دعا عبد العزيز إيوي, الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم « فدش» إلى تعبئة الجهود من أجل نجاح رهان جعل مدينة آسفي خالية من تشغيل الأطفال ، معربا عن تفاؤله للتجاوب الذي حظي به هذا المشروع من طرف وزارة التربية الوطنية ونيابتها بآسفي وكذا السلطات المحلية وفي مقدمتها والي جهة دكالة عبدة إلى جانب دعم وزارة التشغيل وجمعيات المجتمع المدني وباقي الفاعلين المحليين والعديد من نساء ورجال التعليم بآسفي .. وذكر الكاتب العام للنقابة في اللقاء الافتتاحي لبرنامج محاربة تشغيل الأطفال بآسفي ، والذي نظمته النقابة بآسفي يوم الجمعة الماضي ، بالقوانين التي اصدرتها الحكومات المتعاقبة في العشرية الأخيرة والتي ترمي إلي التقليص من حجم ظاهرة تشغيل الأطفال ومنها تحديد سن العمل في 15 سنة وفرض إجبارية التعليم الأساسي لعمل الأطفال رغم نتائجه المحدودة ، مشددا على أن بلادنا لم تتمكن من تجفيف منابع تشغيل الأطفال وفي مقدمتها الهدر المدرسي الذي يصل حاليا إلى 350000تلميذ وتلميذة رغم مرور عشر سنوات من الإصلاح ...ونبه عبد العزيز إيوي إلى أن تشغيل الأطفال هو إلغاء لحق الطفل في التربية والتعليم وتهديد لصحته وسلامته وأخلاقه ومستقبله في الاندماج الاجتماعي والاقتصادي ، مطالبا بالإلغاء المستعجل لكل أشكال عمل الأطفال ، مؤكدا أن القضاء على تشغيل الأطفال ممكن تبعا للعديد من التجارب الدولية ، وذلك باعتماد « مقاربة المنطقة « التي تركز على حقوق الأطفال في منطقة معينة ، سواء داخل المدرسة أو خارجها وفي ذلك سيتعبأ المواطنون لمتابعة كل طفل خارج المدرسة من أجل انتشاله من العمل وتسجيله في المدرسة ، وطالب إيوي الحكومة باحترام حقوق الأطفال وحمايتهم من العمل وتأمين حقهم في التحصيل الدراسي ، ودعا في ختام كلمته وزارة التربية الوطنية إلى تضمين البرامج الدراسية لاستراتيجية إعادة إدماج الأطفال الذين غادروا المدرسة للعمل، وأكد على ضرورة تنسيق القطاعات الوزارية المعنية لجهودها من أجل القضاء على الظاهرة . محمد كرميم منسق مشروع محاربة تشغيل الأطفال بمدينة آسفي ، ذكر الحاضرين في كلمته الافتتاحية بسياق اللقاء التواصلي الذي تنظمه النقابة الوطنية للتعليم والتي تدشن من خلاله الخطوات الأولي لتنفيذ برنامجها الذي يستهدف استعادة حق من الحقوق الأساسية للأطفال وهي العودة إلى الفصل الدراسي والتمتع بالحق في التعليم المنتج والنافع ، وأبرز كرميم في سياق حديثه ، الإطار المؤسساتي التي يندرج ضمنه هذا العمل الذي هو ثمرة لشراكة بين وزارة التربية الوطنية وولاية جهة دكالة عبدة ووزارة التشغيل والنقابة العامة للتعليم بهولندا والنقابة العامة لعمال هولندا ، كما استحضر المراحل والخطوات التنظيمية التي أنجزتها النقابة محليا لمحاربة تشغيل الأطفال بمدينة آسفي وذلك بعد القيام بعمل تشخيصي دقيق قام به , بطلب من النقابة , مكتب أورزون للدراسات ، والذي كان من نتائجه الأوليه إحصاء ما يقارب 534 طفلا بمدينة آسفي يشتغلون بعدد من القطاعات غير المهيكلة . ويستهدف المشروع 12 مؤسسة تعليمية ابتدائية داخل المدينة و ينقسم الى محورين: محور المدرسة و ويتضمن برنامجا متكاملا يعالج ضعف التحصيل لدى الأطفال المتعثرين دراسيا عن طريق الدعم التربوي, إضافة الى الدعم الاجتماعي و الأنشطة الموازية لفائدة التلاميذ . كما ستستفيد المؤسسات المستهدفة من عمليات لتحسين فضائها وتقوية جاذبيتها تجاه التلاميذ. و يستهدف المحور الثاني الأطفال الذين غادروا المدرسة في سن مبكر ووجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام عالم الشغل دون أن يكونوا مؤهلين لذلك ، هؤلاء التلاميذ سيستفيدون من التربية غير النظامية من أجل إعادة إدماجهم في التربية النظامية . محمد كرميم شدد في ختام كلمته على تضافر جهود الجميع ، مؤكدا دعم نيابة وزارة التربية الوطنية للمشروع بناء على اتفاقية الشراكة الموقعة بين النقابة و الأكاديمية ، إلى جانب المصالح المعنية من مندوبيتي التشغيل و الصناعة التقليدية و السلطات المحلية. أما بالنسبة لعمليات الإشراف على المشروع و تتبعه و إنجازه ، فقد أحدثت لهذه الغاية لجنة مشتركة مكونة من النقابة الوطنية للتعليم بآسفي والنيابة الإقليمية إلى جانب جمعية الشعلة للتربية والثقافة و جمعية تيفاوين و جمعية مدرسي و مدرسات التعليم الابتدائي و جمعية أمجد و فيدرالية جمعيات آباء و أمهات و أولياء التلاميذ.