أعطيت٬ مساء الجمعة الماضي بالرباط٬ انطلاقة برنامج "العمل التطوعي والتربية المدنية في أوساط الشباب"، الذي أعدته وزارة الشباب والرياضة، تحت شعار "مغرب الشباب". ويهدف هذا البرنامج، حسب الوزارة، إلى تطوير وتقوية المشاركة التطوعية للشباب في الحياة المحلية، والمساهمة في تعبئة وتأهيل الفاعلين المدنيين والفعاليات الشبابية ومرافقتهم، لتأسيس وتدبير العمل التطوعي، ونشر وترسيخ ثقافته في أوساط الشباب ومؤسساته ومنظماته وفضاءاته، عن طريق إعداد برامج وأنشطة ذات طابع خدماتي، ودعم وتشجيع المبادرات الشبابية، التي يتوفر عليها المجتمع المحلي. وقال عبد الله باها، وزير الدولة، الذي ترأس حفل انطلاقة البرنامج، في كلمة بالمناسبة، إن "العمل التطوعي يعد مظهرا من مظاهر التضامن بين أفراد المجتمع المغربي، الذي شكل التعاون والتضامن قيما أصيلة له على مدى 12 قرنا"، داعيا إلى تشجيع ثقافة التضامن والتآزر والتسامح في المجتمع، بعدما بدأت هذه الثقافة في الاندثار، معتبرا أن "ثقافة الصراع والتنازع بين الأفراد غريبة على مجتمعنا، ولا تصلح في صنع مستقبله". من جهته، قال محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، إن إطلاق البرنامج الوطني للعمل التطوعي يهدف إلى ترسيخ ثقافة التنمية التي تقوم على قيم التماسك الاجتماعي بين المواطنين٬ عن طريق تعبئة الشباب للانخراط والمشاركة في الدينامية التنموية المحلية، وتقديم خدمات طوعا لفائدة المجتمع، عبر تنظيم أنشطة متنوعة ومحدودة، وفق خارطة محلية متضمنة للكفاءات والفعاليات المتطوعة. ولتفعيل هذا البرنامج، أبرز أوزين أن خلية مركزية ستحدث لتدبير العمل التطوعي وتدبير "بنك التطوع" عبر شبكة الانترنيت٬ مشيرا إلى أن هذا البرنامج سيعمم على كافة نيابات وزارة الشباب والرياضة، من خلال إحداث 76 شبكة إقليمية للعمل التطوعي والتربية المدنية، وإحداث نقط للتطوع عبر 560 مؤسسة للشباب، ستسهر على وضع مخططات محلية للأوراش الأسبوعية والبينية والصيفية، وفق جدولة زمنية موزعة على التراب الوطني. وأوضح أوزين أن استهداف فئة الشباب بالبرنامج الوطني للعمل التطوعي راجع إلى أن "الشباب يمثل فئة المجتمع القادرة على الاندماج في هذا المشروع، لأن المغرب بحاجة إلى مجتمع قوي، يسود فيه التضامن في صفوف الشباب". وأضاف أن "إنشاء فضاءات للخدمة المجتمعية والتطوع داخل مؤسسات الشباب، هو الوعاء التنظيمي الذي تتوخاه هذه المبادرة، وهي فضاءات للقرب في مجال تعبئة الشباب للانخراط والمشاركة في الدينامية التنموية المحلية، وتقديم الخدمات للشباب ومصاحبتهم، عبر تنظيم أنشطة وفق خارطة مجالية تحدد طبيعة وشكل الخدمات التطوعية المتوقعة". وتتمثل أبرز مجالات تدخل البرنامج في القيم، والمواطنة، والثقافة، والتربية، والرياضة، والصحة، والبيئة، والتكوين، والمجال الإنساني والاجتماعي٬ وكذا مجال الأشغال العامة.