ظل يموء بصوت مرتفع وبحدة أحيانا متعددة، وكأنه يحاول لفت الانتباه إليه، مادامت نظرات الضيوف وجميع من حضروا إلى الباحة الخلفية لولاية أمن الدارالبيضاء يوم الخميس 16 ماي الفارط، من اجل مشاركة مسؤولي امن الدارالبيضاء في الاحتفال المخلد للذكرى 57 لتأسيس الإدارة العامة للأمن الوطني، كانت منصرفة نحو العناصر الأمنية من مختلف الرتب والمصالح، تارة بدافع الفضول، وتارة أخرى بدافع الإعجاب، وهي تستعد لتقديم لوحاتها الاستعراضية، ومعها تجهيزاتها ومعداتها الموضوعة رهن الإشارة من أجل تلبية نداءات المواطنين ومن أجل السهر على حماية أمنهم وممتلكاتهم، لكن عدسة الزميل عبد النبي المساوي، رصدت هذه التحركات «الغاضبة» للقط، وتابعت تفاصيل تحركاته لحظة بلحظة، موثقة بالصورة الناطقة تواجد قط بدون دعوة في محفل أمني أصرّ أن يكون مروره فيه على غير العادة ! مواء غاضب مبعثه الغيرة والأنفة، أنفة قط دفعته إلى أن يمشي الهوينا والخيلاء، حين تناول والي الأمن عبد اللطيف مؤدب الكلمة، فصار يستعرض التجريدة الأمنية من الجنسين التي كانت تصطف مصغية لمداخلة الوالي، من اليسار إلى اليمين في استعراض نصف دائري، بينما الكل منضبط في وقفة «عسكرية» كسّر رتابتها إغماء شرطية، وحضور قط، سكت عن الصياح، حين تكلم الوالي وأنصت الجميع، لكن صمته كان بمثابة دعوة للجميع كي يعاينوا حضوره، ومشيه على إيقاعات كأنها تتناغم وترانيم رسمية في احتفال مؤسساتي، غير مبد لأي تخوف من النياشين المختلفة والأسلحة، وسيارات التدخل السريع، أو دراجات الصقور النارية، والهوائية لفرق التدخل الساحلية، فاستحق بذلك أن يكون ضيفا استثنائيا في مناسبة هي الأخرى استثنائية.