وفاء للمرحوم »الحاج مولاي الجيلالي الزكراوي« الذي سيظل حيا في قلوب الناس، أبي الجعد تستعد لتكريم هذا الرجل الذي فقدته.. - اليوم أشياء كثيرة تغيرت في مدينة أبي الجعد، والكثير من الناس ظلوا يعيدون شريط ذكريات هذه المدينة القابعة بين النسيان والصمت واللامبالاة والصراخ... ماذا تبقى في أبي الجعد اليوم. وراء السحاب الغاضب والأضرحة الشامخة من شدة الذكريات القادمة من سمفونية الإحساس الصادق... هناك، يظل يقف رجال بروحهم الحية، داخل قلب أبي الجعد، رجال ظلت أرواحهم لا تفارق الأزقة الباردة. وهمومها... تركوا كل شيء وظلت صيحاتهم وهمساتهم. تلقي شعاعها على المدينة وأبنائها. ويكاد أهل أبي الجعد لا يختلفون حول رجل واحد، ظل وفيا للمدينة، »المرحوم مولاي الجيلالي الزكراوي« الذي أعطى درسا مثاليا لأهل أبي الجعد في التواضع والشهامة والعمل الإنساني.. وللأسف، فقد تعاقب على رئاسة المجلس البلدي لأبي الجعد، العديد من الأحزاب والألوان، وعرفت المدينة عدة تكريمات لشخصيات من داخل المدينة وخارجها. وطوال هذه السنوات العجاف، ظل المرحوم مولاي الجيلالي في ذاكرة النسيان من طرف القائمين على شؤون المدينة وأعيانها. وهذه ظاهرة قبيحة وعارمؤلم.. في حق رجل عرف بأعماله الإنسانية وظل جنديا مجهولا. لا يريد إلا السترة.. بعيدا عن الظهور.. ولعل مسجد مولاي الجيلالي الزكراوي بأبي الجعد شهادة حية اليوم، في قلوب الذين عاشروا هذا الرجل النبيل، والذين سمعوا عنه الكثير من الأخبار الطيبة والخيرية... فعندما أردت استحضار. أعمال هذا الإنسان، من خلال أناس عرفوه في حياته، فقد وصفوه بالرجل البسيط. والمحبوب من قبل الجميع وصاحب مشاعر طيبة، لا تفارقه الابتسامة،. التي تظهر على وجهه المملوء بالأمل والعمل الجاد... ذلك هو »الحاج الجيلالي« الذي يتسلح بالإيمان الصلب، والخطوة البجعدية القوية التي أعطت الصبر والكفاح.. ووصل إلى عمله الناجح بفضل ثقته الثابتة وحبه للجميع.. وقد استيقظت مؤخرا، صيحات فعاليات المجتمع المدني من أجل تكريم هذا الرجال. الذي طوته سنوات الجهل والإنكار. وقد كنت قد نبهت الى هذا النسيان، الذي يطال المرحوم مولاي الجيلالي. جمعيات داخل المدينة وخارجها.. اعترافا بهذا الرجل الذي ظل يتمتع بخصال إنسانية والأريحية والرأفة.. تجاه أبناء المدينة وتاريخها العريق.. بل إنني اقترحت على المجلس البلدي لأبي الجعد. أن يعمل على إطلاق اسم المرحوم مولاي الجيلالي الزكراوي »على أحد الشوارع الرئيسية، كذلك جاءت من هنا. صيحات المجتمع المدني، لكي يعرف بهذا الرجل الذي ظلت بصماته البيضاء منقوشة في ذاكرة أبي الجعد ، ذكريات هؤلاء الرجال الذين ضحوا بأرواحهم ومواقفهم الإنسانية... فهذا التكريم الذي جاء متأخرا، جعل الإحساس بالذنب والفخر، في قلب واحد، لأن مولاي الجيلالي ليس في حاجة إلى التكريم، فأعماله ظلت شاهدة عليه، و الاعتراف بالجميل، ورد الاعتبار إلى هذا الرجل قد حانت ساعتهما، من لدن المجتمع المدني. كما لا يفوتني أن أشير الي إصدار كتاب يعرف بحياة المرحوم مولاي الجيلالي، وأعماله قبل أن يلفه النسيان. هذا، الرجل الذي عرف بالسماح والعزيمة والتفاني في العمل، واسعاد الناس، والوقوف معهم في السراء والضراء. رحم الله الحاج الجيلالي، وأسكنه فسيح جناته وأسدل عليه شآبيب رحمته ورضوانه. * كاتب صحافي فاعل جمعوي