انتهت تقريبا مهمة فرق البحث عن ناجين من الإعصار العاتي الذي ضرب إحدى ضواحي مدينة أوكلاهوما الأمريكية. و أكد رئيس فرق الإطفاء أنه متأكد بنسبة 98 بالمائة أنه لن يكون هناك مزيد من الناجين أو المفقودين. فاقت قوة إعصار أوكلاهوما الأميركية قوة قنبلة هيروشيما. إذ إن الريح تخطت أعلى السرعات وبلغت أكبر نسبة خطورة، في أمر بدا غير مألوف ونادر الحدوث، أدى إلى مقتل وجرح العشرات. وبيّن خبراء الأرصاد الجوية أنهم استخدموا القياسات في الوقت الحقيقي للعاصفة، حيث تم احتساب الطاقة المنبعثة أثناء الإعصار، موضحين أن قوة الإعصار بلغت من ثمانية إلى 200 مرة أقوى من قنبلة هيروشيما. وشكّلت الريح والرطوبة والأمطار مع بعضها أضخم إعصار قاتل، إذ قُدرت سرعة الريح ما بين 320 و337 كيلومترا في الساعة، وبلغ مدى الإعصار كيلومترين في بعض النقاط، وامتد مساره لأكثر من 27 كيلومترا. وقال الباحث في الأرصاد الجوية لدى المختبر الوطني للعواصف الشديدة «هارولد بروكس» إن طول الأعاصير أمر عادي لكنه من غير المألوف أن تكون عنيفة مثل هذا الإعصار. وأضاف بروكس أن أقل من 1% من أعاصير الولاياتالمتحدة الأميركية عنيفة بهذه الدرجة، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعاصير يحدث بمقدار مرة واحدة خلال عشر سنوات. ويُعد هذا الإعصار الثالث من نوعه الذي ضرب ضاحية مور من مدينة أوكلاهوما خلال 14 عاما، الأمر الذي دفع البعض ليتساءل عن السبب، الذي أرجعه الخبراء إلى مزيج من الأسباب الجغرافية والمناخية والكثير من الحظ السيئ. وتسبب هذا الإعصار في منطقة أوكلاهوما سيتي الأميركية بدمار مبان كثيرة من بينها مدارس ومستشفيات، حيث أشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن هذا الإعصار يدمر كل شيء يمر في طريقه حتى إنه يقتلع المنازل والمباني. يشار إلى أن ما يزيد على 28 إعصاراً سُجل في كل من أوكلاهوما وكنساس وإيلينوي وأيوا منذ يوم الأحد الماضي. و من جهتها تساءلت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» ما الذي يجعل الإعصار وحشا مدمرا؟ وقالت إن أسرار تحول الأعاصير إلى ظواهر كارثية خطيرة يبقى أمرا يثير دهشة العلماء، موضحة أن بعض الأميركيين وصفوا صوت الإعصار الذي ضرب مناطق في ولاية أوكلاهوما بأنه أشبه بصوت قطار الشحن السريع الذي يمر فجأة. وأضافت من خلال مقال نشرته للكاتب «بيتر فوستر» أن أحد المواطنين من سكان ضاحية مور بالولاية، وصف شدة صوت الإعصار بأنها كانت قوية ومزمجرة، وأن الإعصار هز المنطقة وجعلها ترتج، وأنه تسبب في موجة من الرعب والارتجاف بين الناس، كما اقتلع منازل المواطنين من أساساتها. وقالت الصحيفة إن حصيلة ضحايا الإعصار آخذة بالتزايد. وقالت ماري فالين حاكمة أوكلاهوما إن عدد القتلى جراء الإعصار بلغ 24 شخصا، وهو ما يخفض من عدد القتلى الذي أعلنته الجهات الطبية في المدينة في وقت سابق الذي بلغ51 شخصا. وكان مكتب إدارة الطب الشرعي قال إن 20 طفلا على الأقل كانوا من بين القتلى. وليس واضحا إن كانت تم تنقيح هذا الرقم. وقال أحد عمال الإنقاذ لقناة سي بي اس الأمريكية إن بعض الأطفال الذين قتلوا في انهيار أحد المدارس علقوا في مغطس السباحة بعد انهيار سقف المبنى فوقهم.