احتضنت قاعات سينما «افنيدا» وسينما «إسبانيول » وقاعة المعهد الفرنسي الأحد ستة عروض سينمائية للمخرج المغربي سعد الشرايبي والجزائريين عز الدين المدور ومحمد الأخضر حامينا وأمين عمار خودجا والاسباني أوسكار بيردوباس والفرنسي أوليفيي زوشواط . ويطرح فيلم «نساء ونساء»، الذي أنجز سنة 1998، مجموعة من القضايا الاجتماعية المرتبطة بالمرأة والعنف ضد النساء والطلاق وعدم المساواة بين الجنسين في حين يتناول فيلم «جبل بابا »، الذي أنجزه المخرج عز الدين المدور سنة 1998 فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر بعد أن بسط نفوذه على جبال منطقة القبائل. أما فيلم «وقائع سنين الجمر» (1975) للمخرج الجزائري محمد لخضر حامينا فيحكي تجربة أحمد الذي يهاجر قريته نحو العاصمة ليتم اقتياده للتجنيد في صفوف الجيش الفرنسي ويهاجر فيما بعد إلى فرنسا? حيث سيشارك في الحرب العالمية الثانية. وبالمناسبة اعتبر نقاد سنمائيون مغاربة بتطوان ان المخرج والمنتج سعد الشرايبي هو مبدع تفوق في دمج الواقع بالحلم وحول التجربة الذاتية السينمائية الى تمثل فني مسكون بالانسانية. ورأى هؤلاء النقاد، خلال لقاء حول تجربة سعد الشرايبي السينمائية ضمن فعاليات مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية، أن المخرج المغربي، الذي انتج نحو 20 فيلما سينمائيا، استطاع خلال مساره الابداعي ان يجاوز ويدمج بين الواقع والحلم وحول التجربة الذاتية الى تمثل فني ترك بصماته في تاريخ السينما المغربية. واضافوا، خلال اللقاء الذي اطرته الاعلامية صباح بنداوود والناقدان السينمائيان حمادي غيوم وخليل الدامون، أن المبدع سعد الشرايبي، باعتباره فنانا مسكونا بالانسانية جعل افلامه نابعة من الواقع تعالجه بصدق ليدفع المتلقي الى التأمل والتفكير والتجاوب مع الواقع بنظرة نقدية تتوخى الاصلاح والتفاعل . واشار النقاد الى ان ابداعات الشرايبي وتجربته تبحث عن الزمن الضائع وقيم النقاء والصدق وارادة المساهمة في التغيير الايجابي والتعبير عن الواقع للسمو به الى مستويات تجعل من المجتمع كائنا موحدا يقوم على النبل والتآخي والتضامن . وتابعوا القول ان شخصيات افلام الشرايبي تحركها احلام نبيلة في صراع وتفاعل مع الواقع ويحركها اللاوعي وعمق تفكيري سيكولوجي، ولها مرجعية اخلاقية بنفحة اجتماعية? مؤكدين ان اختيارات الشرايبي تنطلق من ملاحظات ذاتية تسائل الواقع بايجابياته وسلبياته . ومن جهته، قال الشرايبي في كلمة بالمناسبة ان تسليط الضوء على مساره الابداعي نقدا وتحليلا يمنحه ثقة اكبر ويحمله مسؤوليات اكبر حتى يكون اكثر دقة مهنية وابداعية في الاعمال المقبلة ويكون اكثر ثقة للمساهمة في تطوير السينما المغربية ومساءلة تجربته وتجديدها. واشار الى ان دفاتر التحملات والنصوص التشريعية الحالية المنظمة لمجال السينما هي طفرة ايجابية ومكتسب مهم للفن السابع للسنوات المقبلة، وستمكن من رفع الضبابية عن الممارسة السينمائية، كما تساهم في تنظيم العلاقات بين المهنيين وقطاع الاعلام والقطاعات المؤسساتية الاخرى. واعتبر في ذات الوقت ان المشكل العويص الذي تعاني منه السينما المغربية هو «مجال العرض وتقلص دور السينما »، موضحا انه في وقت يتم فيه انتاج اكثر من 20 فيلما طويلا ونحو 80 فيلما قصيرا في السنة ،فإن عدد دور السينما لا يتعدى 40 ،ما يفرض العمل سويا على الجانب القانوني والعملي لتطوير بنيات العرض السينمائي المغربي بما يوازي الطفرة السينمائية الحالية كما وكيفا.