صدر عن دار الفارابي ببيروت كتاب جديد في الفلسفة السياسية من منشورات الرابطة العربية لأكاديمية الفلسفة (2013)، يحمل عنوان «الفعل السياسي بوصفه ثورة: دراسات في جدل السلطة والعنف عند حنة آرنت»، من تنسيق إشراف وتنسيق: الدكتور علي عبود المحمداوي، وتقديم شوقي الزين، وإعداد مجموعة من الباحثين الشباب في حقل الفلسفة السياسية من مختلف البلدان العربية. ويروم هذا الكتاب التعريف بفكر الفيلسوفة الالمانية الامريكية حنة آرنت الغائبة في حقل الدراسات الفلسفية العربية، ما عدا بعض المقالات أو الترجمات او الكتب الضئيلة او الرسائل الجامعية التي تنتظر الخروج إلى النور، تأتي هذه المحاولة - كما جاء في مقدمة الكتاب «لتلبّي الحاجة وتضطلع بقراءة في أفكار أرندت من زوايا مختلفة وتشمل مباحث متنوّعة لها علاقة بالفاعلية البشرية وسؤال الحرية ومسألة السياسة والفضاء العمومي ومعضلة العنف والاستبداد بالإضافة إلى مباحث الثقافة والتربية والتاريخ والتراث. في ظل الانتفاضات الحامية الوطيس التي مرّت بها الرقعة الجغرافية العربية ولا تزال تتكبّد هزّاتها الثانوية، ألا تُشكّل أفكار أرندت مادّة دسمة وثريّة في قراءة الشرط الإنساني العربي؟ ألا يمكن لنظرياتها في السياسة والحرية أن تُضيء بعض الزوايا المعتمة من وجودنا وحياتنا؟ يشتغل فكر أرندت ك»نسق فلسفي« تتعاضد فيه المفاهيم وتتحوّل وتتّخذ مواقع جديدة تبعاً للتفسير الممكن وضعه بشأن تطوّر السياسة أو الثقافة عبر التاريخ. يمكن أن نطرح جُملة من البداهات التي التزمت بها أرندت طيلة مشوراها الفكري والتي تُدبّر الهيكل العام لكتاباتها الفلسفية والسياسية. تكمن هذه البداهات في اعتبار الحرية جوهر السياسة؛ وأنّ هذه الحرية لا تتحقّق سوى في السياسة».