يتواجد فريق الرجاء البيضاوي منذ يوم السبت الماضي بالديار الكويتية، حيث سيخوض لقاء أمام النادي العربي الكويتي لحساب ذهاب نصف نهائي كأس الاتحاد العربي، وهي المباراة التي سيحتضنها ملعب صباح السالم الصباح الذي يتسع لحوالي 22 ألف متفرج، وسيقودها طاقم تحكيم من الأردن بقيادة أدهم مخادمة. يراهن فريق الرجاء البيضاوي على محطة الذهاب للعودة بنتيجة تخول له وضع رجله الأولى على درب التأهل لمباراة النهاية، ولصنع هذا الرهان الذي لا يبدو مستحيلا وليس بعزيز على الفريق الأخضر، برمج المدرب امحمد فاخر ثلاث حصص تدريبية الأولى مساء يوم الوصول بملعب نادي الكاظمة (الصداقة والسلام) وخصصت لإزالة العياء، والتحرر من بعض الضغوطات النفسية التي خلفتها متاعب الرحلة، والثانية برمجت مساء أول أمس الأحد بملعب صباح السالم الصباح للاستئناس بأرضية الملعب. وركز خلالها المدرب على الجانب التكتيكي فيما برمجت الحصة التدريبية الثالثة أمس الاثنين في الساعة الثالثة والنصف عصرا بملعب النصر. استعدادات العناصر الرجاوية لم تقتصر على الاعداد البدني والتخطيط التكتيكي، بل شملت التهييء النفسي، خصوصا وأن اللاعبين عاشوا معاناة مع الرحلة مستهم في دواخلهم، وزعزعت تركيزهم الذهني، وهي معاناة قد يكون لها تأثير على المردود التقني، لذلك عمد المدرب فاخر إلى ملامسة الجانب النفسي لتأهيل اللاعبين لخوض هذه المباراة محررين من كل الضغوطات. لقاء الرجاء البيضاوي ضد نادي العربي الكويتي لن يكون سهلا لعدة اعتبارات في مقدمتها امتياز الاستقبال وقيمة الفريق الخصم، بالاضافة إلى الطاقم التقني المكون من البرتغالي خوسيه روماو وبمساعدة رضوان حجري، وهو طاقم كان يشرف على تدريب فريق الرجاء قبل ثلاث مواسم وتحديدا في عهد رئاسة عبد الله غلام. صحيح أن المدرب خوسيه روما الذي حضر إلى الفندق أول أمس الأحد صحبة مساعده رضوان حجري لزيارة الوفد الرجاوي، يعرف جيدا فريق الرجاء وأساليب لعبه، وله علم ببعض الميكانيزمات التكتيكية للمدرب امحمد فاخر، لكن التشكيلة الرجاوية التي كانت في عهد روماو تغيرت بنسبة تفوق ثمانين بالمائة، فباستثناء رشيد السليماني الغائب عن اللقاء بسبب تمزق عضلي، ومحمد أولحاج وكوكو ومتولي والصالحي، فإن باقي العناصر التحقت مؤخرا بالفريق الأخضر، وهذا التجديد قد يربك حسابات المدرب روماو، ويخلط بعض الأوراق التكتيكية لديه. مدرب نادي العربي الكويتي صادفناه خلال زيارته للفندق لملاقاة الوفد الرجاوي كعربون محبة للفريق الأخضر، وشهادة اعتراف بالحقبة الزمنية التي قضاها معه، هذا المدرب البرتغالي الجنسية أكد لنا بأنه سمع بالمعاناة التي عاشتها المجموعة الرجاوية وحضر لتقديم دعمه المعنوي فيما يشبه الاعتذار، وأبدى من خلال تصريحه، استعداده لمساعدة الوفد الرجاوي، وهو نفس الاستعداد الذي عبر عنه مساعده رضوان حجري. وبخصوص المباراة اعترف روماو بقوة فريق الرجاء، واعتبر حظوظه قائمة في التأهل لمباراة النهاية، لكنه استدرك بأن فريقه له هو الآخر حظوظ سيدافع عنها. ولم يخف المدرب روماو كون نادي العربي الكويتي يمر بمرحلة فراغ، حيث لم ينتصر منذ سبع دورات وحصد خلال الأسبوع الأخير هزيمتين متتاليتين، واعتبر المباراة ضد الرجاء مناسبة للتصالح مع الجمهور، وإن كان الحسم في التأهل بعد لقاء الإياب. وأضاف روماو «أعرف الرجاء وأتابع مباريات هذا الفريق الذي احترمه والذي هو في أوج عطاءاته، اعتبارا لمدربه الكفء ولاعبيه المميزين». المدرب فاخر أكد على صعوبة اللقاء باعتبار أن الفريق الخصم يلعب بميدانه وسيحاول مصالحة جمهوره، لكنه اعتبر أرضية الملعب غير صالحة لمساعدة اللاعبين على إفراغ منتوج كروي جيد، موضحا في ذات السياق «كنا ننتظر أرضية أفضل، لذلك حذرت اللاعبين بالتعامل مع هذه الأرضية بحذر شديد، تفاديا لأية مفاجأة يكون ثمنها غالبا» ولم يخف المدرب فاخر كونه شاهد ثلاث مباريات للفريق الخصم، وجمع ما يكفي من المعطيات التي سيستثمرها عند منازلته للفريق الكويتي، ولم يفته التأكيد بأن جميع اللاعبين مستعدون على كافة المستويات لهذه المواجهة، وأن معاناة الرحلة طرحوها جانبا، خصوصا وأن لهم من التجربة ما يجعلهم يتجاوزون مثل هذه المعاناة التي أضحت معتادة لديهم . تجدر الإشارة إلى أن نادي العربي الكويتي الذي تأسس في العشرين من أكتوبر 1960 المعروف بلقب الزعيم الأخضر، هو أحد الأندية الكويتية شعبية، حيث عانق لقب الدوري الكويتي الممتاز 16 مرة، وفاز بكأس الأمير الكويتي 15 مرة، كما حاز كأس ولي العهد الكويتي خمس مرات، وكأس الخليج للأندية في مناسبتين، هذا الفريق سينازل الرجاء البيضاوي محروما من خدمات لاعبي وسط الميدان نواف شويع، الموقوف بتقرير من الحكم وسليمي عبد العزيز بطاقتين صفراوتين.