عبرت بلدية مدينة سيل سير شير بجهة وسط فرنسا، عن رغبتها في خلق جسور تعاون مع نظيرتها جماعة أيت عياش بجهة مكناس تافيلالت، وذلك على هامش فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي ببلدة «بلوا» بضاحية مدينة أرليان الذي نظم في الفترة الممتدة ما بين 18و23 مارس تحت شعار «الأسبوع المغربي الأول في إطار التعاون اللامركزي بين جهة مكناس تافيلالت وجهة الوسط: الشراكة بين مدينتي آزرو وبلوا نموذجا». فقد كانت فعاليات هذه التظاهرة، التي شكلت مناسبة لإبراز مميزات قطاع السياحة المغربية ودورها التنموي والتدابير المتخذة للنهوض بها لجعلها رافدا من روافد التنمية الاقتصادية، بالإضافة الى تسليط الضوء على مجال البيئة وعلاقاته بالجانب الاقتصادي وما يطرحه من إشكاليات مختلفة على مستوى التنمية المستدامة، مناسبة تمكن فيها باكي بوعزة رئيس جماعة أيت عياش بضاحية مدينة ميدلت، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من لقاء جويل غراسلان عمدة بلدية سيل سير شير بضاحية أرليان لبحث آفاق التعاون، بين جهة الوسط ونظيرتها بمكناس تافيلالت، في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وعلى الخصوص بين بلدية مدينة سيل سير شير وجماعة أيت عياش. كان هذا اللقاء الأولي، الذي جمع ما بين باكي بوعزة عن الجانب المغربي وجويل غراسلان عن الجانب الفرنسي، الخميس الماضي، بحضور شفيقة الهبطي، القنصل العام للمغرب بأرليان ولكبير غازي عضو جمعية «بلوا آزرو» المنظمة لهذا الاسبوع الثقافي المغربي، فرصة استعرض خلالها الجانبان المغربي والفرنسي أهم مميزات البلديتين (أيت عياش وسيل سير شير) من مختلف النواحي الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، ومؤهلاتهما الفلاحية والسياحية والبشرية. كما ناقش الجانبان، بمناسبة انعقاد هذه التظاهرة التي نظمت وبتعاون مع المجلس البلدي لبلدة «بلوا» ومجلس جهة وسط فرنسا ودعم من القنصلية العامة للمغرب في مدينة أورليان، المحاور التي يمكن أن تتأسس عليها علاقة التعاون بين الجماعتين، وعبر الطرفان عن قناعتهما بأهمية الدور الذي يلعبه المجتمع المدني من أجل منح دفعة من شأنها أن تضفي دينامية على هذا التعاون. وفي هذا السياق اتفق كل من باكي بوعزة و جويل غراسلان، خلال هذه التظاهرة التي تميزت بحضور شخصيات مغربية وفرنسية لتساهم في تدارس عدد من القضايا التي تهم الجالية المغربية في الخارج في علاقتها مع بلد الإقامة ودورهما في تنمية بلدها الأصل، على ضرورة إشراك جمعيات بكل من جماعة أيت عياش وبلدية سيل سير شير تقترح مشاريع مشتركة قابلة للتنفيذ وتمكن من هذا التعاون حظوظ النجاح والاستمرارية. وبالموازاة عبرت شفيقة الهبطي، القنصل العام للمغرب بالقنصلية العامة بأرليان للطرفين المغربي والفرنسي، عن أملها في أن يبلغ هذا الطموح مبتغاه وتتحقق كل الأهداف المتوخاة من هذه المبادرة، مؤكدة على استعدادها التام لتقديم كل المساعدات وحشد الدعم بقصد إنجاز هذا المشروع. يشار إلى أن القنصلية العامة للمغرب في مدينة أورليان حرصت على متابعة الاستعدادات القائمة لتنظيم فعاليات أسبوع المغرب ب«بلوا» الذي يندرج في إطار البرنامج الثقافي والاقتصادي الذي يعتزم هذا المركز القنصلي تنفيذه هذه السنة بشراكة مع فاعلين مؤسساتيين وجمعويين، من خلال تشجيع وتحسيس الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بأهمية المشاركة في إنجاح مثل هذه التظاهرات. وجدير بالذكر أن القنصلية العامة للمغرب في مدينة أورليان كانت قد واكبت فعاليات الدورة الأولى لأسبوع المغرب ب «بلوا» التي عرفت نجاحا على مستوى التنظيم والإقبال الجماهيري، مما حدا بكل من جهة الوسط وعمدية «بلوا» الى تأكيد دعمهما المادي واللوجستيكي لهذه التظاهرة الثقافية.