اختار أبناء الجالية المغربية المقيمة في جهة الوسط ،أن تتوشح بلدة «بلوا» بضاحية أورليان بوشاح أمازيغي ويمتد رداؤها الثقافي واللغوي ليغطي حيزا كبيرا من فعاليات الأسبوع الثقافي المغربي الذي من المقرر تنظيمه بذات البلدة في الفترة الممتدة ما بين 18 و23 مارس. الحضور الأمازيغي في هذه الفعاليات، التي تنظمها جمعية «بلوا ازرو» وبتعاون مع المجلس البلدي للمدينة ومجلس جهة الوسط استجابة لرغبة ساكني المدينة من المغاربة والمنحدرين في مجملهم من منطقة الريف. وسيستأثر موضوع ترسيم اللغة الأمازيغية، التي أقرها دستور سنة2011، بحيز مهم من فعاليات هذه التظاهرة حيث ستخصص محاضرة ستقارب «الغنى الثقافي واللغوي للمغرب» وستعمل على إبراز الإرادة الراسخة للمغرب، منذ خطاب أجدير من أجل منح الثقافة الأمازيغية مكانتها كمكون أساسي من مكونات الهوية المغربية، وأيضا الوقوف عند كل المبادرات والاجراءات لتفعيل هذه الارادة عبر رصد تجربة إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإيضا قرار إدماج اللغة الامازيغية في المناهج التعليمية بإقرار حرف «تيفيناغ» لكتابة الأمازيغية، وإطلاق قناة تلفزيونية عمومية وكذا رصد آفاق اللغة الامازيغية بعد ترسيمها مؤخرا في الدستور الجديد. كما ستعرف فعاليات هذه الدورة، التي تنظم بدعم من القنصلية العامة للمغرب بمدينة أورليان، تحت شعار «الأسبوع المغربي الأول في إطار التعاون اللامركزي بين جهة مكناس تافيلالت وجهة الوسط: الشراكة بين مدينتي آزرو وبلوا نموذجا» ، إحياء حفلات فنية وثقافية وتنظيم معرض للثرات الأمازيغي بمساهمة معهد العالم العربي بباريس وكذلك إقامة أوراش للتعريف بالطبخ الأمازيغي. إلى جانب الثقافةالأمازيغية في فعاليات هذا الأسبوع الثقافي، ستكون المرأة المغربية حاضرة، حيث سوف يقارب المشاركون على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في شهر مارس، دور المرأة المغربية في التنمية، وأيضا آفاق حضورها في النسيج المجتمعي بعد إنشاء الهيئة العليا للمناصفة، وكذلك إبراز الجهود المبذولة من كافة الفاعلين لدعم حضورها سواء على المستوى السياسي أو الإقتصادي، دون اغفال الدور الفاعل والفعال للمرأة المغربية المهاجرة. ويصبو هذا الأسبوع الثقافي إلى دعم وإغناء آفاق التعاون، بين جهة الوسط ونظيرتها بمكناس تافيلالت، في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من خلال تنظيم محاضرات وندوات متعددة .وسيتميز الأسبوع الثقافي بحضور شخصيات مغربية وفرنسية لتساهم في تدارس عدد من القضايا التي تهم الجالية المغربية في الخارج في علاقتها مع بلد الإقامة ودورهما في تنمية بلدها الأصل. كما أن هذه التظاهرة الثقافية ستكون مناسبة لإبراز قطاع السياحة المغربية ودورها التنموي والتدابير المتخدة للنهوض بها لجعلها رافدا من روافد التنمية الإقتصادية. بالاضافة الى مجال البيئة وعلاقاته بالجانب الاقتصادي وما يطرحه من إشكاليات مختلفة على مستوى التنمية المستدامة. وقد حرصت القنصلية العامة للمغرب في مدينة أورليان على متابعة الاستعدادات القائمة لتنظيم فعاليات أسبوع المغرب ب«بلوا»، الذي في يندرج في إطار البرنامج الثقافي والاقتصادي الذي يعتزم هذا المركز القنصلي تنفيذه هذه السنة بشراكة مع فاعلين مؤسساتيين وجمعويين، من خلال تشجيع وتحسيس الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بأهمية المشاركة في إنجاح هذه الدورة. وجدير بالذكر أن القنصلية العامة للمغرب في مدينة أورليان كانت قد واكبت فعاليات الدورة الأولى التي عرفت نجاحا على مستوى التنظيم والإقبال الجماهيري، مما حدا بكل من جهة الوسط وعمدية «بلوا» الى تأكيد دعمهما المادي واللوجستيكي لهذه التظاهرة الثقافية. وتتضمن الندوة االعلمية الأولى لهذه الدورة، أنشطة ثقافية تؤرخ لجانب من حياة السلطان سيدي محمد بن يوسف، حيث تشمل محاضرات ومعرضا للكتب والدراسات، ومعرضا للصور والوثائق، وتقديم شريط وثائقي. وللإشارة فإن الندوة الافتتاحية لهذه الجامعة كانت قد انعقدت بمدينتي الريصاني والرشيدية يومي 16 و17 نونبر 2012 وتميزت بالرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة للمشاركين في أشغالها.