأمراض إلى كل إنسان احتك بها أو اقترب منها لأنها لا تخضع للمراقبة الصحية .