دخل وزير التعليم العالي على خط الأزمة التي خلفها ورثة الامبراطورية العثمانية للمغرب بعد أن صرح حسب مواقع إعلامية أن رجب أردوغان لم يرفض الدكتوراه الفخرية التي كان متوقعا أن يتسلمها من إحدى الجامعات المغربية، وعزا ذلك الى إلغاء الحفل الذي كان متوقعا لأسباب أمنية وخوفا من قيام عدد من الهيئات الحقوقية والحزبية والطلابية بوقفة احتجاجية ضد زيارة أردوغان، المتهم بمواجهة الربيع التركي بالعنف المبالغ فيه واتهام المحتجين بتلقي دعم من الخارج، وكونهم إرهابيين .ويشكل موقف العثماني إقرارا خطيرا بعجز المغرب عن حماية وفد رسمي زار المغرب . مصدر مطلع مغربي استغرب هذا التصريح، مشددا على أن الأمور تحت السيطرة، ولا داعي للتهويل ولا وجود لمشكل أمني من أي مستوى. ورجح مصدرنا أن كل ما يروج الغرض منه تبرير عجز القائمين على الشأن الديبلوماسي . وصبت زيارة رجب أردوغان رئيس الحكومة التركية مزيدا من الزيت على النار المشتعلة في العلاقة بين قطبي التحالف الحكومي المغربي، ممثلا في العدالة والتنمية وحزب الاستقلال. ففي بيان شديد اللهجة صادر عن اللجنة التنفيذية للأخير، أكد انتقاد تعاطي الحكومة مع زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للمغرب، مؤكدة أنها ،اتسمت بالارتباك والارتجال، بسبب طغيان الحزبية الضيقة، وعدم اعتماد المقاربة التشاورية داخل الحكومة . ووجه الحزب سهام نقده تجاه حليفه ،الموقوف التنفيذ، حزب العدالة والتنمية، مؤكدا أنه «ظهر وكأن تنظيم الزيارة تم على أساس حزبي، وليس على أساس حكومي، الشيء الذي أغضب رجال الأعمال المغاربة، في شخص الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وخلف استياء داخل الأوساط السياسية والمهنية». واتهم الاستقلال العدالة والتنمية بأنه» فوت على المغرب التعامل بشكل إيجابي مع دولة صديقة، كان من المفروض أن تكون له معها شراكة استراتيجية، تشمل مختلف المجالات» ومن جهته نفى مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أن تكون الحكومة مسؤولة عن فشل زيارة أردوغان مؤكدا أن «جمعية أمل» هي من نسقت رحلة رجال الاعمال الاتراك. كما أكد أن الاتحاد العام لرجال الأعمال المغاربة هو الممثل للقطاع ، معتذرا عن عدم إشراكه في ترتيب الزيارة ومؤكدا أن الحكومة تحترم قراره بمقاطعة زيارة الوفد التركي الذي حل بالمغرب. وجاءت تصريحات مصطفى الخلفي في أعقاب نهاية أشغال المجلس الحكومي . وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر مطلعة غضب بنكيران من وزيره في الخارجية سعد الدين العثماني، المتواجد في زيارة رسمية ببروكسيل لتوقيع اتفاق مع الاتحاد الأوربي حول الهجرة، واتهمه بأنه وراء الارتباك والفشل الذي عصف بزيارة طيب أردوغان حليف العدالة والتنمية في الاسم والتوجه. وأفادت مصادر الجريدة أن بنكيران متضايق من هذا الفشل في أول نشاط ديبلوماسي يشرف عليه داخل المغرب في غياب جلالة الملك عن البلاد، مما يؤكد ضعف إشرافه على قطاع وزارة الخارجية المغربية التي تنعت بأنها تسير بأكثر من رأس، خاصة مع وجود الاستقلالي يوسف العمراني ندا للعثماني، وهو الرجل الذي قضى ثلث قرن في دهاليز الوزارة كدبلوماسي متمرس . ونفى العثماني في تصريحات متعددة وجود رأس غير رأسه على قمة وزارة الخارجية والتعاون المغربية، متشبثا بكونه الدبلوماسي الأول، حكوميا، في محاولة للرد على اتهامات بتعدد مصادر الفعل في الحقل الدبلوماسي المغربي.