احتضنت قاعة عبد الصمد الكنفاوي مساء يوم الجمعة 29 مارس 2013 ، فعاليات الندوة الجهوية حول العمل التطوعي والتربية المدنية، التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة ، في إطار التعبئة والتحسيس واقتسام اهداف برنامجها الجديد حول التطوع، الذي يروم تأطير المبادرات التطوعية بأسلوب متطور وحديث يسعى إلى تنظيم خبرة الشباب ووقتهم وفق متطلبات وحاجيات تساعد على إبراز قيم التضامن والتعاون وجعل الخدمة المجتمعية والتطوع داخل مؤسسات الشباب قاطرة للشباب لإدماجهم في مشاريع التنمية المحلية بكل ما تتطلبه المواطنة الصالحة، وقد حضر هذه الندوة ، إلى جانب نواب الوزارة بجهة الدارالبيضاء ، ممثلون عن فعاليات المجتمع المدني و وفعاليات مهتمة بالعمل التطوعي . وتتأسس فكرة إحداث البرنامج الوطني للعمل التطوعي والتربية المدنية في أوساط الشباب، على ترسيخ ثقافة التنمية التي تقوم على قيم التماسك الاجتماعي بين المواطنين، عن طريق تعبئة الشباب للانخراط والمشاركة في الدينامية التنموية المحلية، و تقديم خدمات طوعا لفائدة المجتمع عبر تنظيم أنشطة متنوعة ومحددة وفق خارطة محلية متضمنة للكفاءات والفعاليات المتطوعة. وقد ساهم في تنشيط هذه الندوة كل من عبد العزيز قراقي أستاذ العلوم السياسية، وعبد العالي مستور رئيس منتدى المواطنة ، ومصطفى برهو مستشار وزير الشباب والرياضة . وتمحورت المداخلات حول المناولة النظرية لمفهوم التطوع كمكون من مكونات التنمية الذي يحيل على الالتزام إزاء الذات لغاية لا يعرفها إلا الفرد ذاته ،و طبيعته المنظمة وفق مجموعة من الأفكار ومجالات للاشتغال ،وعلاقة التطوع بالآخر والالتزام إزاء الآخر، والعلاقة بين التطوع والمجتمع المدني الذي يسعى إلى تقوية الالتزام الوطني من خلال تعبئة وانخراط المواطنين، باعتبار أن العمل التطوعي أحد التعبيرات عن هوية المجتمع المدني وتفعيل مواطنة المواطنين والمواطنات . وأوضح مصطفى بنرهو مستشار وزير الشباب والرياضة ، أن فكرة برنامج التطوع والخدمة المدنية ستوفر مساحة اجتماعية لإشاعة قيم التطوع من أجل تدعيم مواطنة الشباب وتقوية مشاركتهم التطوعية في الحياة المحلية، كما ستساهم في تعبئة وتأهيل الفاعلين المدنيين والفعاليات الشبابية ومرافقتهم لتأسيس وتدبير العمل التطوعي ونشر وترسيخ ثقافته في أوساط الشباب ومؤسساته ومنظماته وفضاءاته، وذلك عن طريق إعداد برامج وأنشطة ذات طابع خدماتي ودعم وتشجيع المبادرات الشبابية التنموية وترشيد استغلال الطاقات والكفاءات الشبابية التي يتوفر عليها المجتمع المحلي كما ستكون مناسبة لإبراز أهمية التطوع والخدمة المجتمعية في أوساط الشباب. وعلى ضوء ذلك تعتبر عملية إنشاء فضاءات للخدمة المجتمعية و التطوع داخل مؤسسات الشباب، الوعاء التنظيمي الذي تتوخاه هذه المبادرة، وهي فضاءات للقرب في مجال تعبئة الشباب على الانخراط والمشاركة في الدينامية التنموية المحلية وتقديم الخدمات للشباب ومصاحبتهم ، وذلك عبر تنظيم أنشطة وفق خارطة مجالية تحدد طبيعة وشكل الخدمات التطوعية المتوقعة، وستعمل الشبكات الإقليمية التي سيتم إحداثها على تنسيق و تدبير العمل التطوعي في أوساط الشباب، وتمتين العلاقة بين الهيئات المدنية والشباب المنخرط في إطار الشبكات المحلية للتطوع. ويتوقع أن يعمم هذا البرنامج على كافة نيابات وزارة الشباب والرياضة من خلال إحداث 76 شبكة إقليمية للعمل التطوعي والتربية المدنية وإحداث نقط للتطوع عبر 560 مؤسسة للشباب ستسهر على وضع مخططات محلية للأوراش الأسبوعية والبينية والصيفية وفق جدولة زمنية موزعة على التراب الوطني.