أسدل الستار على معرض الكتاب يوم أمس، وحمل العارضون ماتبقى من كتبهم، وأغلقت قاعات العروض وأروقتها أبوابها في انتظار موعد السنة القادمة. ونسجل أن فترة المعرض كانت كما هي العادة، مناسبة يلتقي فيها الزائرون بآلاف الكتب من مختلف المجالات، من أقصى حالات الشعوذة والتفكير العيبي والرعب الديني إلى تخوم العلم والفكر والفنون التي تخاطب العقل ... لكن هناك ملاحظات لابد من إثارتها، أولها أن المعرض ليس دوليا كما يسميه منظموه . فال 99 بالمائة من العارضين هم مغاربة وعرب. وحتى المشاركة العربية كان ل«الكتاب» الرسمي حضور قوي وقف حاجزا أمام معرفة إبداعات المثقف الذي لا يعبر عن استقلاليته الفكرية. لم تفلح وزارة الثقافة في الدورة ال 19 من أن تفتح أمام الزوار آفاقا ثقافية وفكرية من عوالم غير عربية، من آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا ... وككل دورة نزلت الكتب إياها للمكتبات إياها للدول إياها، نزلت بكل أسعارها الرخيصة وأوراقها الصفراء والصقيلة، وعناوينها المذهبة لتحاصر الزائرين وتغريهم بالاقتناء.المثير أن أصحاب هذه الأروقة يبادرون إلى حجز أماكنهم في الدورة اللاحقة بمجرد أن تغلق الدورة الحالية أبوابها. المعرض يبدو أنه أصبح يكرر نفسه ويراكم أخطاءه وبيننا والدورة ال 20 متسع من الوقت. فهل تبادر وزارة الثقافة لإبداع صيغة جديدة لمعرض دولي مشاركة وتنوعا؟؟