"رحل عمر وترك لنا شوقا وحزنا، وطيفا يتراءى كلما هممنا بدخول مدرجات كلية الآداب والعلوم الإنسانية" تغطية: محمد كسوة نظمت جمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية لأساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان وكلية الآداب والعلوم الإنسانية يوم الخميس الماضي 13 دجنبر 2012 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال حفل تأبين مؤثر للفقيد الأستاذ الجامعي عمر مديحي أو "با عمر" كما يحلو لأصدقائه أن ينادوه والذي وافته المنية يوم الخميس 05 يوليوز 2012 بعد معاناته مع المرض الخبيث لم ينفع معه علاج ، حيث ووري جثمانها الثرى بمسقط رأسه بمدينة أبي الجعد. حفل التأبين هذا حضره كل من الدكتور بوشعيب مرناري رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان و الدكتور يحيى الخالقي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالنيابة و الدكتور أحمد الزغال عميد كلية العلوم والتقنيات بالنيابة ، إضافة إلى عدد كبير من الأساتذة والإداريين والطلبة وزوجة الفقيد وأبنائه وأقاربه وجيرانه. بعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم و قراءة الفاتحة ترحما على روح الفقيد ، ألقى الأستاذ الفقيه الإدريسي ميسر فقرات حفل التأبين كلمة تقديمية بروحانية تليق بالمناسبة ، أشار من خلالها إلى كون هذا الحفل يأتي تكريسا لتقليد اجتماعي وإنساني دأبت جمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية لأساتذة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال على تكريسه في مثل هذه المناسبات ، وذلك انسجاما مع المقاصد والغايات التي من وحيها انبثقت فكرة تأسيس هذه الجمعية بالذات من حيث المبتدأ والمبتغى بتعاون وتنسيق مع شركائها الأساسيين جامعة السلطان مولاي سليمان وكلية الآداب والعلوم الإنسانية وبعض الأفراد الخارجيين ، مشيرا إلى أن البرنامج يتضمن أربع فقرات أساسية: كلمات رؤساء مؤسسات الجامعة . كلمات ممثلي السادة الأساتذة في الهيئات العلمية والتربوية والنقابية . مشاهدة شريط تسجيلي من إنجاز طلبة شعبة اللغة العربية وآدابها ، وهو شريط يعرض لبعض المحطات المهمة والمشعة من حياة المرحوم عمر مديحي سواء تعلق الأمر بالمجال التربوي والعلمي أو بالمجال الإبداعي والفني ، ليخلص في الختام إلى الفقرة الأخيرة التي خصصت كما جرت به العادة للشهادات والتي تقدم بها ثلة من السادة الحضور ممن كانت لهم صلة من الصلات أو قرابة من القرابات مع المرحوم إما من جهة العمل التربوي والعلمي أو من جهة العمل الفني والإبداعي. وألقيت خلال هذا الحفل المتميز كلمات في مصيبة الموت وفي التذكير بالآخرة وشهادات في حق الفقيد الذي أجمع الكل على أنه كرس حياته للتدريس والفن و الإبداع ومساعدة الآخرين؛ كلمات توقف أصحابها لحظات كثيرة ليتركوا الفرصة لدموعهم وعبراتهم لتعبر عن خوالج أنفسهم عوضا عن العبارات . وفي كلمة وجيزة للأستاذ بوشعيب مرناري رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان شكر ونوه بالقائمين على هذه البادرة الطيبة التي تقوم بها جمعية الأعمال الاجتماعية ، لأن الكل في حاجة ماسة إليها ، مؤكدا أن هذا العمل أخلاقي بامتياز ، و أن هذه اللحظات مهمة لمراجعة ما نقوم به في حياتنا ، ومن أجل توطيد العلاقات وتطهير الأجواء ، فعندما نستحضر ذاكرة أستاذ كان بالأمس معنا تجعلنا نراجع طريقة وإستراتيجية العمل والمعاملات فنوظف ونحافظ على ما نراه إيجابيا وما هو مهم لتوطيد علاقاتنا و تجنب كل ما نراه كان ربما تجاوزه لإنجاح المشروع المشترك الذي يصب في تنمية مجتمعنا . و أشار أنه كانت له مع الأستاذ عمر مديحي انطلاقة مشتركة من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ،وأن المرحوم كان رجل المواطنة بامتياز ولم يسمع عليه إلا الخير ، وأن الأستاذ عمر كان مناضلا بمعناه الإيجابي البناء وكان يدافع بقوة من أجل إحداث قطب جامعي مستقل عن جامعة القاضي عياض بمراكش بمدينة الزيتون بني ملال ، متحسرا على كون هذا النوع من الرجال يصعب تقبل فقدانهم . وذكر بالتكريم الذي تم إحياؤه بنفس المدرج السنة الماضية للأستاذ المرحوم حيث عرف حضورا متميزا ونوعيا ، مركزا على أن التكريم يجب أن يكون في حياة الشخص قبل مماته . مؤكدا أنه بصدد البحث عن إمكانية إعطاء الانطلاقة لما تواعد به مع المرحوم منذ التكريم السابق للأستاذ وهو مشاريع ثقافية تهم المسرح والسينما داخل جامعة السلطان مولاي سليمان أو تكوينات في هذا المجال ، خاتما كلمته المرتجلة بتجديد تعازيه الحارة لأسرة المرحوم. الأستاذ يحيى الخالقي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ألقى بدوره كلمة مؤثرة في حق زميله الفقيد مديحي تحدث فيها في شق أول عن المسار العلمي والمهني للفقيد و في الشق الثاني عن فضائل وأخلاق الأستاذ الراحل . أما عن مساره المهني والعلمي والتكويني فقد ولد "با عمر " يوم 17 مارس 1960 بأبي الجعد (جعيدان ) المدينة القديمة العتيقة مدينة الزاوية والتي سيكون لها تأثير قوي على مساره العلمي والتكويني ، حصل على الإجازة من كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط سنة 1984 ، ومن الرباط انتقل إلى الخرطوم عاصمة السودان حيث حصل على ماجستر من معهد الخرطوم الدولي للغة العربية سنة 1986 بميزة جيد ، والتحق في إطار الخدمة المدنية بالجديدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية من 15 / 09 / 1987 إلى 15 / 09 / 1989 إلا أن عدم معادلة هذه الشهادة جعل الوزارة تتراجع عن هذا التوظيف ، مما اضطر الأستاذ إلى تهيئ دبلوم الدراسات العليا بالبيضاء وحصل عليه سنة 1992 والتحق مباشرة بعد ذلك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال بتاريخ 24 / 02 / 1992 ، وحصل عل شهادة دكتوراه الدولة سنة 2002 ، واشتغل بهذه الكلية بكل اجتهاد وإخلاص وتفان وحياء حتى وافته المنية يوم 05 / 07 / 2012 . أما الشق الثاني وهو المتعلق بخصال المرحوم قدم عميد كلية الآداب بالنيابة شهادة نبل وصدق في حق المرحوم والتي تدل على عمق اللحظات التي تقاسمها الأستاذ مع المرحوم سواء داخل الكلية أو في الحي الذي يسكنه وما اكثر هذه اللحظات ، ف " با عمر " هو الصديق في المهنة والجار بالحي ( حي الامل ) ثم بعد ذلك (حي رياض السلام ) و "هو صاحب الابتسامة العريضة الواسعة التي لا تفارق وجهه البشوش ، كان عمر تلك الشعلة التي تنير اجتماعاتنا ولقاءاتنا ، كان صاحب دعابة وروح مرحة تقبله الله في الصالحين" . الأستاذ عمر مديحي في المحطة الثانية يضيف الأستاذ الخالقي في رياض السلام كان يعاني مع مرضه العضال ، وكلما وجد في نفسه قوة إلا وحضر للصلاة في المسجد ، وكان رحمه الله رجل كلمة ويحمل الهم الكبير وهو هم الثقافة بمختلف أصنافها وأنواعها وألوانها وأشكالها في المسرح والكتابة والرواية والسينما ... وكان ينوي التقدم بمشروع للماستر حول الأدب والسينما ، وكان يشتغل مع الأستاذ بوريما في محترفات المسرح ، وكان يشارك طلبته هذا الهم هم المسرح الجامعي ، كما كان يدرس اللغة العبرية لفائدة طلبة الدراسات الإسلامية واللغة العربية . وأبى الدكتور أحمد الزغال عميد كلية العلوم والتقنيات بالنيابة إلا أن يشارك في فعاليات هذا الحفل التأبيني رغم التزامه بالحضور في جنازة ابن الأستاذ محمد شيكر الذي وافته المنية صبيحة هذا اليوم ، وأكد بحضوره العلاقة الموصولة بين كلية الآداب وباقي المؤسسات التابعة للجامعة ، وشكر المقرئ الذي اختار آيات من سورة الرحمان التي فيها الكثير من العبر عن العلم والموت " كل من عليها فان ويبق وجه ربك ذو الجلال والإكرام " هذه هي حقيقة الحياة وحقيقة الموت . حيث استقي شهادة واحدة من خلال حفل التكريم للأستاذ في السنة الماضية والذي نظمته جمعية الأعمال الاجتماعية والجامعة والذي يربط حقيقة الموت والاستعداد له من خلال العمل ، وهي أن الفقيد وهو في أشد حالات مرضه أمضى اتفاقية شراكة مع الجامعة ووعد بتأطير نخبة من الطلبة في المسرح والسينما وهذا يجسد حديث النبي : " إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها "، و أرجو من الكل أن يكون هذا مبدأ في حياتهم وهو التفاني في أداء الواجبات ، وجدد التعازي لأهل الفقيد ومحبيه ودعا أبناءه بالعمل الجاد والدعاء لأبيهم عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ". أما الأستاذ محمد حواش رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية والثقافية لأساتذة كلية الآداب بني ملال فقد عبر في كلمته عن عواطف ومشاعر إنسانية جياشة تجاه الفقيد ، وهي تدل على علاقة القرب والحميمية التي كانت تجمعهما ، وشكر الحضور على تلبية الدعوة ، متسائلا " ماذا عسانا نقول بعد أن اختطف الموت واسطة عقد هذه المؤسسة ، وماذا عسانا أن نقول بعد أن استل الموت الأستاذ والفنان والإنسان عمر مديحي ، لا نقول إلا " إنا لله و إنا إليه راجعون " " وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً ". وبتأثر كبير أضاف " كان الأستاذ مديحي يطل علينا بوجهه البشوش ويتحفنا بمطارحاته العلمية ، وممارسا هوايته المفضلة المسرح ، موزعا ابتسامته على الجميع ، كان بمثابة الجناح الطائر الذي كانت تسافر عبرها صورة هذه المؤسسة إلى نظيراتها في ربوع الوطن " ، وتذكر كيف يشد الرحال صيف كل سنة إلى مدينة أصيلا ليحضر ويشارك في فعاليات جامعتها الصيفية وسط زملائه وذويه من عشاق الغناء والثقافة . موضحا أن أجمل ما عرفه في " سيدي عمر مديحي " هو عشقه الدائم لمدينة أبي الجعد ، فلا تكاد تتبادل معه أطراف الحديث حتى يفاجئك بقصة مشوقة تحكي شطرا من حياته من طفولته أو شبابه بهذه المدينة ، فقد كان شغفه بها لا يعرف الحدود . وأضاف أن المرحوم كان يمتع الجميع أساتذة وطلابا وعموم الناس بروحه الخفيفة المرحة ،حيث كان يؤدي درسه الجامعي بحنكة واقتدار ، ويملك وحده سر الجمع بين الجدية وفكاهة الفن الساخرة ،و رفض نمطية الأستاذ الجامعي لكن دون التفريط في رسالته النبيلة في تكوين الطلبة والإسهام إلى جانب زملائه في تخريج الباحثين . وأما صبره على البلاء واحتسابه الأجر على الله فذلك هو حبل الله المتين الذي ظل يتغذى منه المرحوم إلى أن التحق بربه الكريم . وفي نفس السياق أبرز الأستاذ إبراهيم تاكات رئيس شعبة اللغة العربية و آدابها أن الفقيد يتميز بخصلتين عظيمتين الأولى : أعطاه الله تعالى موهبة المحبة للناس كل الناس ، إذلا يعرف معنى الكراهية ، وكان وجدانه مليئا بالمحبة ويحكي عن الأشياء بالمحبة ، وما سمعه يضيف يتحدث عن أحد بالطعن أو الحقد أو ... ولذلك كرم في حياته مرات عديدة بهذه المدينة وبمدينة أبي الجعد وقد ورث المحبة من بيته ، حيث نشأ في بيت لا يعرف إلا المحبة . والخصلة الثانية : كانت فيه عزة نفس عالية ، كان الأستاذ قريبا من طلبته بالمزج بين المرح والفكاهة والجد والعزة ، وقد ورث ذلك من أبيه ، وكان يتميز بخصال كالحب والتسامح والتعايش والحلم ونكران الذات وغيرها من الصفات التي لا أحد يجادل بشأنها كلما ذكر هذا الاسم اسم عمر مديحي . وفي كلمة شعرية شاعرية مؤثرة في حق المرحوم ألقاها الأستاذ محمد بلشهب الكاتب العام للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي أوضح من خلالها أن المرحوم عمر مديحي كان كريما حكيما حليما أنيقا محبا للرياضة والمسرح والسينما والإبداع ، كان حبيبا لزوجته ، حبيبا لابنيه حبيبا لمدينة أبي الجعد... ملفتا النظر أن لهذا اليوم التأبيني بلاغته وهي بلاغة الذكر ، ومحاولة تسليط الأضواء الكاشفة على حياة المرحوم وعلى بعض الأغوار ممن احتك بع عن قرب . أما الأستاذ عبد الرفيق بوركي عن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي فقد ذكر جرأة وعفوية المرحوم ،وكيف كان يساهم في إنضاج الرؤى ، و يقبل الاختلاف في كل شيء إلا في كرامة الأستاذ ، يتعاون ويتعايش مع كل مكونات المؤسسة من أجل إنجاح مشاريع المؤسسة على الوجه الأكمل . وقد حملت شهادته في حق المرحوم معاني سامية لكونه كان دائما قريبا من المرحوم ، حيث طفحت شهادته بكثير من التجارب التي تقاسماها معا ، وهي تجارب إنسانية بامتياز والدموع التي سالت من عينيه هي دليل على هذا القرب ، فالمرحوم عمر مديحي لم يكن إنسانا وأستاذا ومبدعا ومسرحيا فقط ولكنه كان كذلك مناضلا نقابيا بكل ما في الكلمة من معنى ، فصفة التجرد من ذاتيته ومصلحته الخاصة هي التي طبعت علاقته بكل الأقارب والأصدقاء . فيما ذكر محمد نصيحي الكاتب العام لجمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي كلية الآداب بني ملال في كلمة مختصرة بقوله تعالى :" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". بعد ذلك تم عرض شريط قصير يعرض و يوثق لبعض المحطات من حياة المرحوم " با عمر " من إنتاج طلبة شعبة اللغة العربية وآدابها . ليفتح المجال بعد ذلك أمام الشهادات حيث طرح محمد الحجام رئيس تحرير جريدة ملفات تادلة من خلال استعراضه لشهادته في حق المرحوم سؤالا كبيرا حول ما الذي يميز المرحوم عمر مديحي ليحتفى به ويكرم حيا وميتا وينال كل هذا التقدير ؟ فأجاب بأن عمر مديحي هو إنسان نوعي والنوعي يقابله الإنسان الكمي ، فعمر مديحي يضيف كان متعددا ، كان رجل مسرح وسينما وإبداع وشعر وصحافي ( عضو هيئة تحرير جريدة ملفات تادلة ) . فقد كان " حبه يضيف ذو مضمون عقلاني وكان علمه ذا مضمون وجداني ، تجد الحب في العلم وتجد العلم في الإبداع ، كان بسيطا وعظيما ، كان يشعرك بأنك عظيم " ، وتوجه بطلب لرئاسة الجامعة وعمادة كلية الآداب من أجل التعاون مع جريدة ملفات تادلة لطبع بحث المرحوم وإخراجه في طبعة جيدة وهو الطلب الذي رحب به رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان . أما أحمد إمام صهر المرحوم فقد اختار أن تكون شهادته في حق الفقيد قصيدة شعرية ألقاها بالمناسبة كلها إشادة بأخلاقه العالية وصفاته وشمائله . كما أدلى عبد المجيد زياد نائب عميد كلية العلوم أدلى بشهادة مؤثرة لأنه صاحب المرحوم في أدق مراحل مرض المرحوم وعلاجه. وتعاقبت بعد ذلك كلمات وشهادات عديدة في حق الأستاذ الفقيد استحضر فيها أصحابها صفحات متميزة من حياة الراحل ، وأجمعت كلها على تفاني المرحوم عمر مديحي قيد حياته في القيام بواجبه أحسن قيام كما عرف بين أصدقائه وذويه وجيرانه بسماحة أخلاقه وعلاقته الطيبة مع الجميع ، حيث وهب راحته وصحته من أجل خدمة الأجيال الصاعدة ، كما أنه كان نموذجا للعطاء بدون ملل ولا كلل.